المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الدكتور حارث الضاري



الدرامة التركية
01-28-2010, 12:14 AM
الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الدكتور حارث الضاري

http://i50.tinypic.com/205tl04.jpg (http://www.tunisia-cafe.com)
الأمين العام للهيئة الدكتور حارث الضاري يلقي كلمة في الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة في بيروت


http://i49.tinypic.com/knfk1.jpg (http://www.tunisia-cafe.com)

أكد الشيخ الدكتور حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء المسلمين ان الشرارة الاولى للمقاومة العراقية الباسلة انطلقت من مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار أواخر شهر نيسان عام 2003 عندما ارتكبت قوات الاحتلال الهمجية جريمة وحشية راح ضحيتها 17 شخصاً واكثر من 70 جريحاً من ابناء المدينة .
وقال الشيخ الضاري في كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية للملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة الذي بدأت اعماله اليوم في العاصمة اللبنانية بيروت " حينما استولت قوات الاحتلال على إحدى المدارس في مدينة الفلوجة ، وتجاوزت على المواطنين القاطنين بجوارها ؛ خرجت مظاهرة كبيرة من أهالي الفلوجة تندد بهذا الاحتلال ، فتصدت لها قوات الاحتلال بكل وحشية وإجرام ، وقتلت 17 شخصا واصابت ما يزيد على 70 آخرين بجروح ، بينهم عدد كبير من طلبة المدرسة نفسها " .. مشيرا الى ان هذه الجريمة النكراء ألهبت مشاعر الغضب ضد الاحتلال الأجنبي للعراق ، وحفزت الكثير من ابناء الشعب العراقي لمقاومته .

واوضح ان العمليات النوعية والضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة العرقية لقوات الاحتلال ازدادت مع الأيام حتى انهارت معنويات هذه القوات الغازية ، واخذ قادتها يستنجدون بحلفائهم وأصدقائهم في الخارج وفي المنطقة للخروج من ورطتهم في العراق .. مستشهدا بما قاله رئيس الادارة الامريكية السابق بوش الصغير في بداية عام 2007: (( كنا في سنة 2006 نروج لمزاعم النصر خشية أن تستولي روح الهزيمة على أبناء شعبنا )).

واستعرض الدكتور الضاري الضغوط والمضايقات النفسية والإعلامية والأمنية والمادية الهائلة التي تعرضت لها المقاومة العراقية والتي كان من بينها محاولات المنهزمين والمأجورين والذين لا يؤمنون بقدرة الله تعالى ، ولا بإرادة الشعوب الأصيلة تخويف وتثبيط رجال المقاومة ، من خلال تضخيم قوة العدو وتفوقه العسكري عليهم .. مؤكدا انه بالرغم من كل ذلك فقد تمكنت المقاومة العراقية خلال السنوات الماضية من تحقيق عددا من المنجزات المهمة والواضحة ، التي أقر بها الأعداء قبل الأصدقاء .

وفي ختام كلمته طمأن الامين العام للهيئة المشاركين في الملتقى وأبناء الشعب العراقي والامة العربية ، بأن المقاومة العراقية تجاوزت الكثير من الفخاخ والألغام التي وضعها الاحتلال وعملاؤه في طريقها ، وبدأت تستقبل الجيل الثالث من أبناء الشعب ؛ وهي اليوم أكثر عزما من أي وقت مضى على الاستمرار في مواصلة عملها المقاوم وبمعنويات عالية ، وتوقع في قوات الاحتلال الخسائر الجسيمة والمؤلمة .. موضحا ان ما يعترف فيه المحتل الغاشم من هذه الخسائر الفادحة أقل بكثير مما لم يعلن عنه .

هذا ويتضمن الملتقى الذي تشارك فيه شخصيات عربية وناشطون وممثلون عن 60 هيئة واتحاد ومؤتمر ومؤسسة عربية وإسلامية ودولية ويستمر يومين " ندوات سياسية وقانونية وعلمية حول حق الشعوب بالمقاومة ، ومحاضرات نضالية وفكرية وثقافية ، وورش عمل حول مجالات دعم المقاومة ، ومعارض صور وملصقات جدارية عن شهداء المقاومة وانجازاتها ، وأنشطة فنية وثقافية اضافة الى مهرجان شعري حول المقاومة والصراع بين الأمة ومحتليها .

