المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ



FaReS_X2
03-18-2010, 01:16 PM
مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ



تقديم المدينة
- مدينة مساكن تابعة إداريا لولاية سوسة وتبعد عنها جنوبا بحوالي 12 كيلومتر وتقع بالوسط الشّرقي المعروف بمنطقة السّاحل.. وهي معتمدية يبلغ عدد سكّانها الـ80 ألف نسمة أكثر من ربعهم مغتربون بالخارج [25 ألفا].. تتكوّن تضاريسهم من سهول وربى منخفضة الإرتفاع ملائمة للزّراعة ولغراسة الأشجار المثمرة كالزّياتين واللّوز والمشمش.. وتتوسّطها شبكة من الطّرقات البرّية أهمّها الطريق الرّئيسي رقم واحد الذي يبدأ من تونس العاصمة وينتهي مع الحدود مع ليبيا كما تمرّ عبرها الطريق السّيّارة وخطّ السّكك الحديدية.. تنقسم معتمدية مساكن إلى 10 عمادات ولها 6 قرى تتبعها إداريا وهي المسعدين وبني كلثوم والبرجين والموردّين وبني ربيعة والفرادة.

مساكن مدينة الاشراف



- أستنادا إلى الرّوايات المتوارثة وكتب الأنساب يقول تاريخ مدينة مساكن بأنّها تأسّست من طرف مجموعة من الأشراف من أحفاد الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزّهراء بنت رسول الله صلّى الله عليهم وسلّم في أوائل القرن الثّامن للهجرة الموافق لأوائل القرن الرّابع عشر للميلاد حوالي سنة 1340.. وقد كان قدوم أجدادهم من بغداد للّحاق ببني عمومتهم الأدارسة الحسينيين فرارا من العبّاسيين بعد إستيلائهم الحكم من بني أميّة وصراعهم الدّموي مع أحفاد الحسن والحسين عليهما السّلام.






وإستقرّوا على أرض تعرف بشعبة الصّيد أو شعبة السّلطان نسبة للسّلطان الحفصي الذي ملّكها إليهم وكانوا خمسة عشائر إنفردت كلّ واحدة بناحية معيّنة من الشّعبة وبنوا قصورهم الخمسة يتوسّطها الجامع المعروف بالجامع الأوسط وقد إختير مكانه بعد إنتباههم إلى أنّ دوابّهم لم تروّث في مكانه خلاف الأماكن المجاوره له.






والقصر هو عبارة عن حصن صغير دائري السّاحة وبمنفذ واحد يغلق ليلا ويفتح على ساحة معدّة للسّكن هي عبارة عن مجمّع سكني صغير ومحصّن.. وسمّيت المنطقة بداية بقصور الأشراف وببروز التّجمّعات السّكنية تغيّر الإسم لمساكن الأشراف.






ثقافيا تعرف مدينة مساكن بمدينة المساجد والقرآن ففيها ما لا يقلّ عن 50 مسجدا وجامعا مع عدد من الكتاتيب لتعليم الصّغارقبل سنّ المدرسة الرّسمية مبادئ الكتابة وتحفيظ القرآن الكريم وهذه الظّاهرة تعود في الأغلب لما قبل تأسيس مدرسة الشّيخ علي بن خليفة في القرن الـ17 ميلادي.. (http://www.tunisia-cafe.com/vb) وبالمدينة ما لا يقلّ عن 50 مقرا للأولياء والصّالحين ومزارات للمتصوّف الشّهير أبو الحسن الشّاذلي.





المواقع التاريخية.

http://www.commune-msaken.gov.tn/fr/imgs/mosqarab.gif

http://www.commune-msaken.gov.tn/fr/imgs/palais.gif


قصر شاكير صاحب الطابع أو "سراية المقرون" : بنيت بإذن من الوزير شاكير صاحب الطابع سنة 1828. و في مدة إمارة المشير أحمد باشا باي الأول وهبها إلى أمير اللواء حسن المقرون المساكني.
في ثورة 1864 شهدت "السراية" سير أطوار المفاوضات بين الثائرين و مبعوثي الصادق باي.
المرجع : ابن أبي الضياف ج8 ص28 و 178.
الـجامع الأوسط أو الوسطاني و هو أول جامع أسس بالبلدة من طرف مؤسسي مدينة مساكن خلال أواخر النصف الأول من القرن 8هجري (14ميلادي).
يقع بين القصور الخمسة المكونة لبلدة مساكن.
المرجع: رسوم قديمة ترجع إلى القرن 11هجري (17 ميلادي)

http://www.commune-msaken.gov.tn/ar/presentation_ville/zaouia.gif http://www.commune-msaken.gov.tn/ar/presentation_ville/zaouia.gif

تشكل مدينة مساكن على أكثر من 15 زاوية
http://www.commune-msaken.gov.tn/fr/presentation_ville/archeologiq1.gif
بين سلايمية و قادرية و شاذلية و عيساوية مثل: زاوية سيدي الحضيري، زاوية سيدي عمر الشطي، زاوية سيدي عبار، زاوية سيدي الكعيبي، زاوية سيدي المليح
و زاوية سيدي عبد السلام بالسوق القديمة.
مـدرسة الشيخ علي الزرلي : تقع جوار سراية المقرون و أقرب الاحتمالات أنها أسست أوائل القرن 12هجري (18ميلادي). تشتمل على مسجد صغير و مجموعة من البيوت التي تؤم الطلبة القادمين من داخل الإيالة. جاءت تسميتها نسبة للشيخ علي الزرلي الذي أقام بها مدرسا و واعظا و إماما.
المرجع: رسوم قديمة تراجم المؤلفين ج2 ص417مـدرسة الشيخ علي بن خليفة الحسيني : أسست سنة 1104هـ/1692مـ من طرف الشيخ علي بن خليفة، تخرج منها العلماء. قال عنها بلسي (كان قنصلا لفرنسا بالجزائر) أن هذه المدرسة جعلت من مساكن بناراس الإيالة التونسية. و بناراس مدينة مقدسة في الهند.
المرجع: ذيل بشائر أهل الإيمان ص140-141 لحسن خوجة.


جدول لأسماء العائلات المساكنية



أولاد عبد الله القبليين

Abbadi


العبادي



العماريين

Abdallah


عبد الله



عشيرة الجبليين

Abdelafou


عبد العفو



عشيرة الجبليين

Abed


العابد



أولاد سيدي علي بو ذبانة

Acheche


العشاش



العواشرية

Achour


عاشور



العذاريين

Adhari


العذاري



العذاريين

Agrass Adhari


الأقرص العذاري



أولاد العزابي

Ahouel , Mansouri


الأحول ثم المنصوري

Ajeje


عجاج



العماريين

Ajili


العجيلي



العذاريين

Ajmia


عجمية

Ajroud


عجرود



أولاد عبد الله

Alaya


علية



أولاد الدشون الأكحل

Alouane


علوان



أولاد عبد الله القبليين

Amimi


عميمي



العمارن

Amrouni


العمروني



العماريين

Amrouni


العمروني



العذاريين

Andolci


الأندلسي



أولاد عطية

Atia


عطية



القراصات

Attouch


عطوش



العماريين

Ayeche


العياش



الشطاطة

Ayouni


العيوني



أولاد العزابي

Azzabi


العزابي



الرحامنية

Babay


باباي



الرويسات

Babay Rouis


باباي رويس



العماريين

Baccouche


البكوش



الهمايلة

Baccouche


البكوش



المحاجبة

Bach


الباش



القدادة

Bahloul


البهلول



البعالة

Baili


البعيلي



الشطاطة

Bakkouche Chatti


البكوش الشطي



الشطاطة

Baya Chatti


بية الشطي



العماريين

Bel Haj Ali


بالحاج علي



المحاجبة

Bel Haj Ali


بالحاج علي



البعالة

Bel Haj Amor


بالحاج عمر



العماريين

Bel Haj Boubaker


بلحاج بوبكر



العماريين

Bel Haj Gaaloul


بلحاج القعلول



المخاخنة

BelArbia


بلعربية



الرزاقلية

Belhaj


بالحاج



الرزاقلية

Bellallouna


بللونة



الكرامصة

Belqalaia


بلقلعية



القراصات

Ben Abd El Jaouad


بن عبد الجواد



الرزاقلية

Ben Abd ElKarim


بن عبد الكريم



العماريين

Ben Abd Essalam


بن عبد السلام



أولاد عبد الله

Ben Abdallah


بن عبد الله



أولاد عبد الله القبليين

Ben Abdallah


بن عبد الله

Ben AbdelJelil


بن عبد الجليل

Ben Aich


بن عيش



العماريين

Ben Ali


بن علي



عشيرة الجديديين

Ben Ali


بن علي



العواشرية

Ben Ali El Chikh


بن علي الشيخ



الرزاقلية

Ben Amor


بن عمر



عشيرة الجبليين

Ben Amor Chahed


بن عمر الشاهد



العمارن

Ben El Haj Ali


بن الحاج علي



العماريين

Ben Fadhl


بن فضل



الهمايلة

Ben Haj Hmed


بن الحاج حمد



عشيرة الجبليين

Ben Hassen


بن حسن



المحاجبة

Ben Hassen Mahjoub


بن حسن محجوب



أولاد عبد الله القبليين

Ben Hassine


بن حسين



الرزاقلية

Ben Khalifa


بن خليفة



أولاد عبد الله القبليين

Ben Khalifa


بن خليفة



الجرارة

Ben Lamine


بن لامين



العذاريين

Ben Meriem


بن مريم



الشطاطة

Ben Nasr


بن نصر



عشيرة الجديديين

Ben Othmen


بن عثمان



الوسالتية

Ben Salah


بن صالح



أولاد بن سالم

Ben Salem


بن سالم



عشيرة الجديديين

Ben Salem


بن سالم



عشيرة الجبليين

Ben Sik Ali


بن سيك علي



عشيرة الجبليين

Ben Sik Amor Achour


بن سيك عمر عاشور

Berriri


بريري



الجرارة

Bettaieb


بالطيب



البحيريين

Bhiri


البحيري



البعالة

Bn Salem


بن سالم



العذاريين

Bne Arfa


بن عرفة



القدادة

Bne Haj Sghaier


بن الحاج الصغير



البعالة

Bou Ezza


بوعزة



عشيرة الجبليين

Bouabada


بوعبادة



أولاد الدشون الأكحل

Bouchemla


بوشملة



أولاد الدشون الأكحل

Bouguenn


بوقن



القدادة

****lel


بوهلال



القزازحة

Boukgriss Hazzah


بوخريص القزاح



أولاد سيدي علي بو ذبانة

Bounab


بوناب



أولاد سيدي علي بو ذبانة

Bounah


بوجناح



القدادة

Bouqadia


بوقديدة



العمارن

Bourguiba


بورقيبة



العذاريين

Bouriga


بوريقة



المحاجبة

Bousetta Mahjoub


بوستة



الرزاقلية

Brichni


البريشني



المحاجبة

Bridaa Mahjoub


بريدعة محجوب



الخشاشنة

Brigui


البريقي



القدادة

Brini


البريني



القدادة

Bziouech


البزيوش



العمارن

Chaabane


شعبان

Chaarana


شعرانة



عشيرة الجديديين

Changal


شنقل



الشطاطة

Chargui Chattti


الشرقي الشطي



الشطاطة

Chatti


الشطي



أولاد عبد الله القبليين

Chayeb


الشايب



أولاد عطية

Chbouni


الشيبوني



العماريين

Chebil


شبيل



القدادة

Chebil


شبيل



العماريين

Cheqdah


الشقداح



عشيرة الجديديين

Chm Hamoud


شم حمود



المحاجبة

Chouihed


الشويهد



الرزاقلية

Chtioui


الشتيوي

Daga


داقة



العواشرية

Dahmani


الدهماني



أولاد عطية

Dahmoul


الدهمول



المحاجبة

Dekhil


دخيل



أولاد دريد بني سليم

Deridi


الدريدي



أولاد العزابي

Dhib


الذيب



أولاد العزابي

Dhokkar


ذكار



عشيرة الجبليين

Dora


دورة



البعالة

Efrit


العفريت



عشيرة الجبليين

Fenqra?


