قصرهلال
07-07-2010, 02:49 AM
النسيج التقليدي صنعة مهددة بالاندثار
قصر هلال
«النسيج التقليدي» كان أحد أهمّ أشكال الصناعات التقليدية في جهة الساحل وتحديدا في مدينة قصرهلال التابعة لولاية المنستير,التي تعتبر منطلق مهنة النسيج منذ أكثر من قرنين.وكان دخول هذه الصناعة عن طريق مسالك عديدة،وكان القطاع يشغّل الآلاف ويشكّل مورد رزق قار لمئات العائلات إلى حدود الثمانينات من القرن الماضي..
حيث بدأت صناعة النسيج التقليدي تنحسر ويتضاءل الإقبال عليها سواء على مستوى التعلّم أو التسويق،وذلك راجع لأسباب كثيرة لعلّ أهمّها التطورات الصناعية والتكنولوجيّة التي شهدها القطاع،بل النقلة النوعية الكبيرة التي مثّلت خطرا متزايدا على أصحاب المهنة كما يؤكدون هم أنفسهم ذلك،كما أنّ إقبال الشباب على تعلّم الصنعة تضاءل إلى درجة أصبحت تهدد هذا القطاع بالاندثار لأن الشباب لم يعد يقبل على النسيج التقليدي مطلقا،بل بات يتهرّب منه لأنه لا يمثّل مورد رزق جيّد كما أنه لا يضمن مستقبلا مشرقا كما يرى جميع من تحدثنا إليهم.
في طريق الاندثار..
ويتحدث السيد محمد سويسي عن «الصنعة» قائلا أنها كانت تفتح آلاف البيوت في مدينة قصرهلال وبعض المدن المجاورة مثل صيادة ولمطة وبوحجر وكذلك خنيس.وقصرهلال كانت سبّاقة في هذا القطاع الذي ازدهر منذ بداية القرن من خلال جلب القطن ومعالجته وتجهيزه للنسج بعد مروره بكل المراحل من صبغ و»تقنيط»وصولا الى الحياكة ثمّ التسويق.ويضيف السيد محمد أنّ النسيج التقليدي بقصرهلال مثّل ثقلا اقتصاديا في بداية القرن الماضي ومنتصفه إلى نهاية السبعينات،أمّا اليوم فالأمر اختلف تماما وابتعد أهل المهنة عنها.حيث توفّي عدد كبير منهم ومن تبقّى الآن لم يعد يرغب في تعاطيها نظرا لعدم مردوديتها.فيما يؤكد السيد الصادق الزراد أنّ التطور التكنولوجي قد أضرّ بالصنعة اضافة الى نقص الطلب على منتوجات النسيج التقليدي،وأضاف أنّها باتت حكرا على الأعراس وبعض المناسبات مثل الختان.فلا يكا د يخلو بيت هلالّي من «الخلاّلةأو «الملية» مثلا التي تلبسها النسوة والبنات في الأعراس.كما انّ «الخلاّلة»هي آخر ما يوضع على تابوت المرأة الهلالية عند وفاتها . وقال السيد الزراد أنّ قصرهلال تنتج أيضا انواعا أخرى من الألبسة مثل الأقمشة المستعملة في البرنوس والجبّة والكدرون كما تنتج الحرام سواء للمرأة أو الرجل،أمّا اليوم فقد أصبحت كل الأقمشة تُصنع على آلات عصرية مما أفقدها رونقها وجماليتها. وفي الجانب الآخر تحدّث بعض الشباب عن عدم إمكانية خوض غمار هذا الميدان لأنهم لا يرون فيه مستقبلا، سواء من حيث نوعية الصناعة التي ستكون تقليدية مائة بالمائة أو من حيث الأسعار وهو شأن رمزي وعلي اذ يعترفان انه لا يمكن أن يفكرا في هذا الموضوع أصلا لعدم جدواه.
ابتكارات ولكن. (http://www.tunisia-cafe.com/vb)..
ولكن هذا التشاؤم لا يخفي تفاؤل بعض التجارب القليلة للنهوض بهذا القطاع، حيث يسعى عدد لابأس به من مصممّي الأزياء للنهوض بهذا القطاع ومحاولة إنجاز ملابس عصرية وحديثة إنطلاقا من الأقمشة التي يوفّرها النول التقليدي وخاصة بالاعتماد على»الخلاّلة»والحرام، ومن بين تلك التجارب نذكر تجربة المصممة ثريّا الشاوش التي عملت على مزج «الخلاّلة» الهلالية بالدجينز وأقمشة أخرى عصرية لتبرز قيمة المخزون الذي يمكن أن يوفر ألبسة عصرية غاية في الروعة والابتكار،ولقد وجدت أعمالها الاستحسان حيث قدمت عديد الألبسة التقليدية في صورة حديثة وجذّابة من خلال التركيز على المادة الأولية المصنوعة أساسا يدويّا، لكن المشكل القائم الآن هو عدم توفر اليد العاملة المختصة ،وأمام عدم الاهتمام بهذا القطاع بعد حلّ الشركة التعاونية الأهلية التي تمّ إنشاؤها عام 1913،وأمام عدم اكتراث بلدية المدينة بإنجاز متحف يحفظ الذاكرة الجماعية لهذا القطاع رغم الوعود التي يسمعها أبناء المدينة منذ سنوات طويلة، يبدو أن مستقبل القطاع غامض ولا يحمل أية بوادر للنهوض به إلاّ إذا تدخلت الهياكل المسؤولة عن القطاع . لتقديم الدعم اللازم من خلال بعض الدورات التكوينية اوالقروض لبعث مشاريع جديدة تدفع بقطاع النسيج التقليدي إنتاجا وتسويقا . (http://www.tunisia-cafe.com/vb)....