يشار الى ان وفد الهيئة يضم في عضويته الشيخ الدكتور عبد السلام الكبيسي مساعد الأمين العام للهيئة وعدد من أعضاء الأمانة العامة ومجلس الشورى إضافة إلى عدد من منتسبي قسم الثقافة والإعلام في الهيئة.

وفي ما يأتي نص الكلمة :ـ

كلمة الشيخ الدكتور حارث الضاري
في الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة
( مع المقاومة )

بيروت 15_17/1/2010


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.. وبعد:

فقد قال الله تعالى ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون). (البقرة: 216).. والقتال لا تقبله العقول الرشيدة ولا تميل إليه النفوس والفطر السليمة، ولا يُلجأ إليه إلا عند الضرورة.. ومن الضرورة: الدفاع عن الدين والنفس والأرض والعرض وغير ذلك مما يعتز به الإنسان.. أي إنسان في الكون؛ ولذلك أباحته الشرائع السماوية للدفاع عن هذه المعاني والقيم، وفي مقدمتها: الإسلام الحنيف، الذي أوجب القتال للدفاع عن ذلك، بل جعله فرض عين على كل قادر عليه قال الله تعالى: ((أُذن للذين يُقاتَلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير )) (الحج:39)، وقال تعالى: (... فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ (البقرة: 194). كما أجازت ذلك القوانين والشرائع الوضعية... ومن هذا المنطلق ثار الشعب العراقي ممثلا بمقاومته الباسلة في وجه الظلم والعدوان الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية لاحتلال العراق عام 2003 م.
ونقدم لحضراتكم تعريفا موجزا عن المقاومة العراقية، وتطورها، وأهدافها، ومنجزاتها، والضغوط التي تعرضت لها، والاتهامات الباطلة التي وجهت إليها، وما وصلت إليه اليوم، وغير ذلك مما يسمح الظرف بالحديث عنه وعلى النحو الآتي:

أولا: بداية المقاومة وتطورها

بدأت المقاومة العراقية بمواجهة عربات وأرتال جنود الاحتلال في الأسبوع الأول من احتلال بغداد، وبالتحديد في كثير من المدن والقرى والأرياف العراقية، وبشكل فردي في الغالب لم يعلن عنه ولم تتناوله وسائل الإعلام في حينها، وكان أول ظهور بارز وكبير لها في أواخر نيسان من عام 2003؛ حينما استولت قوات الاحتلال على إحدى المدارس في مدينة الفلوجة، وتجاوزت على المواطنين القاطنين بجوارها؛ فخرجت مظاهرة كبيرة من أهالي الفلوجة تندد بالاحتلال، فتصدت لها قوات الاحتلال بكل وحشية وإجرام، وقتلت 17 شخصا وجرحت ما يزيد على سبعين.. بينهم عدد كبير من طلبة المدرسة نفسها؛ بعد اشتباك بين الطرفين، فألهبت هذه الحادثة مشاعر الغضب ضد الاحتلال الأجنبي للعراق، وحفزت الكثيرين لمقاومته، وكانت حادثة مهمة لظهور نشاط المقاومة وتصاعده، حيث بدأ الإعلام منذ ذلك اليوم يتابع نشاطها، الذي ازداد مع الأيام بزيادة المنضمين إليها، وبدأت تتشكل المجموعات الجهادية ومن ثم الفصائل الأولى منها التي كانت لها أدوار بارزة في الإيقاع بقوات الاحتلال الغاشمة، مما دفعها إلى الإيغال في البطش والإيذاء، بكل ما تملك من وسائل الفتك والدمار الحديثة البرية منها والجوية.
على الرغم من ذلك كله لم تستطع القوات الغازية من أن تخفف من وقع المقاومة عليها حيث أخذت تزداد ضرباتها وتتسع دائرة عملياتها يوما بعد آخر حتى نهاية العام الأول للاحتلال الذي شهد قيام قوات الاحتلال في أوائل الشهر الرابع (نيسان) من عام 2004 بعدوان ظالم على مدينة الفلوجة حشدت فيه نحو فرقة من قواتها البرية مدعومة بالدبابات والمدفعية والطائرات لاجتياح المدينة ولكنها على مدى ما يقرب من أسبوعين لم تستطع تحقيق ذلك، بل قطعت طرق إمداداتها خارج المدينة من أهالي المناطق المحيطة بالفلوجة ومقاومتها، واشترك في هذا الجهد الجهادي الجميع: الكبار والصغار الرجال والنساء.. فجعلوا آليات العدو المختلفة أجزاء ممزقة على طرق المواصلات المؤدية إلى الفلوجة، مما اضطر قيادة قوات الاحتلال إلى التفاوض مع أهالي المدينة ومقاومتها. وقد انتهت المفاوضات إلى وقف إطلاق النار، ثم الانسحاب فيما بعد. وقد خسرت قوات الاحتلال في هذا العدوان ما يزيد على (1000) من ضباطها وجنودها بين قتيل وجريح وعشرات الآليات العسكرية والشاحنات ونحو عشرين طائرة عسكرية ما بين مروحية ومقاتلة.
وكان هذا العدوان الفاشل، نقطة تحول في مسار الحرب، بالنسبة لقوات الاحتلال وللمقاومة على حد سواء، أما قوات الاحتلال، فقد غيرت بعض خططها وتكتيكاتها العسكرية وأعادت النظر في مجمل إستراتيجيتها في العراق والمنطقة، التي تنوي توسيعها حتى تتجاوز العراق بعد استكمال احتلاله إلى بعض الدول المجاورة كما صرحت بذلك مصادر الاحتلال نفسها؛ وأما المقاومة فارتفعت معنوياتها إلى أعلى معدلاتها وازداد التأييد والدعم الشعبي لها، واتسعت مساحة عملياتها أكثر من ذي قبل، فشملت محافظات بغداد والأنبار وديالى والنجف وبابل وصلاح الدين والموصل وكركوك ومناطق أخرى في العراق.
وقد استمرت العمليات النوعية للمقاومة وازدادت ضرباتها الموجعة مع الأيام حتى انهارت معنويات قوات الاحتلال، وأخذ قادته يستنجدون بحلفائهم وأصدقائهم في الخارج وفي المنطقة للخروج من ورطتهم في العراق، ولا أدل على ذلك من قول أحد قادة الاحتلال: ((كنا في عام 2006 على وشك الهزيمة أو الانسحاب )). وقول رئيسهم السابق (مؤجج الحروب العدوانية) بوش الابن في بداية عام 2007: (( كنا في سنة 2006 نروج لمزاعم النصر خشية أن تستولي روح الهزيمة على أبناء شعبنا)).