فنقرة ؟

El Fargi


الفرجي



الفراشيش

Ferchichi


الفرشيشي

Fnayou


فنيو



عشيرة الجبليين

Frah


فرح



البعالة

Gaaloul


القعلول



أولاد سيدي علي بو ذبانة

Gaaloul


القعلول

Gaaloul


القعلول




أولاد الدشون الأكحل

Gaddouha


قدوحة



الهمايلة

Gadhi


القاضي



العماريين

Gaib


قعيب

Gajmour


قجمور



عشيرة الجديديين

Galaai


القلعي



العماريين

Gallah


قلح



العمارن

Gam


قم



البعالة

Gamha


قمحة

Garess


القارص



القزازحة

Garfatta Gazzah


قرفطة القزاح



العواشرية

Gayech


القعيش



القزازحة

Gazzah


القزاح

Ghali Grassa


الغالي قراصة



أولاد عبد الله القبليين

Gharbi


الغربي



أولاد عبد الله القبليين

Gharmoul


الغرمول

Ghemari


الغماري



البحيريين

Ghoul Bhiri


الغول البحيري



أولاد سيدي علي بو ذبانة

Ghraieb


غريب



عشيرة الجديديين

Glisaa


قليصة

Gloulou


قلولو



أولاد الدشون الأكحل

Gouisem


قويسم



الخشاشنة

Graa


قرع



الشطاطة

Graiet


قريط



القراصات

Grassa


قراصة



القراصات

Grira Khdhiri


قريرة الخضيري



المحاجبة

Guenouata


قنواطة



الشطاطة

Gueragueb Chatti


قراقب الشطي



العواشرية

Guezal


غزال



العمارن

Guezguez


قزقز

Guiratt


قيراط



صفاقس

Hachicha


حشيشة



العماريين

Hafsa


حفصة



عشيرة الجبليين

Hafsia


حفصية



عشيرة الجديديين

Haj Hemida


الحاج حميدة



العواشرية

Hamadi


الحمادي



العماريين

Hamda Boubaker


حمدا بوبكر



الهمايلة

Hamila


هميلة



العمارن

Hammed


حماد



أولاد عطية

Hamouda


حمودة



الهمايلة

Hassoun


حسون



المحاجبة

Hedhili


الهذيلي



أولاد الدشون الأكحل

Hedhiri


الحضيري



أولاد عطية

Hemida


حميدة

Hesoumi


الحسومي



أولاد الدشون الأكحل

Hessan ben Lakhal


الحصان بن الأكحل

Hilali


الهلالي

Houass


حواس



العواشرية

Huouimel


الهويمل



أولاد عبد الله

Ibrahem Menaama


إبراهم المناعمة



العماريين

Inguezzou


إنقزو

Ibrahim


إبراهيم



العمارن

Jaffel


جفال



الجرارة

Jarrar


جرار

Jayab


جياب



بير بالطيب

Jebnoun


جبنون شهر الجمالي



أولاد عطية

Jedidi


الجديدي



الكرامصة

Jemaguer


جماقر



جمال

Jemmali


الجمالي



العمارن

Jerad


جراد



جربة

Jerbi


الجربي



الرحامنية

Jouda


جوادة



العذاريين

Kaibi


الكعيبي



الكرامصة

Karmouss


كرموص

Kechiche


كشيش



الهمايلة

Kemimech


كميمش



العذاريين

Keraiem


كريم



الكريفات

Kerifa


كربفة



العواشرية

Khalfallah


خلف الله



المخاخنة

Khayachi


الخياشي



القراصات

Khedhiri


الخضيري



أولاد سيدي علي بو ذبانة

Khemaja


خماجة



البعالة

Kifeji


الكيفاجي



القدادة

Kouda


كوادة



عشيرة الجديديين

Kouiki


كويكي



المحاجبة

Kouiseh


الكويسح



العواشرية

Laayouni


العيوني



العماريين

Lachhab


الأشهب



الجرارة

Landari


الأنداري



العذاريين

Lili


الليلي



الوسالتية

Mabrouk


المبروك



البعالة

Magroun


المقرون



المحاجبة

Mahjoub


محجوب



العذاريين

Majdoub


المجدوب



أولاد عبد الله القبليين

Mansour


منصور



القدادة

Maoua


موة



المثاليث

Meftah


مفتاح



القدادة

Mejandal


المجندل



أولاد ماجر

Mejri


الماجري

Messiougha


مسيوغة



البعالة

Meyel


المايل



الخشاشنة

Mhama ?


محامة ؟



القدادة

Mimouna


ميمونة



عشيرة الجبليين

Mimouna


ميمونة



المخاخنة

Mkhinini


المخينيني

Mlayah


المليح



أولاد مليس

Mliss


مليس

Mlouah


الملوح



البعالة

Mnad


مناد



المحاجبة

Mokhtar


مختار



المكنين

Mokni


المكني



المنستير

Moqdad Mestiri


مقداد المستيري



المخاخنة

Mosbah


مصباح



أولاد موسى

Moussa


موسى



أولاد عبد الله القبليين

Mribeh


مريبح



العماريين

Mrizeq


مريزق



العماريين

Naija Hamida


نعيجة حميدة



الكرامصة

Naqouri


الناقوري



المحاجبة

Nouir


نوير



قرقنة

Qerqeni


القرقني



العذاريين

Qsaier Adhari


القصير العذاري



عشيرة الجبليين

Rabbouch


ربوش



الشطاطة

Raies


الرايس



البعالة

Regaieg


الرقيق



الرزاقلية

Rezgallah


رزق الله



أولاد عطية

Rezgallah


رزق الله

أولاد العزابي


شخصيات مدينة مساكن


· باباي، إبراهيم

1937/ 2003 هو إبراهيم بن عمر بن الحاج صالح باباي. المخرج السنمائي. أصيل مساكن، ولد بباجة سنة1937 لما كان أبوه قاضيا عليها وتربى فيها مدة قبل أن يتحول مع عائلته إلى تونس العاصمة ويستقر بها. تعلّم فنّ الإخراج السنمائي بالمهجر. أنتج عدّة أعمال سينمائية ويعتبر من روّاد العمل السنمائي التّونسي بإخراجه شريطين في أوائل السّبعينات، كما ساهم في القفزة السنمائية الواقعة في التّسعينات فأنتج شريطا آخر متميّزا. وأشرطته السنمائية الطويلة هي:

· وغدا، فيلم أخرجه سنة 1972، تناول فيه بجرأة مواضيع تهم الرّيف والنّزوح والأرض. والنّص للروائي التّونسي المعروف عبد القادر بن الشّيخ ويحمل عنوان" ونصيبي من الأفق".

· انتصار شعب، فيلم أخرجه سنة 1974، وتناول فيه مظاهر من الحركة الوطنية في الخمسينات.

· ليلة السّنوات العشر، فيلم أخرجه سنة 1990، وتناول فيه جانبا آخر من الحركة الوطنيّة في الخمسينات. والنّص للأديب التّونسي الكبير محمد صالح الجابري.

· أوديسة وقد تم عرضه لأول مرة في الدورة 39 من مهرجان قرطاج سنة2003.

توفي إبراهيم باباي في الثامن من شهر ديسمبر2003 بمدينة تونس ودفن بها ونعته وسائل الإعلام طويلا وبثت له التلفزه أحاديث تلفزية أجريت معه وأفلام قد أخرجها.

المراجع: منير الفلاح، «السنما التونسية من الألف إلى الياء»، مجلة الحياة الثقافية، عدد78، سنة1996، ص44. وفيما يتعلق فيلم وغدا خصصت الجرائد التّونسية العمل والصباح ولاكسيون ولابراس أحاديث متنوّعة عن هذا الفلم منذ 23 أفريل و8ماي1972، كما خصصت مجلة إيبلا مقالا حول هذا الفلم في عددها 35/129 بتاريخ 1سبتمبر1972، ص173-174. وجاء ذكره أيضا في مقال: Hennebelle Monique, La nouvelle vague du cinéma tunisien, Afrique littéraire et artistique, n.25, oct.1972,p68-72. ورويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· بن تركية، محمد

1880/1959 هو محمد بن محمد بن محمد الهاشمي بن تركية. رجل المسرح الشهير. ترجم له الأستاذ المنصف شرف الدّين ترجمة ضافية في كتابه المسمّى من روّاد المسرح التّونسي وأعلامه وعدّه من الأوائل الذين ساهموا في ظهور المسرح التّونسي. وهذه الترجمة هي التي نعتمدها بالأساس للتعريف به مع إضافات. "ولد محمد بن تركية بمساكن حوالي سنة 1880 [وتعلّم بها فدخل الكتّاب. ثم دخل المدرسة الابتدائية العربية الفرنسية التي بدأت تعلّم بمساكن منذ 1884]... توفي أبوه في عنفوان الشباب فكفلته وأخويه صالح ومحمود أمّه. انتقل إلى تونس لمواصلة الدّراسة منذ سنة1902 ونزل عند أقربائه بنهج سيدي علي عزوز. لكنه انقطع واشتغل في القنصلية الإيطالية مكلفا بالبريد والسواح وذوي الحاجة من الإيطاليين. وكانت مهمّته تتمثل في البحث عمن يستحق المساعدة من الإيطاليين. فكان يذهب كل يوم إربعاء إلى سيسيليا الصغرى (الحي الذي كان قرب الرصيف بتونس [وقد أزيل اليوم ليتحول إلى منطقة ترفيهية عصرية]). تمكن من الحصول على محل للسكنى بسيدي منصور وتعرّف على أرملة إيطالية تزوجها وأنجبت منه خمسة أبناء منهم المرحوم حميدة بن تركية الذي كان حارس مرمى الترجي الرياضي التّونسي الذي عوّض الحارس الممتاز المرحوم العروسي التسوري عندما انضم هذا الأخير في أوائل الأربعينات إلى فريق الشرطة لكرة القدم (الأولمبي التونسي). ثم تزوّج بعد وفاة زوجته الإيطالية أخت المرحوم البشير المتهنّي الصغرى. وللمرحوم محمد بن تركية أياد بيضاء على المسرح التّونسي، من ذلك أنّه عندما قرّر الجوق التّونسي المصري تقديم باكورة أعماله [في جوان 1909] وهي مسرحية «نديم أو صدق الإخاء» تأليف إسماعيل عاصم كان عليه أن يعدّ ملابس لهذه المسرحية فتمّ شراء القماش في المغازة الجزائرية ووقع تقسيط الثمن لمدّة عام. وقرّرت كمبيالات أمضاها محمد بن تركية والهادي الأرناؤوط العاملان بالقنصلية الإيطالية لأنّهما كانا موظفين لهما جراية قارة يمكن حجزها عند الاقتضاء. ثم وقع إيفاد أحد العناصر المصريّة (وهو أحمد عفيفي) إلى مصر لإحضار مطرب وممثل فكاهي وقرّر التونسيون الاكتتاب لجمع الأربعمائة فرنكا معلوم السفر إلى الاسكندرية وكان قد انضم إلى الجوق شاب تونسي آخر هو الحبيب المانع. وبقي جانب من المال في صندوق الجوق ورغم حاجة ابن تركية إلى المال فإنّه استمرّ يسدّد ما يحل أجله من كمبيالات من ماله الخاص مع زميله ولم يطالب بسحب رصيد الفواضل الموجود بصندوق الجوق. وكان يتولى طبع عناوين المشتركين في الصحف (الزّمان، الصّواب، ولسان الشّعب والزّهرة) بمنزله الكائن بنهج المفتي ليتحصل على دخل إضافي. ولم تكن هذه التّضحية الوحيدة من نوعها التي تحمّل محمد بن تركية (وغيره من الرواد) في سبيل المسرح بل كان لا يتردّد في معاضدة جميع المشاريع الثقافية والاجتماعية.". ونضيف على معلومات الأستاذ المنصف شرف الدّين أنّ محمد بن تركية كان من مؤسسي الجمعية التمثيلية " النّجمة" سنة 1908 والجمعيّة التمثيلية " الشهامة" سنة1910. توفي محمد بن تركية بتونس العاصمة ودفن بها يوم 21 أكتوبر 1959.

المراجع: المنصف شرف الدّين، من روّاد المسرح التّونسي، المكتبة العتيقة، تونس1997، ص29-30، ولنفس المؤلّف تاريخ المسرح التّونسي، تونس1972، ص17، بوذينة، مشاهير التونسيين، 468. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· بن حمودة، آمنة

مدينة مساكن : بحث شامل عن مدينة مساكن

مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ


يتبــــــــع

FaReS_X2
03-18-2010, 01:23 PM
مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ


المسرح التّونسي، تونس1972، ص17، بوذينة، مشاهير التونسيين، 468. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· بن حمودة، آمنة


.../1939؟ هي آمنة بنت أحمد بن حمودة، المعروفة بلَلاّ منَا بن حمودة. وتعرف بأنها من أولياء الله الصالحين. ذكرها تلاميذ المدرسة العسكرية بباردو في سجلهم الذي دونوه سنة 1856 وقالو إن بالبلدة "مقاما للفقيرة آمنة". عاشت في مطلع القرن العشرين واشتهرت بالصّلاح، وكان الناس يزورونها ويتبركون بها ويستفسرونها في قضاء شؤونهم كالزواج أو السّفر أو عند الرّغبة في التّداوي ويقدّمون إليها بعض المبالغ الزّهيدة التي لا تتسلمها مباشرة وإنّما توضع تحت الحصير الموجود في غرفتها. وكانت أجوبتها تأوّل إما خيرا أو شرّا. وقيل إنّها كانت من التّقاة كثيرة الصّلاة والصّوم. توفيت على الأرجح سنة1939 ودفنت في منزلها الموجود في منطقة التّوارة بمساكن، وبقي الناس يزورونها مدّة من الزّمن. ومقامها في الوقت الحاضر بسيط جدا ولم ألحظ تواصل تردد الناس على زيارتها.