النسيج التقليدي «صنعة» مهددة بالاندثار
قصر هلال
«النسيج التقليدي» كان أحد أهمّ أشكال الصناعات التقليدية في جهة الساحل وتحديدا في مدينة قصرهلال التابعة لولاية المنستير,التي تعتبر منطلق مهنة النسيج منذ أكثر من قرنين.وكان دخول هذه الصناعة عن طريق مسالك عديدة،وكان القطاع يشغّل الآلاف ويشكّل مورد رزق قار لمئات العائلات إلى حدود الثمانينات من القرن الماضي..
حيث بدأت صناعة النسيج التقليدي تنحسر ويتضاءل الإقبال عليها سواء على مستوى التعلّم أو التسويق،وذلك راجع لأسباب كثيرة لعلّ أهمّها التطورات الصناعية والتكنولوجيّة التي شهدها القطاع،بل النقلة النوعية الكبيرة التي مثّلت خطرا متزايدا على أصحاب المهنة كما يؤكدون هم أنفسهم ذلك،كما أنّ إقبال الشباب على تعلّم الصنعة تضاءل إلى درجة أصبحت تهدد هذا القطاع بالاندثار لأن الشباب لم يعد يقبل على النسيج التقليدي مطلقا،بل بات يتهرّب منه لأنه لا يمثّل مورد رزق جيّد كما أنه لا يضمن مستقبلا مشرقا كما يرى جميع من تحدثنا إليهم.
في طريق الاندثار..
ويتحدث السيد محمد سويسي عن «الصنعة» قائلا أنها كانت تفتح آلاف البيوت في مدينة قصرهلال وبعض المدن المجاورة مثل صيادة ولمطة وبوحجر وكذلك خنيس.وقصرهلال كانت سبّاقة في هذا القطاع الذي ازدهر منذ بداية القرن من خلال جلب القطن ومعالجته وتجهيزه للنسج بعد مروره بكل المراحل من صبغ و»تقنيط»وصولا الى الحياكة ثمّ التسويق.ويضيف السيد محمد أنّ النسيج التقليدي بقصرهلال مثّل ثقلا اقتصاديا في بداية القرن الماضي ومنتصفه إلى نهاية السبعينات،أمّا اليوم فالأمر اختلف تماما وابتعد أهل المهنة عنها.حيث توفّي عدد كبير منهم ومن تبقّى الآن لم يعد يرغب في تعاطيها نظرا لعدم مردوديتها.فيما يؤكد السيد الصادق الزراد أنّ التطور التكنولوجي قد أضرّ بالصنعة اضافة الى نقص الطلب على منتوجات النسيج التقليدي،وأضاف أنّها باتت حكرا على الأعراس وبعض المناسبات مثل الختان.فلا يكا د يخلو بيت هلالّي من «الخلاّلةأو «الملية» مثلا التي تلبسها النسوة والبنات في الأعراس.كما انّ «الخلاّلة»هي آخر ما يوضع على تابوت المرأة الهلالية عند وفاتها . وقال السيد الزراد أنّ قصرهلال تنتج أيضا انواعا أخرى من الألبسة مثل الأقمشة المستعملة في البرنوس والجبّة والكدرون كما تنتج الحرام سواء للمرأة أو الرجل،أمّا اليوم فقد أصبحت كل الأقمشة تُصنع على آلات عصرية مما أفقدها رونقها وجماليتها. وفي الجانب الآخر تحدّث بعض الشباب عن عدم إمكانية خوض غمار هذا الميدان لأنهم لا يرون فيه مستقبلا، سواء من حيث نوعية الصناعة التي ستكون تقليدية مائة بالمائة أو من حيث الأسعار وهو شأن رمزي وعلي اذ يعترفان انه لا يمكن أن يفكرا في هذا الموضوع أصلا لعدم جدواه.
ابتكارات ولكن. (http://www.tunisia-cafe.com/vb)..
ولكن هذا التشاؤم لا يخفي تفاؤل بعض التجارب القليلة للنهوض بهذا القطاع، حيث يسعى عدد لابأس به من مصممّي الأزياء للنهوض بهذا القطاع ومحاولة إنجاز ملابس عصرية وحديثة إنطلاقا من الأقمشة التي يوفّرها النول التقليدي وخاصة بالاعتماد على»الخلاّلة»والحرام، ومن بين تلك التجارب نذكر تجربة المصممة ثريّا الشاوش التي عملت على مزج «الخلاّلة» الهلالية بالدجينز وأقمشة أخرى عصرية لتبرز قيمة المخزون الذي يمكن أن يوفر ألبسة عصرية غاية في الروعة والابتكار،ولقد وجدت أعمالها الاستحسان حيث قدمت عديد الألبسة التقليدية في صورة حديثة وجذّابة من خلال التركيز على المادة الأولية المصنوعة أساسا يدويّا، لكن المشكل القائم الآن هو عدم توفر اليد العاملة المختصة ،وأمام عدم الاهتمام بهذا القطاع بعد حلّ الشركة التعاونية الأهلية التي تمّ إنشاؤها عام 1913،وأمام عدم اكتراث بلدية المدينة بإنجاز متحف يحفظ الذاكرة الجماعية لهذا القطاع رغم الوعود التي يسمعها أبناء المدينة منذ سنوات طويلة، يبدو أن مستقبل القطاع غامض ولا يحمل أية بوادر للنهوض به إلاّ إذا تدخلت الهياكل المسؤولة عن القطاع . لتقديم الدعم اللازم من خلال بعض الدورات التكوينية اوالقروض لبعث مشاريع جديدة تدفع بقطاع النسيج التقليدي إنتاجا وتسويقا . (http://www.tunisia-cafe.com/vb)....
النسيج التقليدي «صنعة» مهددة بالاندثار