ثانيا: أولويات المقاومة وأهدافها

حددت المقاومة العراقية، ومنذ بداية الصراع مع قوات الاحتلال أولوياتها في هذا الصراع المتمثلة في هدفها الأسمى ألا وهو تحرير العراق من الاحتلال الأجنبي واستعادة سيادته كاملة غير منقوصة، ولم تفقد بوصلة مسيرتها في هذا الاتجاه، ولم تنجر إلى أي صراع آخر على الرغم من كل المحاولات لجرها إلى صراعات افتعلها الاحتلال وحلفاؤه لإشغالها عنه، وأما أهدفها فهي إضافة إلى ذلك تعمل من أجل المحافظة على وحدة العراق وهويته التي عرف بها على مدى التاريخ، ووحدته وأمنه واستقراره وعلى ثرواته، وأن يكون بعد رحيل الاحتلال عنه لكل أبنائه بكل أديانهم وأعراقهم ومذاهبهم وفئاتهم السياسية والفكرية، وأن يكون عامل أمن واستقرار في المنطقة.

ثالثا: هوية المقاومة

هوية المقاومة العراقية: هي عراقية المنشأ والأهداف، وهي لكل العراقيين فهي ليست لفئة من العراقيين دون فئة، أو لطائفة دون أخرى كما يردد بعض ممن في قلوبهم مرض أو يتوهم ممن لا يعلم عن حالها الكثير؛ لأنها تعمل من أجل تحيق الأهداف التي يعمل من أجل تحقيقها كل عراقي حر وشريف من شمال العراق إلى جنوبه بتجرد وبدون منة على أحد، ولا انتظار لمثوبة إلا من الله تعالى.