المرجع: دفتر تلاميذ المدرسة العسكرية بباردو لسنة1856. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· بن خُليفة، علي

1669/1758 هو علي بن خُليفة الشريف الحُسيني. فقيه مربي ومؤسس مدرسة. ولد سنة 1080هـ/1669م بمساكن. وعاش في آخر عهد البايات المراديين وبداية عهد خلفهم البايات الحسينيّين. حفظ علي بن خُليفة القرآن الكريم وتلقّى مبادئ العربيّة والفقه بمسقط رأسه. وأقد أظهر من النّبوغ والاستعداد لطلب العلم ما حمل والده على التّفكير في إرساله إلى مدينة صفاقس ليواصل تعلّمه هناك على الشيخ علي النّوري الصفاقسي (ت.1107هـ/1706م). ورحل إلى صفاقس سنة خمس وتسعين وألف من الهجرة (1095هـ/1684م) وأقام عند شيخه أبي الحسن النّوري خمس سنوات أخذ عنه فيها جملة من العلوم منها النحو والفقه وأصول الدّين وأصول الفقه والحديث. فقد قرأ عليه من كتب النحو: الأجرومية والقطر والألفية. ومن كتب التّوحيد: كتب الشّيخ السّنوسي وجمع الجوامع لابن السّبكي. وأجازه بكتب كثيرة بعد أن وثق من فهمه لها وقدرته على إفهامها. ومن هذه الكتب صحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح الموطأ وكتاب الشفاء للقاضي عياض وكتاب الشمائل للترمذي وكتاب الأربعين النووية وتفسير البيضاوي وتفسير الجلالين المحلّي والسيوطي. وكتاب معالم التّنزيل للبغوي وكتاب ألفيّة السّيرة العراقية وكتاب تذكرة القرطبي. وكان الشّيخ علي بن خليفة معجبا أشدّ الإعجاب بأستاذه علي النّوري مخلصا له وقال عنه إنه: "أوّل مشايخي الشّيخ الفاضل المربّي النّاصح الجامع بين الشّريعة والحقيقة سيدي علي النّوري الصّفاقسي" (مقديش، نزهة الأنظار، 2/363). ولم يكتف علي بن خليفة بما تحصّل عليه من علوم في صفاقس بل ارتحل إلى مصر على رأس القرن الثاني عشر من الهجرة واجتمع في القاهرة بعلمائها وأخذ عنهم العلوم. فقد قرأ على الشيخ محمد بن عبد الله بن علي الخرشي البحيري ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني وإبراهيم الفيومي و إبراهيم الشبرخيتي الذي أجازه بخطه لصحيح البخاري ومسلم والمختصر. وجمع الشيخ علي بن خليفة بين الصّلاح ومعرفة علوم عصره وقال في شأنه المؤرّخ محمود مقديش بأنّه: "كان رجلا صالحا تقيّا عفيفا فقيها متكلّما محدّثا مفسّرا واعظا عارفا بعلوم العربيّة بأسرها". وعاد الشيخ علي بن خليفة من مصر إلى مسقط رأسه مساكن واقتدى بشيخه علي النّوري وأسس مدرسة عام أربع ومائة وألف هجريّة (1104هـ/1693م). وأصبحت المدرسة قبلة لطلبة العلم من مساكن ومن غيرها من المدن التونسية. ومن تلاميذ الشيخ علي بن خليفة ابنه الشيخ أحمد الذي تولّى الإشراف على مدرسته بعد وفاته وابن عمّه الشيخ أحمد الصغيّر رزق الله والمفتي محمد الهدّة السّوسي ومفتي تونس قاسم المحجوب (ت1776م)، وعبد الرّحمان بن علي الغنّوشي السّوسي، وشيخ زاوية أبي إسحاق الجبنياني حسين الحلواني، والقاضي أحمد بن اللطيف من القلعة الصّغرى، وعبد الرحمان الجبنياني الذي ولّي وزارة القلم في عهد حمودة باشا وإبراهيم البقلوطي وغيرهم. ولم يقتصر نشاط الشيخ على الإشراف على المدرسة بل أسهم إلى جانب ذلك في ميدان التّأليف فوضع قصائد طويلة حملت أفكاره وهي:

· الرّياض الخليفيّة أو النّونيّة، وموضوعها التّوحيد على مذهب أهل السنّة يقارب عدد أبياتها الخمسمائة. وقد فرغ من تأليفها في آخر جمادى الثانية 1131هـ/1719م. ووقع تداولها بالبلاد التونسيّة وخارجها. وتوجد منها نسخ بدار الكتب الوطنية بتونس رقم1/2996،4706 وفي المكتبة الأزهرية ضمن مجموع (3/222)، وبدار الكتب المصريّة.

وبلغت هذه النّونية من الذّيوع حدّا بعيدا ذلك أنّ الشيخ علي الدمنهوري المنصوري (ت.1192هـ/1778م) شرحها شرحا وافيا. ويسمّى الشرح المنح الوفيّة على الرّياض الخليفيّة. وتوجد منه نسخ بدار الكتب الوطنية بتونس رقم 4713، 7896 (عبدلية2199) ونسخة بدار الكتب المصريّة، رقم159 ،229 توحيد. واختصر الشيخ محمد بن الحاج حسين منصور الورداني هذا الشّرح بتاريخ 14 جمادى الثانية سنة 1360هـ/1941م.

· قضاء الحاجة، وهي منظومة لاميّة في آداب قضاء الحاجة. وتوجد منها نسختان بدار الكتب الوطنية بتونس مكتبة حسن حسني عبد الوهاب رقم3855 ورقم18838.

· التّوسّل بسور القرآن: وهي منظومة أخرى تضمّ أربعة وخمسين بيتا شعريّا كلّها أدعية يقرأها التلاميذ طالبين من الله أن يسهّل عليهم حفظ القرآن. وتوالى ذكر كل سور القرآن مرتّبة عبر كامل القصيدة مع اقتران ذكرها بالدّعاء.

ونظرا لارتفاع مكانته الدينية فقد عيّنه الباي شيخ (أي أمير) الرّكب إلى الحج بمقتضى أمر عليّ بتاريخ سنة ستّ وأربعين ومائة وألف 1146هـ/1733م. إلا أن امتناعه عن المشاركة في الفتنة الحسينية الباشية جعلت حسين باي يأمر بسجنه مدة من الزمن بالقيروان ثم أطلق سراحه. وبقي وجيها لدى السلطات واستطاع أن ينقذ أهالي بلدته من بطش يونس باي الذي بعثه أبوه علي باشا -المنتصر في الحرب الأهليّة- للتنكيل بمساكن التي لم تناصره في نزاعه مع حسين بن علي. وتوفّي الشيخ علي بن خليفة ليلة الأربعاء في 25جمادى الأولى سنة 1172هـ/1758م عن سنّ عالية وعمره أربعة وتسعون عاما ودفن بمدرسته في غرفة مجاورة للمسجد وقبره من المزارات المشهورة في بلده مساكن.

المراجع: محمد محفوظ، فهرسة الشيخ علي بن خليفة المساكني، دار الغرب الإسلامي، 1992. وحسين خوجة، ذيل بشائر أهل الإيمان بفتوحات آل عثمان، تحقيق وتقديم الطاهر المعموري، الدار العربية للكتاب، ليبيا تونس1975، ص140-141. ومخلوف،شجرة النّور الزكية، التّرجمة رقم1372، 1/347. ومحفوظ تراجم المؤلفين التّونسيين، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1982، الترجمة رقم164، 2/233-235. ومحمود مقديش نزهة الأنظار في عجائب التّواريخ والأمصار، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1988، 2/363 و374-376.وبوذينة مشاهير التّونسيين، الطبعة الثالثة (2001)، ص377. والبغدادي، هديّة العارفين، 1/765. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· بن خليفة، محي الدّين

1938/1984 هو محي الدين بن محمد بن خليفة. الأديب القصّاص. ولد بمساكن يوم 6جوان 1938. أبوه عدل إشهاد عرف بحيازته لمكتبته ضخمة. وتعلم محي الدين بمساكن وحاز ثقافة مزدوجة عربية وفرنسية بعدما دخل المدرسة العربية الفرنسية. ثم التحق بالمعهد الصادقي بتونس بين 1953 و1954 لكنه انقطع عن الدراسة بعد وفاة والده ولظروفه الصحية الوعرة.
استفاد من شغله كحافظ مكتبة بمساكن (1963-1978) فاطلع على الكتب ومحتوياتها، كما استفاد من بقائه بالمهجر مدة سنوات فنمى معارفه الثقافية. كانت له مشاركة بارزة في جميع الأنشطة على الصعيدين المحلي والجهوي خاصة الاجتماعية منها والثقافية والسياسية وواكب أهم التيارات وعرف مختلف الأوضاع. يُعد محي الدين بن خليفة من أبرز الأدباء المعاصرين التونسيين بما خلفه من قصص منها التي نُشر ومنها التي ما زالت مخطوطة. وأهم قصصه المنشورة هي الشجرة (1972) والرماد (1975)، وسوق الكلاب (1976) وأشباح السوق (جزآن 1979). أما أعماله غير المنشورة فمنها القيد، التابوت، الملاّح، الشجرة 2-3-4-5، المرمرية، الكنز المسحور...
وتصور هذه الكتب الحالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لمساكن أثناء فترة الستينات مما يجعل كتاباته تمثل مصدرا تاريخيا لقرية من قرى الساحل التونسي عاشت تحولات عقب حصول البلاد على الاستقلال. والمعتقد أن قصص محي الدين بن خليفة توفر مادة مميزة صالحة للانتاج المسرحي والسنمائي. توفي محي الدّين بن خليفة في شهر فيفري 1984 ودفن بمقبرة بمساكن.

المراجع: جان فونتان، فهرس تاريخي للمؤلفات التونسية، تعريب حمادي صمود. جريدة الصباح 14 نوفمبر1983. جريدة الصدى، 22 فيفري 1984. م.بوذينة، مشاهير التونسيين، 622. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· البوجي،الدهماني

.../1864 هو الدهماني بن محمد البوجي، القائد العسكري الثائر وأبرز زعماء 1864.ولد بمساكن وتربى بها والتحق بالجندية واستفاد من تكوين المدرسة العسكرية بباردو التي كونها أحمد باي. كانت رتبة مترجمنا رتبة شاوش أي أنه لم يرتق في سلم الرتب العسكرية، وقد يكون ذلك لدخوله الجندية بصفة متأخرة. ساهم بشكل بارز في حوادث 1864 ضد حكم البايات. وتزعم ما عرف بـ"كتلة مساكن" التي ساهمت بدور فعال في الأحداث، وضمت الكتلة مجموعة من القرى الساحلية تساندها القبائل المجاورة وقامت بعمليات كبيرة مناهضة للبايات كمحاصرة مدينة سوسة لمنع وصول الإمدادات إليها من الباي ومفاوضة القناصل الأجانب لسحب سفنهم الحربية من السواحل التونسية. وكان الدهماني يلقب بـ"رئيس الخيالة" ويعمل مع شخص ثائر آخر أصيل بنبلة هو أحمد بن الماشطة المشهور بولد الماشطة والذي يلقب نفسه في رسائله بـ"كبير المحلة". وانهزمت "كتلة مساكن" أمام المحلّة العسكرية التي كان يقودها أمير الأمراء أحمد زروق. وأعلن زروق بداية ضدّ أهل الساحل جميعا. وتعقب زعماء الحركة فاستسلم له زعماء مساكن يتقدمهم الدهماني البوجي كما تعقب باقي الزعماء مثل أحمد ولد الماشطة الذي اعتبر قائد الحركة بالساحل وتم إلقاء القبض عليه بسلقطة. وتمت إحالة الموقوفين على المحاكمة العسكرية السريعة. ووجهت لزعماء الحركة تهم الفساد والعصيان والحرابة وكله تؤدي إلى الحكم بالقتل. وصدرت أحكام سريعة بالإعدام فأعدم يوم 16 أكتوبر 1864 -على الأرجح- رميا بالرصاص كل من ولد الماشطة ومحمد بن حفصية من مساكن بينما شنق الدهماني البوجي على مدفع معلق بباب البحر حسب مذكرات أحد الضباط العسكريين الفرنسيين وهو الكومندان هانيزو(الذي وضع تاريخ إعدامه يوم 7أكتوبر). المصادر والمراجع: أحمد ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان، ووثائق الأرشيف الوطني بتونس، وكتاب ب.سلامة، ثورة بن غذاهم، تونس 1967، ومقال منصف التايب، النّخب والحرب، 83-113وقد ذكر فيها عددا كبيرا من الكتب والمقالات التي درست ثورة 1864 كما أحال إلى كم مهم من الوثائق الموجودة بالأرشيف الوطني وأحال إلى أرقام تسجيلها وإلى نتف مما جاء فيها. ومذكرات الكومندان هانيزو بـالكراسات التونسية رقم137 و138 لسنة 1986. و م.بوذينة، مشاهير التونسيين، 219، رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· حشيشة، عبد العزيز

1929/1996 هو عبد العزيز بن يوسف بن عمر حشيشة. معلّم بالمدارس الإبتدائية، وشاعر. أصل جدّه الأوّل من حاضرة مدينة صفاقس. قدِم بلدة مساكن وبها استقرّ فتعدّد أولاده وأحفاده. وُلد في 23جوان1929 بمساكن وبها تعلّم حيث تحصّل على الشهادة الإبتدائية في سبتمبر1945 من مدرسة بطحاء السوق. وانتقل إلى العاصمة تونس وهناك انضم إلى طلبة جامع الزيتونة المعمور فتحصّل على شهادة الأهليّة في ذي الحجة1367هـ/ أكتوبر 1948م. ثم على شهادة التحصيل في العلوم في شوال1371هـ/جويلية 1952م. انتسب إثر ذلك إلى مدرسة الحقوق التونسية بالجامع الأعظم لكنه انقطع وعاد إلى بلده فانخرط في سلك التعليم حيث باشر مهنة التّدريس بالتعليم الابتدائي منذ سنة1956 إلى سنة1987 بمدرسة 18جانفي1952 بمدينة سوسة. وكانت له دراية بالأدب وبفنّ الشعر وعُرف عنه نظمه للشعر العمودي منذ الخمسينات عهد دراسته بالجامع الأعظم وقد تنوّعت الأغراض التي عرض لها في شعره بتنوّع المناسبات التي شهدها. فتناول مواضيع تخص الوطنية ومسألة فلسطين والمرأة وتاريخ بلدة مساكن وغيرها. توفي الشاعر عبد العزيز حشيشة يوم 19ماي 1996 بسوسة ودفن بمسقط رأسه مساكن.

