المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحوال السلف الصالح في شهر رمضان



3isam46
08-05-2012, 04:36 AM
أحوال السلف الصالح في شهر رمضان


أحوال السلف في رمضان



أخي الحبيب, أُختي الغالية
لقد عرف السلف الصالح قيمة هذا الموسم المبارك فشمروا فيه عن ساعد الجد واجتهدوا
فهيا بنا نستعرض بعض أحوال السلف في رمضــان وكيف كانت همّتهم وعزيمتهم وجدّهم في العبــادة لنلحق بذلك الركــب ونكون من عرف حقّ هذا الشهــر فعمل له وشمّــر

أولاً: حالهم مع قراءة القرآن

قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهرت القلوب لم تشبع من قراءة القرآن

وقال يونس بن يزيد :كان ابن شهاب إذا دخل رمضان فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام

ولهذا حرص السلف رحمهم الله على الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان وهذه بعض أحوالهم:

الاسود بن يزيد
كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ

سعيد بن جبير
كان يختم القرآن في كل ليلتين

الوليد بن عبد الملك
كان يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمه

قتادة
كان يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاثٍ فإذا جاء العشر ختم كل ليلةٍ

الشافعي
كان يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة وفي كل شهر ثلاثين ختمة

محمد بن إسماعيل البخاري
كان يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة

ابن عساكر صاحب تاريخ دمشق
كان مواظباً على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن ويختم كل جمعة و يختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية

وكيع بن الجراح
كان يقرأ في رمضان في الليل ختمةً وثلثاً، ويصلي ثنتي عشرة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر


ثانياً: حالهم في قيام الليل
إن قيام الليل هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئها،تتنسم من تلك النفحات وتقتبس من أنوار تلك القربات وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات

قال الحسن البصري لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل

وقال أبو عثمان النهدي تضيّفت أبا هريرة سبعاً فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً يصلي هذا ثم يوقظ هذا

وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى ثم يقول اللهم إن جهنم لا تدعني أنام فيقوم إلى مصلاه

وكان طاوس يثب من على فراشه ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين

وذكرالبيهقي عن السائب بن يزيد أنه قال أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبَي بن كعب وتميما الداري رضي الله عنهما أن
يقوما للناس في رمضان، فكان القاريء يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلاَّ في فروع الفجر .

وعن مالك عن عبد الله بن أبي بكر قال سمعت أبي يقول كنا ننصرف في رمضان من القيام فيستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر . أخرجه مالك في الموطأ

وعن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن هُرْمز قال كان القراء يقومون بسورة البقرة في ثمان ركعات، فإذا قام بها القراء في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف عنهم . أخرجه البيهقي

وقال نافع كان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم في بيته في شهر رمضان، فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوةً من ماءٍ ثم يخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح. أخرجه البيهقي

وعن عمران بن حُدير قال كان أبو مجلز يقوم بالحي في رمضان يختم في كل سبع. أخرجه ابن أبي شيبة

وعن عبد الصمد قال حدثنا أبو الأشهب قال كان أبو رجاء يختم بنا في قيام رمضان لكل عشرة أيام

ثالثا: طبقاتهم في قيام الليل
قال ابن الجوزي: واعلم أن السلف كانوا في قيام الليل على سبع طبقات

الطبقة الأولى
كانوا يحيون كل الليل وفيهم من كان يصلي الصبح بوضوء العشاء

الطبقة الثانية
كانوا يقومون شطر الليل

الطبقة الثالثة
كانوا يقومون ثلث الليل

الطبقة الرابعة
كانوا يقومون سدس الليل أو خمسه

الطبقة الخامسة
كانوا لا يراعون التقدير وإنما كان أحدهم يقوم إلى أن يغلبه النوم فينام فإذا انتبه قام

الطبقة السادسة
قوم كانوا يصلون من الليل أربع ركعات أو ركعتين

الطبقة السابعة
قوم يُحيون ما بين العشاءين ويُعسِّـلون في السحر فيجمعون بين الطرفين


رابعاً :حالهم مع الوقت
قال الحسن البصري :يا ابن آدم! إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك
وقال أيضا : يا ابن آدم! نهارك ضيفك فأحسِن إليه، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك، وكذلك ليلتك
وقال أيضاً : الدنيا ثلاثة أيام : أما الأمس فقد ذهب بما فيه وأما غداً فلعلّك لا تدركه وأما اليوم فلك فاعمل فيه

وقال ابن مسعود: ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي

وقال ابن القيم : إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها

وقال السَّرِيُّ بن المُغَلِّس : إن اغتممت بما ينقص من مالك فابكِ على ما ينقص من عمرك

نسأل الله أن يتقبل الله اعمالنا وصيامنا وقيامنا ويعتقنا من النار .. اللهم أمين