رابعا: الضغوط والاتهامات التي تعرضت لها المقاومة
تعرضت المقاومة العراقية لشتى الضغوط والمضايقات النفسية والإعلامية والأمنية والمادية الهائلة التي ربما لم تتعرض لها كثير من المقاومات في العصر الحديث ومنها على سبيل المثال لا الحصر: محاولات التخويف والتثبيط للمقاومين، بتضخيم قوة الأعداء وتفوقها عليهم، وأنهم لا يساوون أمامها شيئا يذكر. وقام بهذه المحاولات الخائبة: المنهزمون والمأجورون وغيرهم، ممن لا يؤمنون بقدرة الله تعالى، ولا إرادة الشعوب الأصيلة، كقول بعضهم: انتم حالمون.. انتم عابثون.. كيف تقاتلون القوة الأعظم في العالم بأسلحتكم البسيطة وإمكاناتكم المتواضعة. وقال آخرون قريبا من ذلك، ولكن لم يلتفت إليهم المقاومون المؤمنون بقوة الله ووعده بالنصر لعباده المؤمنين الصادقين وهم يرددون قوله تعالى (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ). (آل عمران: 173).
ومن هذه الضغوط والمضايقات: افتعال الفتن الفئوية والطائفية، لإشغال المقاومة بها وإلهائها عن واجبها الأساسي، وهو قتال الاحتلال وتحرير العراق ومن رجسه، ومنها: القيام بأعمال إرهابية ضد أبناء شعبنا، من اغتيالات، واعتقالات، واختطافات، وتفجيرات في الأسواق والمؤسسات والأماكن العامة، ودور العبادة وغيرها، واتهام المقاومة بها لتشويه سمعتها وتقليل التأييد لها في الداخل والخارج بعد اشتداد وطأتها عليهم وتعاظم التأييد الشعبي العراقي لها.
والذين قاموا ولا زالوا يقومون بهذه الأعمال الإرهابية ضد أبناء شعبنا بلا رحمة، هم: من تكلمنا عنهم بكل صراحة ووضوح منذ خمس سنين تقريبا في (8/4/2005) وسميناهم بمصادر الإرهاب الحقيقية وهي: الاحتلال ومخابراته وشركاته الأمنية، ومخابرات الدول الأجنبية العاملة في العراق.. الدولية والإقليمية وعلى رأسها المخابرات الصهيونية، والأحزاب المشاركة فيما يسمى بالعملية السياسية وميليشياتها، وبعض من ينسبون للمقاومة وهم ليسوا بمقاومة في الواقع وحقيقة الأمر. وهؤلاء جميعا يكرهون المقاومة ويسعون لإنهائها والقضاء عليها بأي شكل؛ لأنها تمثل الخطر الحقيقي على مصالحهم ومشاريعهم الخطيرة غير المشروعة في العراق، وقد جندوا الكثير من وسائل الإعلام المعادي والمأجور والمنافق لأغراضهم الخبيثة هذه.
ومن وسائل الضغط والمضايقات الأخرى: حصار المقاومة ماديا وأمنيا وإعلاميا والتضييق عليها وعلى مناصريها في كل المجالات وبشكل يفوق التصور ويشعر بخطورة المخطط المعد للعراق والمنطقة كلها، وقد أسهم في ذلك _ للأسف_ من لا وعي لهم بخطورة هذا المخطط عليهم وعلى الأمة جمعاء.

خامسا: انجازات المقاومة

استطاعت المقاومة العراقية في جهادها ومقاومتها لقوى الاحتلال الأمريكي وحلفائه خلال السنوات الماضية أن تحقق عددا من المنجزات المهمة والواضحة، التي أقر ببعضها الأعداء قبل الأصدقاء، ومنها المنجزات الآتية:

سادسا: حال المقاومة ومعنوياتها اليوم

نؤكد لأبناء شعبنا وأمتنا، بأن المقاومة العراقية اليوم بخير بفضل الله تعالى وتأييده لها على الرغم من كل ما مرت به، فهي بعد أن تجاوزت الكثير من الفخاخ والألغام التي وضعها الاحتلال وعملاؤه في طريقها كالصحوات وغيرها؛ قد أعادت تنظيم صفوفها، وبدأت تستقبل الجيل الثالث من أبناء شعبنا؛ وهي اليوم أكثر عزما من أي وقت مضى على الاستمرار إلى النهاية في عملها المقاوم وبمعنويات عالية، وهي توقع في قوات الاحتلال الخسائر المؤلمة يوميا اعترف بذلك هو وأعوانه أو لم يعترف.. وما يعلن عن هذه الخسائر أقل بكثير مما لم يعلن عنه.. والحمد لله ولي المتقين وناصر المؤمنين.