المراجع: رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· حفصية، جليلة

1927- هي جليلة بنت حمدة حفصية. كاتبة صحفية وأديبة تكتب باللغة الفرنسية. أصيلة مساكن ولدت يوم 17 أكتوبر 1927 وأقامت بمدينة تونس طوال حياتها. لها مستوى التعليم الثانوي واشتغلت في عدة وظائف إدارية وثقافية منها توليها خطة مديرة ناديين ثقافيين بتونس يستقطبان المثقفين من كل الفئات وخاصة منهم الطلبة. وهما نادي الطاهر الحداد بوسط مدينة تونس و نادي سوفونسيبة بضاحية المرسى بتونس. تعتبر جليلة حفصية من رائدات الكتابة الصحفية النسائية. وقد نشرت مقالات باللغة الفرنسية في الجرائد التونسية ومنها خاصة جريدة لابراس La Presse.. وكانت من جيل مجموعة من النسوة المثقفات اللاتي كتبن في الصحافة التونسية مثل توحيدة بالشيخ وبشيرة بن مراد وفاطمة بن علي ودرة بوزيد ووحيدة بلحاج ونفيسة بن رجب. اعتبرت جليلة حفصية أول أديبة تونسية تنشر قصة باللغة الفرنسية وعنوانها (رماد في الفجر) ونذكرها لاحقا. وأهم إصدراتها الأدبية هي: Cendres a laube, 1975.- Visages et rencontres, Tunis1981. - -Soudain la vie, Tunis, Chama,1992.

المرجع: رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· خماجة، الشاذلي أنور

1925-1995 هو الشاذلي بن محمد خماجة. معروف بالشاذلي أنور. موسيقي وملحن. ولد بمساكن يوم5أفريل1925 وأخذه والده معه إلى تونس العاصمة التي يشتغل فيها ببيع الزهور فاستقر بتونس إلى آخر حياته. ترجم له الباحث محمد بوذينة صاحب كتاب مشاهير التونسييين قائلا: " الشاذلي أنور الموسيقي والملحن من رموز الأغنية التونسية. كان الشاذلي أنور قد ملأ الدنيا إبداعا وشغل الناس إمتاعا على مدى ثلاثين عاما من العطاء بكل سخاء من أجل دعم الموسيقى التونسية أصالة وإشعاعا. برز الشاذلي أنور في أول حياته الفنية كمطرب اكتشفه البشير الرصايصي صاحب أول استوديو تونسي لصناعة الاسطوانات وأطلق عليه لقب "أنور" [عوضا عن خماجة] بحكم تعاطيه مهنة آبائه في بيع الزهور إلى الجالية الأجنبية المقيمة بتونس. ثم دخل الرشيدية ليتخلى نهائيا عن مرحلة التقليد حيث كان يسجل بصوته أغاني محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش ثم يتولى البشير الرصايصي بيع هذه الاسطوانات. وبدأ الشاذلي أنور يبرز لا كمطرب بل كملحن مبدع مارس التلحين وخاض غمار إبداعه بالوصل بين المدرستين المشرقية والمغاربية. وفي الخمسينات أجرى الشاذلي أنور امتحان الدخول إلى الإذاعة وفاز في هذا الاختيار وألحق كمنشد في صلب المجموعة الصوتية لفرقة الإذاعة فملأ الوطاب بما لذ وطاب من المالوف الذي كان يلقنه الشيخ خميس الترنان، والموشحات الشرقية التي كان يلقنها عازف القانون المصري فهمي عوض. لكن الشاذلي أنور لمع نجمه كملحن مبدع وعازف بارع على العود فتعامل مع معظم الأصوات التونسية. وبرز أيضا في مجال الأغنية الوطنية حيث ستخلده تلك الملحمة الوطنية الرائعة "بني وطني" التي أبدع في تلحينها وهي من كلمات الشاعر عبد المجيد بن جدو [وغنتها الفنانة عُلية].". وخصص الباحث محمد بوذينة كتيبا للتعريف بالشاذلي أنور وجعله من مشاهير التونسيين والكتيب رقم 180 من السلسلة المخصصة لأعلام تونس. ومن خلال هذا الكتيب نعرف أن مترجمنا لحن ما لا يقل عن140 أغنية. توفي الشاذلي أنور يوم 27 مارس1995 ونعته وسائل الإعلام التونسية من صحافة وإذاعة وتلفزة. وتكريما له ولعطائه الفني الغزير رأت اللجنة الثقافية بمساكن أن تخصص له مهرجانا يحمل اسمه يتبارى فيه الفنانون من كامل البلاد التونسية ويفوز كل من يبدع في أداء أغنية من تلحينه بجائزة قيمة. وتم المهرجان الأول في أفريل 2002 وتتالت المهرجانات من بعده وحضرها كبار الفنانين بتونس.

المراجع: محمد بوذينة، مشاهير التونسيين، 251 وسلسلة مشاهير: الشاذلي أنور، رقم180. وعبد المجيد الساحلي، جريدة الصحافة، 30مارس1995. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· رزق الله، عبد المجيد

1923 / 2004 هو عبد المجيد بن العروسي رزق الله. الطبيب والمفكر ورجل السياسة. ولد بمساكن يوم 28 جانفي 1923 في عائلة ثرية ووجيهة حيث كان جدّه للأب الحاج أحمد رزق الله الصغير كاهية مساكن وهي نفس الخطة التي تولاها جده الأسبق الحاج أحمد الكبير. زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة "العربية الفرنسية" بمسقط رأسه، والثانوي بالمدرسة الصادقية بتونس العاصمة حيث كان من جملة أساتذته المرحوم علي البلهوان. وواصل تعليمه العالي بالجزائر العاصمة، ثم بباريس حيث التحق بكلية الطب إلى أن نال شهادة الدكتوراه في سنة 1951، وتخصص بعد ذلك في طب الأطفال. كان في العاصمة الفرنسية يحضر بكلية السربون بعض دروس التاريخ ويتتبع نشاط الأحزاب السياسية وخاصة منها نشاط الحزب الاشتراكي. وكان يحضر أيضا المؤتمرات السياسية الدولية وخاصة منها المؤتمرات المناوئة للاستعمار. التحق بالحزب الحر الدستوري التونسي منذ 1938 وساهم في جميع أطوار الحركة التحريرية السرية منها والعلنية. وواصل نشاطه السياسي بعد الإستقلال. كُلّف بمسؤوليات محلية ووطنية خلال فترة التعاضد بتونس التي تواصلت إلى أعقاب الستينات. وشغل في الستينات خطة مندوب الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري التونسي وكان نائب "مجلس الأمة" (أو مجلس النواب) عن مساكن في أربع دورات انتخابية. كما شارك في عدة مؤتمرات وطنية ودولية طبية وسياسية. ترأّس بلدية مساكن في دورات متعددة وكان وراء إنجاز تغييرات عمرانية كبيرة فيها. مارس مهنة طب الأطفال بسوسة وترأّس قسم الأطفال بمستشفى فرحات حشاد بسوسة مدة خمس وثلاثين سنة وكان يلقي بعض الدروس بكلية الطب خلال هذه الفترة، وساهم في تكوين العديد من الأطباء. وقد تميز عن غيره من الأطباء بكتابة الوصفة الطبية باللغة العربية مع الالتجاء أحيانا إلى وضع رسوم تبين طريقة استعمال الدواء. وكان يشجع على التداوي الطبيعي وخاصة منه الرضاع الطبيعي ويرفض مطلقا فكرة الرضاع الاصطناعي. إلى جانب نشاطه السياسي والمهني اختص الدكتور عبد المجيد رزق الله بإنتاجه الفكري الوفير. نشر عدة بحوث في في الجرائد والمجلات وشارك في الندوات الطبية والعلمية وأصدر عدة كتب في الطب والسياسة والحضارة باللغتين العربية والفرنسية. وتضمنت مؤلفاته أربعة كتب في الطب، وباقيها احتوت على أفكاره ورؤاه في الاشتراكية وفي كيفية رقي المجتمع وتنظيمه بالإضافة إلى إطلالة على قضية فلسطين... أولا: مؤلفاته الطبية:
Santé et médecine, problèmes actuels(1 Tunis 1994, 119p. « Essai » Eléments de sémiologie pédiatrique, Initiation à la pédiatrie, Sfax, (2Tunisie, s.d. , 136p.

( وهو موجه إلى الطلبة حيث كان المؤلف رئيس قسم الأطفال بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة) 3) تنظيم النسل، الشركة القومية للنشر والتوزيع، تونس 1963. 160 صفحة. 4) طفلك في سنواته الأولى. ثانيا: مؤلفاته غير الطبية: 5) عشرة أيام بين موسكو وطشقند، مكتبة النجاح للطباعة والنشر والتوزيع، تونس، د.ت.، 120صفحة. (وهي تقييدات رحلة قام بها المؤلف سنة 1963 إلى الاتحاد السوفياتي ضمن الوفد البرلماني التونسي). 6) نظرات في اشتراكيتنا، الشركة القومية للنشر والتوزيع، تونس 1963. 218 صفحة. 7) في سبيل مجتمع جديد ومستقبل أفضل، مطابع دار المعارف، سوسة، تونس، مارس 1987. 185 صفحة. ( جمّع فيه المقالات الصحفية التي نشرها بمجلة "الفكر" وجريدة "العمل" في الستينات والثمانينات).
8) أيّ ديموقراطية، أيّ مجتمع، مؤسسة سعيدان، سوسة، مارس 1990. 102 صفحة.
9) طريق العودة أو قضية فلسطين بين الأمس واليوم، منشورات الطيب قاسم، سوسة 1964، والطبعة الثانية في التسعينات دون تاريخ محدّد. آثر الدّكتور عبد المجيد رزق الله السّكنى والاستقرار بمدينة سوسة في آخر حياته إلى أن توفي في 8أوت2004 ودفن في مساكن. وحضر جمع غفير جنازته يتقدمهم رجال السياسة بتونس وجمع من الأقارب والجيران والأصحاب من بلدته ومن خارجها. المرجع: رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.


· رُوِيس، محمد الطاهر

1928 /2005 حياته: هو محمد الطاهر بن بلقاسم بن محمد رُوِيس. الأستاذ والإمام الخطيب و والمؤرخ. ولد في غرّة محرّم 1347هـ/20جوان1928م ببلدة مساكن من منطقة الساحل بالبلاد التونسية. نشأ في أسرة محافظة محبة للعلم. توفي والده وهو في سن الثامنة فكفلته أمه وأشرفت على تعليمه حتى أتمه. وكان والده عدل إشهاد امتلك مكتبة متميزة في وقته. بدأ التعليم بمسقط رأسه ودخل الكتاب وتعلم القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية ثم دخل المدرسة الابتدائية العربية الفرنسية وأحرز الشهادة الابتدائية. ثم انتقل إلى الفرع الزيتوني بسوسة وتحصل على شهادة الأهلية بملاحظة حسن سنة1947. وواصل دراسته بجامع الزيتونة بتونس إلى أن تحصل على شهادة التحصيل في العلوم بملاحظة حسن سنة1950. ومن الأساتذة الذين تتلمذ عليهم في جامع الزيتونة الشيوخ محمد الفاضل بن عاشور ومحمد بوشربية والطاهر القصار وأحمد بن ميلاد ومحمد الحبيب بلخوجة والطيب التليلي ومحمد لخوة وعلي بن مراد ومصطفى المؤدب ومصطفى بن جعفر ومحمد العروسي المطوي وعبد الوهاب الكرارطي ومحمد التارزي ومحمد مطيبع ومحمد النابلي ومحمد السويسي ومحمد الشاذلي النّيفر ومحمد النيفر. وكان شديد الإعجاب برجل العلم والإصلاح الشيخ محمد الفاضل بن عاشور(1909-1970) الذي أشرف بوصفه رئيس الجمعية الخلدونية على تنظيم محاضرات بصفة منتظمة في قاعة مكتبة الجمعية. وكان مترجمنا يحضر هذه المحاضرات باستمرار طوال أربع سنوات قضاها بالعاصمة. وتناول المحاضرون موضوعات تتعلق بالتاريخ الإسلامي وبالحضارة العربية الإسلامية وعرضوا أفكارا إصلاحية منها تجديد التعليم الزيتوني وتغيير طرق التدريس وأساليب تأليف الكتب. وهي الأفكار التي وجدت صدى في فكر صاحب هذه الترجمة. ومن الأساتذة المحاضرين في الخلدونية رئيس الجمعية المذكور والشيوخ محمد الحبيب بلخوجة ومحمد العروسي المطوي ومحمد الصالح المهيدي ومحي الدين القليبي. اشتغل بالتعليم منذ 24سبتمبر1951 لما نجح بتفوّق في مناظرة المعلّمين، وباشر مهنة التدريس بالمدارس الابتدائية بصفة معلّم عربية. ثم تحوّل بداية من السنة الدراسية1967-1968 إلى المعاهد الثانوية لتدريس اللغة العربية وارتقى إلى رتبة أستاذ تعليم ثانوي وبقي في عمله إلى سنة1982. وجمع خلال هذه المدة بين عمله في التعليم وعدة نشاطات اجتماعية. فتولى الخطابة والإمامة بجامع ببلده مدة طويلة من فيفري1961 إلى أفريل1989. وزاد نشاطه في الميدان الديني لما عينته إدارة الشؤون الدينية بالوزارة الأولى أستاذا متفرغا للشؤون الدينية ببلده من سنة 1982 إلى سنة1987. و كان خلال هذه الفترة يلقي الخطب والدروس والمحاضرات بفصاحة واقتدار. كما كان يعتني بدراسة كتب التفسير والسيرة النبوية والفقه مما كون لديه زادا معرفيا متميزا أهله للتأليف فيما بعد. هذا وقد حمل الشيخ محمد الطاهر رويس حسا وطنيا متميزا وواكب نضال تونس من أجل الاستقلال ثم ساهم في بناء البلاد بعد استقلالها وانخرط في العمل الجمعياتي ووظف طاقاته للصالح العام. فكان ضمن المجالس البلدية لبلدته في عدة دورات ونشط ضمن اللجنة الثقافية المحلية. وأسس وترأس محليا جمعية المحافظة على القرآن الكريم وترأس جمعية التضامن الاجتماعي. ولما أحيل على التقاعد المبكّر ابتداء من غرّة أكتوبر 1987 انصرف إلى التّأليف، وقام بتجميع الجذاذات التي كان يكتبها أثناء نشاطاته الفكرية وأثراها بالرجوع إلى المصادر والمراجع وصارت أعماله مؤلفات. مؤلّفاته: ألف الشيخ محمد الطاهر رويس في الدين فكتب في الفقه والدعاء والمواعظ، كما ألف في التاريخ فدون سيرة لنفسه ولتاريخ التعليم الزيتوني في وقته وأرّخ لبلدته ولرجالها. ويمكن تقسيم إنتاجه إلى قسمين أولهما مطبوع ومنشور وثانيهما مخطوط وهو إما في شكل مقالات أو في شكل كتب.

· الأعمال المطبوعة:

- «تعليم الجغرافيا بالمدرسة الابتدائية»، مقال نشرته مجلة النشرة التربوية، العدد18، مارس1962، (http://www.tunisia-cafe.com/vb/../vb) تونس، من صفحة 53إلى57. وهو أوّل عمل مطبوع ومنشور أبدى فيه رأيه في تطور التعليم عامة وتعليم الجغرافيا خاصة. - «الدّعوة إلى الخير»، مقال في كتاب على منابر الجمعة في الدّين والمجتمع، نشر مجلّة الهداية، وإشراف الإدارة العامة للشؤون الدّينية بتونس سنة1985، من صفحة 74إلى81. - «الشّورى» مقال بنفس الكتاب المذكور على منابر الجمعة، من صفحة157إلى 163. - الفقه الواضح في أحكام الطهارة والصلاة، طبع دار المعارف للطباعة والنّشر، سوسة، تونس1990. (256صفحة). وطبع ثانية بنفس الدار سنة2005. - الفقه الواضح في مناسك الحج والعمرة وآداب الزّيارة، ومعه في الكتاب نفسه الأدعية المختارة في الحج والعمرة والزّيارة، دار المعارف للطباعة والنّشر، سوسة، تونس2001. (223صفحة).

· الأعمال المخطوطة:

- الفقه الواضح في أحكام الزّكاة. (تحت الطبع). - الفقه الواضح في أحكام الصيام. - خطب منبريّة مختارة: وعددها أربعون ومائتا خطبة منظمة حسب مناسبات إلقائها وكلها نصوص من القرآن والحديث واجتهادات العلماء وأقوالهم. وقد تمّ انتقاؤها من جملة ستّمائة خطبة كتبها بخطه أثناء قيامه بالخطابة والإمامة بالجامع. - الفتاوى المختارة: وهو كتاب يتضمن أجوبة عن تساؤلات الناس في إشكاليات اعترضتهم في دينهم ودنياهم. وتناولت مواضيع الصلاة والزكاة والحج ومواضيع الطلاق والميراث والرضاعة وغيرها. وكان يُنهي كل فتوى بذكر أسماء المراجع التي اعتمدها و يضع أحيانا جواب مفتي الديار التونسية في المسألة إذا وقع اللجوء إليه عند صعوبة الوصول إلى الحكم الشرعي المناسب. -محبّة رسول الله. وهي مقال مطول في دواعي حب الرسول صلى الله عليه وسلم وفي علامات حبه، وفي تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بتونس وفي طرق الاحتفال به. - المختار الميسّر من الدعاء والذكر. وهو كتاب يتكون من أدعية وأذكار جمعها مؤلّفها من القرآن الكريم والسّنة النبوية ومن أقوال عدد من العلماء. ورتّبها حسب المناسبات التي تُقال فيها. ودوّن تاريخ الانتهاء من كتابتها بالتاسع من شهر ذي الحجة1425/19جانفي2005 أي شهر واحد قبيل وفاته. - ذكريات حياتي: وهو كتاب مطول دون فيه ذكرياته التي بدأ كتابتها في تاريخ 5شوال1415هـ/7مارس1995 وانتهى من كتابتها في تاريخ 10محرّم الحرام 1417هـ/28ماي 1996م. وتطرّق فيها بالأساس إلى ظروف نشأته ومراحل تعليمه في المدرسة الابتدائية وفي الفرع الزيتوني وفي جامع الزّيتونة المعمور. وترجم لأبرز معلّميه وأساتذته الذين أخذ عنهم العلوم في كلّ مراحل حياته، فذكر أصولهم ومعارفهم ووصف لباسهم وأخلاقهم وعلاقاتهم ببعضهم البعض. كما تطرّق إلى برامج التعليم وكيفيّة تقويم نتائج التّلاميذ وتدرُّج نجاحهم. وضمّن مذكراته البحث الذي قدمه في آخر مدة التربص بمدارس الترشيح سنة 1952 وعنوانه التعليم الزيتوني والتربية العقلية بإشراف الأستاذ أحمد بن ميلاد واقترح فيه مزيد العناية بالعلوم العقلية إلى جانب العلوم النقلية. وتعتبر ذكرياته مرجعا مهما حول التعليم الزيتوني في تونس في وقته وقد استخرج منه نجله المختص في التاريخ الدكتور منير رويس كتاب ذكريات طالب زيتوني وقدم له ونسخه وهي في طريق النشر. - نُبذة من تاريخ "مساكن". وهو كتيّب في التاريخ المحلي لخص فيها تاريخ البلدة التي نشأ فيها طول حياته كما ترجم لأعلامها بإيجاز. اشتهر الشيخ محمد الطاهر رويس بالاستقامة والصلاح وحب العلم وخدمة الغير وبقي كذلك طوال حياته إلى أن لقي الله في يوم الاثنين 12محرم1426/21فيفري2005 ودفن بمسقط رأسه وشيّعه جمع غفير من الناس ووقع تأبينه ورثاه الشعراء.

المراجع: رويس، محمد الطاهر، ذكريات من حياتي، (مخطوط). والتّرجمة الذاتية التي أوردها بكتاب الفقه الواضح في أحكام الحج، ص223. ومجلة الآداب العربية، تونس2/2003، عدد192.البدوي، محمد، تراجم المؤلفين والمبدعين في ولاية سوسة، 1/271-273. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· الشطي، الحبيب

1916 / 1991 هو الحبيب بن الحاج خليفة الشطي. مناضل ورجل سياسة. ولد بمساكن يوم 9 أوت 1916. زاول تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه مساكن وفي مرحلة ثانية بالمدرسة الصادقية بتونس العاصمة. دخل الميدان الصحفي سنة1937 وكتب بجريدة الزهرة ثم تولى رئاسة تحرير جريدة الصباح اليومية منذ نشأتها سنة1951. ساهم في النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي واعتقل سنة1952 و1955. تولى إدارة ديوان رئيس الوزراء الطاهر بن عمار. واختير في عام 1955 مديرا للإعلام في أول وزارة تونسية تكونت بعد الاستقلال الداخلي. ومن سنة1958 إلى سنة1972 تولى مهام سفير للبلاد التونسية في عدة دول. ثم تولى في بداية السبعينات إدارة ديوان رئيس الدولة الحبيب بورقيبة. وفي14 جانفي سنة 1974 عُيّن وزيرا للخارجية التونسية وبقي في منصبه إلى 24جانفي سنة1977. ثم انتخب بالإجماع أمينا عاما لمنظمة المؤتمر الإسلامي –ومقرّها جدّة بالمملكة العربية السعودية- منذ أكتوبر 1979 إلى سنة1984. ومن نشاطه عقد مؤتمري قمّة أوّلهما بمكة المكرمة سنة1981 وثانيهما بالدار البيضاء سنة 1984. كما عقد ما لايقلّ عن عشرة مؤتمرات لوزراء الخارجية. وبعث أثناء فترته عدّة مؤسسات متخصصة في الميادين السياسية والإقتصادية والثقافية والعلمية. والمشهور عنه أيضا خلال توليه أمانة المؤتمر الإسلامي محاولاته الصلحية بين العراق وإيران في بداية الحرب التي دارت بينهما، واشتهرت أحاديثه مع الإمام الخميني (زعيم الثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه إمبراطور إيران). كما تولّى منذ 1984 رئاسة جمعية الإسلام والغرب ومقرها باريس. ساهم الحبيب الشطي في النهضة الثقافية بالبلاد التونسية، وزيادة على نشاطه الصحفي فقد اشترك في ترجمة كتاب افريقيا تسير للمؤرخ الفرنسي شارل أندري جوليان. وأصدر كتابا جمع فيه مختلف خطبه التي ألقاها وهو رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي وأطلق عليه عنوان الأمّة الإسلامية في مواجهة تحدّيات العصر-خطب وكلمات-، نشر الشركة السعودية للأبحاث والتسويق، جدّة. وفي آخر حياته كتب مذكّرات شخصيّة حدّثني أحد أقاربه عن محتواها. فقد كتب عن تجاربه الوطنيّة والعالميّة، وسمّى الجزء الأول منها "من مساكن إلى جربة". ومما جاء في مذكّراته رؤيته إلى الوَحدة مع ليبيا وخاصّة أنّه كان طرفا فاعلا –إلى جانب الوزير الأول الهادي نويرة- في إيقاف المعاهدة المبرمة بين الرئيسين الحبيب بورقيبة ومعمر القذافي الوحدويّة بجربة المؤرخة بـ12جانفي1974. ومنها أيضا حديثه عن تجربته الصّلحية بين إيران والعراق... ولا شك أنّ طبع هذه المذكّرات مفيد جدّ نظرا لخبراته وتجاربه في الميدان السياسي داخليا وخارجيا. أمّا نشاطه المحلّي فيتمثل في تولّي رئاسة مجلس بلدية مساكن بين 1975و1980. توفّي الحبيب الشطي يوم الأربعاء 6 مارس1991 بمستشفى لابيتيي سالباتريار بباريس إثر عملية جراحية على القلب المفتوح. وأعيد جثمانه إلى تونس ودفن بمقبرة سيدي عبد العزيز بالمرسى.
المراجع: الترجمة الواردة في كتابه الأمّة الإسلاميّة في مواجهة تحدّيات العصر، وعدّة مقالات بجريدة الصباح، وبوذينة، مشاهير التونسيين، 166-167، (http://www.tunisia-cafe.com/vb/../vb) وفي مواضع متعدّدة من كتاب الطاهر بلخوجة، الحبيب بورقيبة، سيرة زعيم، تونس، دون تاريخ. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.




مدينة مساكن : بحث شامل عن مدينة مساكن

مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ


يتبــــــــع

FaReS_X2
03-18-2010, 01:27 PM
مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ



الشطي، محمد الصّادق



1894/1945 هو محمد الصادق بن محمد بن محمد الشطي. الفقيه الفرضي والأستاذ بجامع الزّيتونة بتونس. ترجم له أكثر من واحد ومنهم الباحث محمد محفوظ الذي أورد له في كتابه تراجم المؤلفين ترجمة ضافية، نقلها بدوره من مقدمة الطبعة الثانية لكتاب لباب الفرائض بقلم الكاتب الصحفي تلميذ المترجم الشيخ المرحوم محمد المنصف المنستيري في سبع صفحات، وأهم ما جاء فيها ما يلي مع إضافات: ولد بمساكن بلدة الأشراف (سنة 1312هـ/1894م) واستظهر القرآن وتلقى مبادئ العلوم العربية والشرعية والفرائض والحساب، وحفظ كثيرا من المتون على المؤدّب في الكتّاب الذي لبث فيه ثماني سنوات، وفي هذا الطّور أبدى عناية خاصة ونجابة ملحوظة في دراسة الحساب والفرائض على خلاف المألوف في مثل سنّه. بلغ في الحساب إلى إتقان الكسور العشريّة وتمرّن تمرينا طيبا على العمل بالفرائض. ولمّا بلغ سنّ الرابعة عشرة التحق بجامع الزيتونة في سنة 1325/1907 وأخذ عن أعلامه كمحمد الطاهر بن عاشور ومحمد العزيز جعيط وبلحسن النجار وصالح المالقي ومحمد الخضر حسين ومحمد رضوان ومحمد بن يوسف ومحمد النخلي ومحمد جعيط ومحمد الصادق النيفر وصالح الهواري وعثمان المكي التوزري وعلي الشنوفي وسعيد بن فطوش السطيفي وغيرهم. وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع في سنة 1331/1912، وبعد ذلك درّس بجامع الزيتونة بصفته متطوعا مع متابعة دروس التعليم العالي، ثم شارك في مناظرة التّدريس من الطبقة الثالثة، فكان النجاح حليفه. وفي سنة 1340/1921 نجح في مناظرة التدريس من الطبقة الثانية، وفي سنة 1342/1932 نجح في مناظرة التّدريس من الطبقة الأولى بعد وفاة شيخه –المصلح- محمد النخلي. قرن الشيخ محمد الصادق بين التّدريس والتّأليف. وكتب في علم الفرائض الذي برع فيه وفي علوم التّربية وفي الفقه ومؤلّفاته هي: - لباب الفرائض وجمع فيه بين الفقه والحساب والعمل، وألحق به من الجداول والتمارين ما يعين الطالب ويوضح له الموضوع تمام الوضوح، كان مقررا تدريسه على طلبة المرحلة الثانوية من التعليم الزيتوني. طبع للمرة الأولى بتونس سنة1353/1934، وطبع مرة ثانية بمطبعة الإرادة سنة1370/1951، وبمطبعة المعارف بسوسة، وبدار الغرب الإسلامي ببيروت لبنان سنة1988. - الغرّة في شرح فقه الدّرّة وهو شرح على قسم الفرائض من منظومة الدرة البيضاء للشيخ عبد الرحمان الأخضري الجزائري، وجعل لها خاتمة في تصحيح الفرائض بأسلوب سهل، وكان مقرّرا تدريسه على طلبة السّنة الرّابعة من تعليم المرحلى الإبتدائية الزيتونية، وطُبع بتونس سنة1355هـ. - روح التّربية والتّعليم، وقد كُلّف بتدريس هذه المادة في وقت كانت المؤلفات فيه قليلة باللغة العربية وهي على قلتها يعز ورودها إلى تونس، فرجع إلى ما كتبه الأقدمون في ثنايا مؤلّفاتهم مما له صلة بهذه المادة ومستفيدا من تجاربه في التدريس مدة تفوق الثلاثين عاما. وقد طُبع هذا الكتاب بتونس دون ذكر تاريخ ويبدو أنّه سنة1363هـ/1944م. - تهذيب وتحرير إيضاح السالك في قواعد الإمام مالك للونشريسي صاحب المعيار. طغى عليه المرض في السنوات الأخيرة من عمره إلى أن أودى بحياته في 21ربيع الثاني 1364هـ/4أفريل1945م ودُفن بتونس.