سابعا- المقاومة ومشروع تحرير العراق

أثبتت الوقائع والأحداث المؤلمة التي جرت وتجري في العراق في ظل الاحتلال: أن خيار المقاومة كان خيارا صائبا، فهو إلى جانب كونه خيارا شرعيا، فهو الخيار الصحيح والوحيد لتحرير العراق وإنقاذه مما يعاني من احتلال ودمار وفوضى لم يشهد لها تاريخ العراق مثيلا، وبعد أن انكشفت أهداف الاحتلال ونواياه وجرائمه التي فاقت كل تصور حتى لمن كانت على أبصارهم غشاوة.
وانكشفت أيضا فضائح عملائه، وفساد عمليته السياسية، أو مشروعه السياسي للفوضى والنهب والسلب والتدمير، وهو ما يجعل لزاما على كل عراقي غيور ومخلص لدينه ووطنه أن لا يعول بعد اليوم على ما يسمى بالعملية السياسية، بعد أن أخذت فرصتها وأثبتت فشلها وتسببها في كل الكوارث والمصائب التي ألمت بالعراق والعراقيين.
وأن يعول فقط على الله تعالى أولا، ثم على المقاومة، فهي المشروع الوحيد والطريق الصحيح، لتحرير العراق، والخلاص من نير الاحتلال الذي جلب لنا المشاكل والشرور التي تجتاح العراق من أقصاه إلى أقصاه.. وأن يدعم المقاومة بكل الوسائل الممكنة والمشروعة حتى تحقيق هذا الهدف بعون الله تعالى.
وعلى أبناء الأمة: قادة وشعوبا أن يتخلوا عن فكرة جدوى العملية السياسية في العراق أو المؤامرة السياسية على العراق والأمة التي يروج لها الاحتلال وعملاؤه بعد ما بان منها ما ذكرنا، وإلا فسنبقى نسير في الطريق المظلم الذي لا يعلم له نهاية، حتى يتم أكل العراق كاملا، ومن ثم تدور الدائرة على الجميع لا قدر الله.

ثامنا- ما تشكو منه المقاومة العراقية

تشكو المقاومة العراقية من عقوق أبناء أمتها لها قادة وشعوبا وعلماء ومثقفين مع كل ما قدمت من جهود وتضحيات، وما حققت من انجازات رفعت بها رأس الأمة عاليا، وأعادت لها الأمل في القدرة على الوقوف أمام أعدائها واستعادة ما اغتصب منها من حقوق وما هدر منها من كرامة، وتخليهم عنها في وقت هي أحوج ما تكون إلى وقوفهم إلى جانبها، وتقديم ما تحتاج إليه من دعم سياسي ومعنوي ومادي وإعلامي لتواصل جهادها ودفاعها عن العراق وعن الأمة؛ لأن الدفاع عن العراق هو دفاع عن الأمة وعن كرامتها ومقدساتها ومستقبلها في الحياة وفي الوجود.. كما تشكو من ظلم كثير من أبناء هذه الأمة لها لأخذهم أخبارها من أفواه أعدائها ووسائل إعلامهم المغرضة.. فيتجنون بذلك عليها ويتهمونها بالإرهاب وغير ذلك من الاتهامات الباطلة بدل أن يدافعوا عنها أو على الأقل أن يتأكدوا من صحة ما ينسب إليها، وهذا هو أقل مالها عليهم.
ومع هذا فهي صابرة وصامدة ومحتسبة وواثقة من نصرها على أعدائها في النهاية ((وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ))[الحج:40].
وفي الختام:
تحية إلى شعبنا العراقي الأبي الرافض للاحتلال بكل أنواعه ولكل التدخلات الأجنبية الدولية والإقليمية في بلده، وتحية لمقاومته الباسلة: العاملة المخلصة لدينها ووطنها..
وتحية من الأعماق، للمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها، وتحية للمقاومة اللبنانية، وللمقاومة الأفغانية، ولكل مقاومة تدافع عن بلدها وحقوق شعبها وكرامة أمتها وعزتها بتجرد وإخلاص.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (http://www.tunisia-cafe.com)



الشيخ الدكتور
حارث سليمان الضاري
الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق
‏ 29/محرم‏/1431هـ
15/1/2010م

الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الدكتور حارث الضاري

http://i50.tinypic.com/205tl04.jpg (http://www.tunisia-cafe.com/vb/../)

gem
01-28-2010, 12:42 AM
الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الدكتور حارث الضاري


الأمين العام للهيئة الدكتور حارث الضاري يلقي كلمة في الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة في بيروت

منتديات تونيزيا كافيه التونسية
10-02-2015, 04:20 PM
الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الدكتور حارث الضاريالأمين العام لهيئة علماء المسلمين الدكتور حارث الضاريالأمين العام لهيئة علماء المسلمين الدكتور حارث الضاريالأمين العام لهيئة علماء المسلمين الدكتور حارث الضاري

sisko education
09-08-2016, 09:33 PM
الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الدكتور حارث الضاري