المراجع: الزركلي، الأعلام، 6/162، محمد الصالح المهيدي، في مجلة الثريا بتونس ربيع الآخر 1364م، محفوظ، تراجم المؤلفين التونسيين، رقم292، 3/196-197، بوذينة، مشاهير التونسيين، 525، محمود شمام ومحمد العزيز الساحلي، شيوخ الزيتونة في القرن الرابع عشر الهجري، تونس1421/2000، والترجمة كتبها محمد العزيز الساحلي بين ص45وص50. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· العذاري، مَحمد

1796/1865 هو مَحمد بن الحاج علي بن الحاج حسين العذاري. فقيه زاهد وإمام خطيب. ولد بمساكن ونشأ بها وتعلم في مساجدها وقرأ على شيوخها ومنهم الشيخ أحمد بن الصغير الذي انتفع به وقام مقامه في التدريس. برع في الكتابة ونسخ الكتب وقد اطلعت على نسخة من مختصر خليل مكتوبة بيده يقول إنها إنّها كتبها لنفسه وتاريخ نسخ الجزء الثاني من الكتاب هو آخر شهر شوال لسنة1222هـ أي ما يوافق 1807م، أي أنّ عمره آنذاك كان اثنتين وثلاثين سنة. ونظرا لمكانته العلمية فقد اختاره أهل بلده في خطة إمامة الجامع الكبير خلفا للشيخ محمد بن عبد الكريم الذي تنازل لفائدته عن خطة الخطابة. وواصل مهمة الخطابة في الجامع الكبير إلى أن توفي وخلف ابنه محمد في نفس الخطة. وإلى جانب الخطابة كان الشيخ العذاري يدرّس بالجامع الأوسط ويلقي الدروس في الحديث والفقه، وكان يُعرف بحبه لتدريس كتاب مختصر البخاري، وكتاب رسالة ابن أبي زيد القيرواني في الفقه. اشتهر الشيخ العذاري بالصلاح والزهد حتى اعتقد الناس في بركته. إلا أنه لم يتمكن من منع مشاركة عدد من أهل مساكن في الثورة ضد الباي عام 1864 رغم وعظه للثائرين وتحذيرهم من أخطار الفتن وويلاتها. ونقل المؤرخ ابن أبي الضياف في كتابه إتحاف أهل الزمان في الجزء الثامن قول الثائرين الرافضين لوساطته: «لو يأتينا نبي ما نقبله». وقالوا أيضا لما أتاهم الشيخ عبد الوارث المدني يعظهم ويحذرهم من الثورة: «ما بال هؤلاء يرسلون إلينا في البباصين وفي بلدنا بباص يبكي كل يوم في الجامع». توفي الشيخ العذاري يوم 3 رمضان 1281هـ/1865م بمساكن وقد أخطأ ابن أبي الضياف في تحديد الوفاة بسنة 1282للهجرة. ودفن في مقبرة جنوب المدينة صارت تُعرف به إلى الوقت الحاضر. وواصل الناس الاعتقاد في بركته فبنوا قبة على قبره وكثفوا من زياراته خاصة في المواسم الدينية.

المراجع: ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان، 8/140، محمد مخلوف، شجرة النور الزكية، ص391. محمد محفوظ، تراجم المؤلفين التونسيين، 5/245. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· القزاح، محمد

1822- 1905 هو محمد بن علي بن عمر بن أحمد بن حسن القزاح. الفقيه الزاهد المعروف بالشيخ القزاح. وتختلف المصادر في ذكر اسمه والصحيح ما أثبتّ. ولا بدّ من تصحيح ما ذكره ابن أبي الضّياف في إتحافه من أنّه أبو عبد الله محمد ابن الشيخ محمد القزاح. ولد بمساكن سنة 1238هـ/1822م في عائلة متعلّمة إذ يلقّب جدّه علي بالفقيه، وأبوه عمر بالقارئ. تعلّم بمساكن وقرأ على الشيخ محمد -الذي ترجمت له في هذا الكتاب- وسلك منهجه في الزهد والصلاح. برع في الفقه والنحو وبقي يدرّس كتاب مختصر خليل في الفقه بالجامع الأوسط، ويقال إنه كان يحفظه رغم ضخامته مما يدل على قدرة فائقة في الحفظ والفهم. وكان يدعو الله أن يعينه على حفظ هذا الكتاب وعبّر عن ذلك في الأبيات التالية من قصيدته: تفضّل على المحجوب بالكشف للغطا على قلبه حتى يلذّ بذوقتـي فذا العلم مقر وما بثمرته التــي تكون دواه من ذنوب عظيمة خصوصا بعلم الفقه في الدّين كلـه فيا فرحتي إن جاد لي ببغيتي خصوصا بتأليف الإمام الذي بـدا لنا نفعه شرقا وغربا ببثّتـي عنيت به محبوبي وهو خليلهــم فيا حسن ما خلّ وزائد فرحتي تكرّم عليّ يا إلهي بجمعــــه حفظا وفهما واتّباعا وخدمتي وقيل إنّ الشيخ محمد القزاح ختم تدريس كتاب مختصر خليل أربع مرّات في حياته، وتوفّي أثناء تدريسه له في المرّة الخامسة. فأتمّه تلميذه الأكبر محمد بللونة. كما كان الشيخ محمد القزاح يدرّس كتاب السنوسية في التّوحيد ولمّا جلب له تلميذه محمد بللونة كتاب الجوهرة وأعجب به، صار يلقي دروس التّوحيد منه. وقيل إنّه أتمّه ستّ مرّات.

فاقت شهرة الشيخ محمد القزاح مدينة مساكن لتعمّ كامل منطقة الساحل حيث كان يأتيه الناس يستفتونه في المسائل التي تعترضهم في حياتهم. وأورد الشيخ محمد مخلوف في كتابه القيم شجرة النور الزكية معلومة تدل على مكانة الشيخ القزاح في نفوس أهل الساحل. ووجدنا المعلومة في الترجمة المخصصة للشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي زيد المنستيري الفقيه العالم الصالح الذي كان يقوم بشؤون القصر بالمنستير. وقال الشيخ مخلوف: "توفي (الشيخ المنستيري) سنة 869هـ/1464م ودفن بمقبرة المنستير قريبا من شاطئ البحر عليه بناء حفيل. ولما خشي عليه من البحر نقل لموضع آخر بالمقبرة وبني عليه بناء حفيل. أما البناء الأول فأخذه البحر بعد النقل ولم يبق له أثر. وكان الذي تولى نقله هو الشيخ الصالح محمد القزاح المساكني سنة 1310هـ/1892م.".
خلّف الشيخ القزاح آثارا مكتوبة لا زالت لم تطبع ذكرها محمد بوذينة في مشاهير التونسيين وهي كتاب كبير نظم فيه أغلب المسائل الفقهية. وشرح فرائض الدرة البيضاء للشيخ عبد الرحمان الأخضري الجزائري. وكنّش دوّن فيه رحلته إلى الحج. كما أنّي عثرت له على نسخة من قصيدة شعرية مخطوطة تداولها تلاميذه من بعده وهي قصيدة في التوحيد والزهد تعدّ حوالي مائة بيت شعري، وسأوردها كاملة في آخر الكتاب ومطلعها التّالي: حمدت الذي من قال أدعوني أستجب أنا الرّب فعّال لما في مشيئتــي حمدت الذي من في السماء بقهـره على كل خلق في الوجود وسطوتي حمدت الذي من هو في المُلك واحد ومن فضله قد عمّ أهل البسيطـة وصلّيت يا ربّ على خير من مشى وأفضل مبعوث إلى خير أمّـــة فنسألك اللهم علما وحكمــــة وحفظا وتوفيقا لما فيه طاعـــة ونطلب منك اللطف والعفو في الذي قضيت علينا ليس للعبد حيلتــي وقد نظّم قصيدة في علم النّحو وجعل منها أبياتا فيما تبدأ به الجملة العربيّة وقال فيها: ملازم صدر الكلام يا فـتى لام ابتداء ثم شرط قد أتـى ما في التّعجّب والاستفهام مَن مضافا للذي له الصدر اعلمن كذاك كم بشرط كونها خبر موصولنا يكون مقرون الخَبر بالبا وزد لها ضمير الشـان ثمانية تمّت بلا نقصـــان وكان الشيخ القزاح قد وضع منظومة أخرى في الفقه نذكر منها الأبيات التّالية: مستحسنات مالك وهي أربع من غير سبق أحد بها فعُوا أولها الشفعة في الثمــــار ثانيها في البناء والأشجار إن حبست أرضهما، قل وكذا معارة أيضا قلهم وخـذا ثالثها القصاص في النّفس تلي بشاهد مع يمين تقتــل رابعها أنملة الإبهـــــام قل فيها خمس إبل سيـام فهذه مستحسنات للإمــام والله يختم للجميع بالإسلام كما أنّ الشيخ القزاح وضع منظومة شعريّة يتوسل بها إلى الله عزّ وجلّ لإصلاح ولده (عبد القادر). وقد نقل والدي هذه القصيدة من كنّش مخطوط بخط المرحوم محمد الزبيدي الذي نترجم له أيضا في هذا الكتاب. وأذكر بيتين من هذه المنظومة وهما البيت الأول والحادي عشر، وإنّني سأوردها كاملة في ترجمة ابنه الشيخ عبد القادر القزاح. سألتك يا الله يا فرد يا صَمــد تمنُّ على عبد فقير بما قصــد وبالعرش والكرسيّ وما ثمّ من ملَك وبالنّور والفرقان أصلح لنا الولد وترك الشيخ محمد القزاح العديد من التّلاميذ منهم الشيخ محمد بللونة المتضلع في علوم التوحيد والحديث والنحو والصرف، والشيخ علي قلولو الذي تولى الخطابة بالجامع الكبير بمساكن مدة تزيد عن أربعين عاما، وابنه الشيخ عبد القادر القزاح المتضلع في علم الفقه والذي تولى الخطابة بالجامع الكبير والتدريس بالجامع الأوسط مدة من الزمن، وكذلك الشيخ محمد شبيل المؤدب الذي كان يدرس بجامع هلال بمساكن وغيرهم كثير. توفي الشيخ محمد القزاح يوم 5شوال سنة 1323هـ/1905م وكانت جنازته مشهودة حضرها أهل بلده وعدد من علماء الساحل التونسي.

المراجع: مخلوف، شجرة النّور، 258و417-418، محفوظ، تراجم المؤلفين التونسيين، رقم 439، 4/77-80، بوذينة، مشاهير التونسيين، 564-565. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· محجوب، سالم

.../توفي بعد سنة 1826 هو سالم بن أحمد محجوب أصيل مدينة مساكن. فقيه وقاضي بتونس. وهو ابن عم رئيس الإفتاء المالكي الشيخ محمد بن قاسم محجوب المتوفى سنة 1827 والذي ترجمنا له في هذا الكتاب. ولد وتعلم بمدينة تونس. سُمي قاضيا في مدينة بنزرت سنة 1814. ثم في عين قاضيا في باردو ومكث في خطته مدة خمسة أعوام ونيف. وكان مقربا من الباي حمودة باشا (1814-1824) فانتخبه لقضاء الحاضرة تونس عوضا عن الشيخ إسماعيل التميمي الذي وقعت ترقيته إلى خطة الإفتاء. واستمرت ولايته لقضاء الحاضرة مدة سبعة أعوام حصلت له فيها خلافات مع زملائه أعضاء المجلس الشرعي المالكي حتى آل الأمر إلى رفع شكاية به إلى الباي حسين بن محمود (1824-1835) من أعضاء المجلس لعدم رجوعه في أحكامه إلى رأي أهل العلم من المفتين وتصميمه على ما يظهر وإن خالف النص في نظرهم. يقول ابن أبي الضياف في إتحاف أهل الزمان: "ومن لفظ مكتوب الشكاية الفقرة التالية: هذا وإن قاضيك الذي قدمته لفصل الخصام قد غير الأحكام تارة عمدا وأخرى لاتباع الأوهام. وحسبنا إنهاء ذلك لحضرتكم. والسلام.". واستجاب الباي حسين لهذا المطلب وأخره عن الخطة يوم 10جوان1826 وأسند خطة قضاء الحاضرة إلى الشيخ عمر بن المؤدب. وكان سالم محجوب إماما خطيبا بجامع باب الجزيرة الدخلاني المعروف بجامع حرمل أو جامع القنطرة. وتولى ابنه إمامة نفس الجامع من بعده. لا ندري سنة وفاة الشيخ سالم محجوب بالتحديد وكل ما نعرفه أنه عاش بعد سنة 1826 وهي سنة تأخيره عن خطة القضاء.

المراجع: ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان، 3/158.محمد بن الخوجة، معالم التوحيد، .- محمود شمام، أعلام من الزيتونة، 23-24. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· محجوب، قاسم

.../1776 هو قاسم محجوب. فقيه مفتي بتونس. ترجم له الشيخ محمد مخلوف في كتاب شجرة النّور الزكية فقال هو: "أبو الفضل قاسم المحجوب المساكني مولدا ودارا التونسي قرارا، الفقيه العلامة المحقق الفهامة القدوة الأمين الحامل راية المذهبين باليمين. قرأ ببلده (مساكن) على الشيخ علي بن خليفة ثم رحل إلى تونس وأخذ عن الشيخ محمد زيتونة وغيره. وعنه أخذ أبناء محمد وعمر والشيخ صالح الكواش ومحمد بن سعيد الحجري وجماعة. تولى خطة التدريس مدة الباشا صاحب المدارس ثم الفتيا ثم كبير المفتين مدة الأمير علي باي". وذكر الشيخ علي النيفر في كتاب عنوان الأريب أن قاسم المحجوب كان يملك كنشا في النوازل الفقهية ورثه ابنه محمد قبل أن يأخذه ابنه الآخر عمر وهو الذي كان قد تولى قضاء الجماعة والإفتاء بتونس. توفي الشيخ قاسم محجوب سنة 1190هـ/1776م ودفن بمدينة تونس وخلف أولادا وأحفادا من العلماء والمتعلمين وأشهرهم ابنه محمد المفتي وابنه عمر قاضي الجماعة وحفيده الموثق محمد بن محمد وحفيده الموثق كذلك سليمان بن عمر ووردت تراجمهم في جملة تراجم هذا الكتاب.

المراجع: محمد مخلوف، شجرة النور الزكية، 1/348، علي النيفر، عنوان الأريب، 1/644. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· محجوب، عمر

.../1807 هو عمر بن قاسم محجوب. فقيه وقاضي الجماعة بتونس. بلغ مرتبة عالية من الرقي في القطر التونسي، وكان يقيم بالعاصمة تونس، ويفخر بانتمائه إلى مساكن. ترجم له الكثيرون منهم الشيخ محمد مخلوف في كتاب شجرة النّور الزكية فقال هو: " قاضي الجماعة أبو حفص عمر بن الشيخ قاسم المحجوب الإمام العلامة العمدة الفعامة الفقيه البارع في المعقول والمنقول الماضي القلم. أخذ عن والده والشيخ حمودة بن عبد العزيز والشيخ الغرياني وغيرهم. وعنه الشيخ ابراهيم الرياحي والشيخ اسماعيل التميمي وغيرهما...". كما ترجم له محمد النيفر في كتاب عنوان الأريب ونقل عنه أخبارا عديدة تبرز مكانته في المجتمع وعلاقته بالدولة ننقل منها مقتطفات لأهميتها وطرافتها.تحدث عنه صاحب عنوان الأريب وقال: "له الباع المديد في سائر العلوم خصوصا علم التوثيق، والمنزلة السامية في التطبيق. يؤثر أن الأمير حمودة باشا استفتى أهل الفتوى في مسألة عرضت له وكان الأمراء لا يقدمون على شيء حتى يستفتون العلماء المفتيين فيه. فأُفتي بغير غرضه. واطلع صاحب الترجمة (عمر محجوب) على نص معتمد يوافق الأمير في مطلبه. فتحدث بذلك وبلغ الأمير فأرسل إليه يسأله فأبى أن يخبره إلا أن يعطيه أربعمائة محبوب ذهبا، ولم يكن إذذاك صاحب خطة شرعية حكمية فوجهها إليه فحينئذ كتب له النص". ويواصل الحديث عنه الشيخ محمد النيفر قائلا: "ولي قضاء الجماعة وإمامة الخمس بجامع الزيتونة وكانتا متلازمتين فقام بأعبائهم أحسن قيام. وكان الأمير حمودة باشا معجبا بخطبه كثيرا ما يصلي الجمعة خلفه لسماعها. كانت له همة منوطة بالثريا. ولما ولي قضاء الجماعة طلب من أخيه وشيخه أبي عبد الله محمد المحجوب رئيس المفتين كنش أبيه في النوازل الفقهية ليستعين به، فوعده بتفتيشه في خزائن كتبه وتسليمه إليه. ثم لم يفعل فلم يحل العام من ولايته حتى أتى صاحب الترجمة لأخيه المذكور بكنش قد جمعه ي مهام النوازل يعرضه عليه، فلما طالعه أعجب به وقال لصاحب الترجمة: إني لم أبخل عليك بكنش أبيك، ولكن خشيت أن تعتمده فأحببت أن تكتب مثل هذا الكنش عنوان اجتهادك واضطلاعك بالخطة وسلّم إليه حينئذ كنش أبيه. أخّره الأمير حمودة باشا عن الخطتين المذكورتين. وسبب ذلك أن الأمير كانت له أخت عاضلا لها وطمع صاحب طابعه يوسف خوجة في تزوذجها وطال عليه الأمر. فأسرّ إلى صاحب الترجمة بذلك ورغب منه أن يخطب في العضل فأعد صاحب الترجمة خطبة في ذلك وأودعها جيبه ينتظر ورود الأمير ليخطب بها كأنها على جهة الصدفة لعله يتعظ فيزوج أخته ولا يجد له أولى من يوسف خوجة فيبلغ المرام. فلما كانت جمعة من الجمع أتى الأمير حمودة باشا للصلاة فأخبر به صاحب الترجمة فخطب بها. فلم يخف عن الأمير مغزاها وتغيّظ حتى همّ بالخروج قبل الصلاة. ثم ملك نفسه وأسرّها حتى بلغه تخلّف صاحب الترجمة عن الصلاة بالجامع الأعظم والحكم بدار الشريعة لمرض به. فقال إنّ الخطتين لا يليق بهما من يتخلّف، فأخره عنهما لكن بقيت له رئاسته العلمية التي لا يمكن لأحد أن يبتزّه ثوبها." وأشار محمد النيفر بعد ذلك إلى آثاره المكتوبة فذكر رسالته "التي أجاب بها الوهابي وردّ بها شبهاته جمعت بين الوجازة والإفادة" وهي الرسالة الموجودة في كتاب إتحاف أهل الزمان لابن أبي الضياف. ثم تحدّث عن إبداعه الأدبي شعرا ونثرا وننقل فيما يلي البعض من أدبه اعتمادا على نفس الكتاب أي عنوان الأريب. ومن نثره ما كاتب به أمير عصره يعلمه بثبوت هلال رمضان ونصه: أدام الله المجلس العالي، يبشّر بتجدّد الأهلة، ولا زالت غيوث التهاني على أرجائه منهلة. أما بعد السلام التام اللائق بذلك المقام فلتهنَ مولانا بالهلال الجديد والطالع السعيد والمقدمة التي نتيجتها العيد. فلقد ثبت لدينا الثبوت الشرعي المحرر المرعي، أهّله الله عليكم وعلى المسلمين باليمن والبركة، وقران الخير في حالي السكون والحركة. فليأذن مولانا في إطلاق البشير وإسماع النّذير. والسلام. بُشرى فشهر الصوم لاح هلاله وبدا سناه مشرقا وكمالـه فليعلن المولى المؤيد أمـــره إذ صحّ شرعا لا ارتياب يناله لا زلت في عز وتوفيق لمــا يرضاه ربّ الناس جل جلاله ومن شعره يعتذر عن إطفاء شمعة: لا تلوموا نديمكم حين يطفئ شمعة قد أراد منها صلاحـا بهرته أنواركم بسناهـــا فرأى الشمع لا يفيد صباحا وله من الشعر كذلك: انظر إلى الأمواج كيف تجمعت إذ قابلت شمسا تلوح بمشرق فكأنها سلك من الياقوت قـد نثرته خود في بسـاط أزرق كما كان يقول الشعر في أغراض ومواضيع متعددة فيكتب في التهاني ويكتب في الرثاء عند الوفاة. فقد ترك شعرا يهنئ فيه الأديب محمد الدرناوي بتوليه رئاسة الكتاب في دولة الأمير علي باي. وترك رثاء في الشيخ محمد بن حسين بيرم المفتي الحنفي الأول المتوفى سنة 1214هـ(1799م) ورثاء الشيخ محمد بن حسين البارودي المفتي الحنفي المتوفى سنة1216هـ(1801م). ونشير في النهاية إلى أنّ الشيخ عمر محجوب تخلّد ذكره أيضا بابنه سليمان الذي اشتغل بالتوثيق ووصار مكينا في قصر البايات وبلغ درجة كاهية رئيس الكتبة. لكنه امتحن بسبب تراكم الديون وسجن ببيت الضياف بباردو مدّة وانفصل عن قلم الإنشاء ثم لازم داره مدة قبل أن ينخرط في سلك المفتين. وذكره ابن أبي الضياف ولقبه بالشريف واختصر مكانته بقوله: " وكان فقيها كاتبا، ناثرا خيرا عفيفا وجيها ماجدا ذا وقار إلى أن توفي سنة 1267هـ سبع وستين ومائتين وألف (1850-51م)". توفي الشيخ عمر محجوب موفى محرم سنة 1222هـ/أفريل1807م ودفن بتونس.

المراجع: ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان، 7/52 ومحمد مخلوف، شجرة النور الزكية، 1/366، محمد محفوظ، تراجم المؤلفين التونسيين، رقم 503، 4/250-251، و4/250-251. ومحمد وعلي النيفر، عنوان الأريب عما نشأ بالمملكة التونسية من عالم أديب، 1/ 643-648، محمد بوذينة، مشاهير التونسيين، 412. وحول سليمان بن عمر محجوب، انظر ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان 8/81. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· محجوب، محمد

.../1827 هو محمد بن قاسم محجوب. فقيه إمام وخطيب بتونس. أصله من مساكن وولد وعاش بتونس العاصمة. والده الشيخ قاسم هو الذي تحوّل من مساكن إلى تونس واستقرّ بها. وقد ترجم له الشيخ محمد مخلوف في كتاب شجرة النّور الزكية فقال هو: «أبو عبد الله محمد ابن الشيخ قاسم المحجوب الإمام الألمعي العلامة المحقق اللوذعي الفهامة المتفنن في العلوم الفقيه الحافظ لمسائل المذهب، تقدم للفتيا مع أبيه أيام الباشا علي بن حسين باي ثم رئيس المفتين. أخذ عن والده والشيخ الشحمي والشيخ الغرياني وغيرهم وعنه الشيخ محمد بن سعيد وغيره». وكان محمد بن قاسم المحجوب مستقرا بالعاصمة ليس له علاقة بمساكن إلا علاقة حب مسقط رأس الآباء والأجداد. واشتهر أيضا بابنه محمد الذي برع في الفقه وتصدر للتوثيق وتقدم لخطة الفتوى وحافظ على مكانة عائلته العلمية. واختصر ابن أبي الضياف مكانة ابنه العلمية والاجتماعية بقوله: «وكان وجيها مشاركا ماجدا من بيت علم وشرف كريم النفس عالي الهمة مهيبا. ولم يزل على حاله مقتديا بآله إلى حين انتقاله أواخر ذي القعدة من سنة 1263هـ ثلاث وستين ومائتين وألف (أوائل نوفمبر1847م) رحمه الله تعالى». توفي الشيخ محمد بن قاسم المحجوب سنة 1243هـ/1827م وترك أبناء وأحفاد بلغوا أبلغ درجات المجد العلمي.

المراجع: محمد مخلوف، شجرة النور الزكية، 1/370 وحول محمد بن محمد بن قاسم محجوب، انظر ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان 8/63. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· المقرون، حسن

.../1872 هو حسن بن عمر المقرون. قائد عسكري شهير في عهد البايات. تحدث عنه ابن أبي الضياف في إتحاف أهل الزمان وخصص له ترجمة مطولة نذكرها هنا لأنها أشمل ترجمة تخص هذه الشخصية السياسية المساكنية. « الأمير الشريف أبو محمد حسن ابن الشريف الوجيه أبي حفص عمر المقرون المساكني. هذا الفاضل من أعيان بيوت الشرف بمساكن، من كبار بلدان الساحل، ولوالده رفعة وسمعة بها. واختير للخدمة العسكرية ليكون أسوة لأمثاله من الأعيان، وخدم بالمحمدية من أنباشي وتدرج في سلم الخدمة إلى أن صار أمير لواء. وأقبل في مبادئ أمره على تعلم الصناعة الحربية بجد واجتهاد حتى صارت هذه الصناعة طبيعة من ذاته، والاشتغال بها أكبر لذاته. وكان المشير أبو العباس أحمد باي يعرف منزلته ويوليه ما يناسبها من الحظوة والتقريب زيادة على حظوة أبيه المعروفة المسلمة في بلاده. وأعطاه المشير أبو العباس أحمد باي الدار التي بناها الوزير شاكير صاحب الطابع ببلد مساكن. وله في خدمة الدولة آثار مشهورة وأخبار مذكورة. ووجهه الباي صاحب القانون إلى بلده مساكن في فتنة الاثنين والسبعين...وخرج منها خائفا يترقب لأن الأمر يومئذ بيد العامة وأخوه وأمثاله يومئذ تلعب بهم أيدي العامة وأهل البطالة، حتى ما كان لطف الله بهذه الإيالة وخروج الوزير أبي العباس أحمد زروق بالمحلة وقهره للعامة بالساحل. وربما يقول القائل إن هذا اللطف من الله نعمة لكن في طبها نقمة أبادت الساحل وثروته وتركته كأمس الدابر، وهرب أخوه، لما سل سيف انتقام المحلة، إلى دار قنصل الأنقليز بسوسة، ووراءه عقارب السعايات ، وانتاشه القنصل وأجاره من ذلك العدوان، وطولب بعين من المال يدفعه معجلا، وتلونت الأقوال في ألقاب جوره، وهو السبب في خروجه من هذا القطر. وكان في أيام القانون تقدم رئيسا على ضبطية الحاضرة، فزانها وضبطها ورتب أسباب الأمن والراحة، فقصرت الأيدي العادية وأمنت الساحة، وكان تقدمه لهذه الرئاسة في شعبان سنة 1278 ثمان وسبعين ومائتين وألف (فيفري1862م) بإشارة الوزير المنصف أبي محمد خير الدين... وكانت ولايته من ألطاف الله بهذا القطر. وذلك أنه في فتنة الاثنين والسبعين والهرج الذي وقع في البلاد، وكانت سفن الفرانسيس يومئذ بحلق الوادي، وطلبوا النزول للبر للإعانة، ولم يوافقهم الباي، وقع من بعض الأوباش من سفلة العامة التي إذا اجتمعت ضرت وإذا افترقت نفعت، وفيهم جم غفير ممن له رغبة في فتنة تقع في البلاد لفائدة تخصه، وحرك بعض الصبيان لخطف شيء من ثياب بعض اليهود قرب باب البحر، فطار إليه الخبر وهو بالدريبة، فخرج في الحين راجلا ومعه غالب الضبطية إلى باب البحر، وتمكن ببعض الصبيان وأنفار من الذين انخرطوا في سلكهم وأتى بهم للدريبة وحكّم في أبشارهم الضرب بالعصي أمام الدريبة في شارع المارة، ليرى مبصر ويسمع واع. وبات تلك الليلة يدور في البلاد راجلا وملأ السجن من هؤلاء، ومنهم من أعاد له الضرب. وكان الضرب يومئذ محجورا، فكاتب الباي بأنني الآن أضرب بالعصا على خلاف القانون، ارتكابا لأخف الضررين، وأنا بين يديك غدا والآن. وأنجى الله هذه الحاضرة على يد هذا الشريف من نهب وسفك دماء، وسفن الفرانسيس بشاطئها ويعلم الله ما وراء ذلك. ومن الغد شكره كل ساكن في البلاد من أهلها ومن غيرهم، وشكره الباي ورجال دولته. ولو لم يكن له من المآثر إلا هذه لكفته في دينه ودنياه. ومع ذلك لزمه الهروب إلى دار قنصل الأنقليز ارتكابا لأخف الضررين. وسافر مع أخيه على يد القنصل إلى طرابلس ومنها إلى مصر واستقر بها. وكاتبه الباي وأمّنه، فرجع يقوده إيمان حب الوطن. واستعمله الباي على بنزرت فسار فيها بحزمه وإنصافه وما يحمد من أوصافه.

وكان يقرب إلى الأمية شغلته العلوم العسكرية عن إتقان الكتابة وتوابعها، ثم أنهكه ضعف البدن وشيخوخة السن وألجأه ذلك إلى الاستهفاء وقبل منه.
ولم يزل على مقامه واحترامه، وامتحن قبيل وفاته بقطع رجله لمرض أصابه، وخرج الأطباء يومئذ متعجبين من ثباته وصبره، قريبا من قطع رجل عروة بن الزبير. وكان شهما حازما، نقي العرض، بعيدا عن التصنع، نزيه النفس عن المطامع التي تدنس النفس والخطط والرئاسة، عالي الهمة يقدم أدنى مصلحة عمومية على أعظم مصلحة تخصه، ناهيك عن أخلاق علوية، ونفس عظامية عصامية، وهمة من المطامع برية.

ولم يزل على جميل حالاته، رافلا في جميل صفاته، إلى آخر ساعاته، وذلك في أشرف الربيعين من سنة 1289 تسع وثماني ومائتين وألف (ماي 1872م)، وعزم أخوه على حمل جسده الشريف إلى تربة آله ببلد مساكن، (http://www.tunisia-cafe.com/vb) فمنعه الباي خوفا على بدنه من التغيير بحر الصيف، وإكرام الميت الدفن. ودفن بالسلسلة كأمثاله، قابله الله بالرحمة والرضى.». المرجع: ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان، 8/177. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.



مدينة مساكن : بحث شامل عن مدينة مساكن

مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ


يتبــــــــع

FaReS_X2
03-18-2010, 01:35 PM
مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ






صور للمدينة


http://www.msaken.com/images%5C320605538_small.jpg http://www.msaken.com/images%5C320607243_small.jpg http://www.msaken.com/images%5C323592466_small.jpg http://www.msaken.com/images%5C327710163_small.jpg http://www.msaken.com/images%5Cslide%5C500308119.jpg http://www.msaken.com/images%5Cslide%5C500309926.jpg
http://www.msaken.com/images%5Cslide%5CIMG_1917.JPG

http://www.msaken.com/images%5Cslide%5CIMG_1918.JPG
http://www.msaken.com/images%5Cslide%5CIMG_1929.JPG
http://www.msaken.com/images%5Cslide%5CIMG_3520.JPG
http://www.msaken.com/images%5Cnassaj_msaken.jpg
صورة تمثل نساجا مستعملا المنسج التقليدي الذي يستعمل لنسح مختلف الملابس الصوفية مثل





مدينة مساكن : بحث شامل عن مدينة مساكن

مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ


يتبــــــــع

FaReS_X2
03-18-2010, 01:38 PM
مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ




· الموقع الجغرافي

تقع مدينة مساكن في منطقة الساحل التونسي أي بالوسط الشرقي بالبلاد التونسية وهي مركز معتمدية تابعة لولاية سوسة. ولا تبعد عن مدينة سوسة سوى 12 كلمترا جنوبا. تتكون تضاريس منطقة مساكن من سهول وربى منخفضة الارتفاع ملائمة للزراعة ولغراسة الأشجار وخاصة الزياتين ولتربية الماشية. والمناخ متوسطي معتدل وكميات الأمطار بين 250 و400مم وهي كافية لبعض زراعات الحبوب ونمو الأشجار المثمرة كالزياتين واللوز والمشمش وغيره. والمائدة المائية بالمنطقة قليلة الأهمية والآبار الموجودة عميقة ولا تتميز بالعذوبة الكاملة. وتتوسط مساكن شبكة من الطرقات البرية وتمر عبرها الطريق الرئيسية رقم واحد والطريق السيارة والسكة الحديدية وهي قريبة جدا من مطار المنستير وميناء سوسة. تعد مساكن حوالي 80ألف ساكن منهم 25 ألف يشتغلون بالخارج وخاصة بفرنسا.وتنقسم معتمدية مساكن إلى 10عمادات و لها قرى تابعة لها إداريا هي المسعدين وبني كلثوم والبرجين والموردين وبني ربيعة والفرادة.

· تاريخ المدينة:

يرجع تأسيس المدينة إلى العهد الحفصي ومن الأرجح أن يكون ذلك في القرن7للهجرة/13م فهي مدينة إسلامية ناشئة تضخمت في العصر الحديث. وكانت المدينة تحمل اسم مساكن الأشراف وصار اسمها مساكن فقط. أصول سكانها مختلف: +أولا الحسينيون: ويقولون إنهم من آل البيت وتحمل عائلاتهم الكبيرة شجرات نسب تبين أصولهم. وقدم هؤلاء الحسينيون من القيروان واستوطنوا مساكن وبنوا خمسة قصور يتوسطها الجامع المعروف بالجامع الوسطاني. +ثانيا: الوسالتية: وعددهم أقل من المجموعة الأولى وهم الذين أجلاهم علي باشا حاكم تونس في آخر القرن 18م إلى هذا المكان. واندمجوا سريعا مع السكان المحليين. +ثالثا: الكرامصة: وتاريخ قدومهم أسبق من قدوم الوسالتية وربما يعود إلى القرن 16م ومنهم من يقول إنهم من أصل أوروبي وتحديدا من مالطا وكان أجدادهم قد هربوا بدينهم إلى تونس واستقروا في ريف الوردانين ومن هذا الريف انتقلوا إلى مساكن. +رابعا: مجموعات مختلفة: وهي العائلات التي ترجع أصولها إلى مدن مختلفة كالجم وصفاقس والمكنين وجمال والقيروان وقرقنة(جزيرة) وجربة(جزيرة) أو العائلات التي ترجع إلى قبائل تونسية شهيرة كماجر والمثاليث ودريد وغيرها.

· التاريخ الثقافي للمدينة: تعرف المدينة بأنها مدينة المساجد والقرآن . ونجد فيها في الوقت الحاضر ما لا يقل عن خمسين مسجدا وجامعا كما نجد فيها عددا من الكتاتيب وجمعا من حفاظ القرآن. وظاهرة تحفيظ القرآن قديمة ومعروفة في الآفاق. وقد أكد تأسيس مدرسة الشيخ علي بن خليفة في آخر القرن 17م هذه الأهمية.

شيء آخر مهم بالمدينة هو وجود ما لايقل عن 50 مقرا للأولياء والصالحين كما توجد مزارات للمتصوف الشهير أبو الحسن الشاذلي.

· شخصيات المدينة:

· باباي، إبراهيم

1937/ 2003 هو إبراهيم بن عمر بن الحاج صالح باباي. المخرج السنمائي. أصيل مساكن، ولد بباجة سنة1937 لما كان أبوه قاضيا عليها وتربى فيها مدة قبل أن يتحول مع عائلته إلى تونس العاصمة ويستقر بها. تعلّم فنّ الإخراج السنمائي بالمهجر. أنتج عدّة أعمال سينمائية ويعتبر من روّاد العمل السنمائي التّونسي بإخراجه شريطين في أوائل السّبعينات، كما ساهم في القفزة السنمائية الواقعة في التّسعينات فأنتج شريطا آخر متميّزا. وأشرطته السنمائية الطويلة هي:

· وغدا، فيلم أخرجه سنة 1972، تناول فيه بجرأة مواضيع تهم الرّيف والنّزوح والأرض. والنّص للروائي التّونسي المعروف عبد القادر بن الشّيخ ويحمل عنوان" ونصيبي من الأفق".

· انتصار شعب، فيلم أخرجه سنة 1974، وتناول فيه مظاهر من الحركة الوطنية في الخمسينات.

· ليلة السّنوات العشر، فيلم أخرجه سنة 1990، وتناول فيه جانبا آخر من الحركة الوطنيّة في الخمسينات. والنّص للأديب التّونسي الكبير محمد صالح الجابري.

· أوديسة وقد تم عرضه لأول مرة في الدورة 39 من مهرجان قرطاج سنة2003.

توفي إبراهيم باباي في الثامن من شهر ديسمبر2003 بمدينة تونس ودفن بها ونعته وسائل الإعلام طويلا وبثت له التلفزه أحاديث تلفزية أجريت معه وأفلام قد أخرجها.

المراجع: منير الفلاح، «السنما التونسية من الألف إلى الياء»، مجلة الحياة الثقافية، عدد78، سنة1996، ص44. وفيما يتعلق فيلم وغدا خصصت الجرائد التّونسية العمل والصباح ولاكسيون ولابراس أحاديث متنوّعة عن هذا الفلم منذ 23 أفريل و8ماي1972، كما خصصت مجلة إيبلا مقالا حول هذا الفلم في عددها 35/129 بتاريخ 1سبتمبر1972، ص173-174. وجاء ذكره أيضا في مقال: Hennebelle Monique, La nouvelle vague du cinéma tunisien, Afrique littéraire et artistique, n.25, oct.1972,p68-72. ورويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· بن تركية، محمد

1880/1959 هو محمد بن محمد بن محمد الهاشمي بن تركية. رجل المسرح الشهير. ترجم له الأستاذ المنصف شرف الدّين ترجمة ضافية في كتابه المسمّى من روّاد المسرح التّونسي وأعلامه وعدّه من الأوائل الذين ساهموا في ظهور المسرح التّونسي. وهذه الترجمة هي التي نعتمدها بالأساس للتعريف به مع إضافات. "ولد محمد بن تركية بمساكن حوالي سنة 1880 [وتعلّم بها فدخل الكتّاب. ثم دخل المدرسة الابتدائية العربية الفرنسية التي بدأت تعلّم بمساكن منذ 1884]... توفي أبوه في عنفوان الشباب فكفلته وأخويه صالح ومحمود أمّه. انتقل إلى تونس لمواصلة الدّراسة منذ سنة1902 ونزل عند أقربائه بنهج سيدي علي عزوز. لكنه انقطع واشتغل في القنصلية الإيطالية مكلفا بالبريد والسواح وذوي الحاجة من الإيطاليين. وكانت مهمّته تتمثل في البحث عمن يستحق المساعدة من الإيطاليين. فكان يذهب كل يوم إربعاء إلى سيسيليا الصغرى (الحي الذي كان قرب الرصيف بتونس [وقد أزيل اليوم ليتحول إلى منطقة ترفيهية عصرية]). تمكن من الحصول على محل للسكنى بسيدي منصور وتعرّف على أرملة إيطالية تزوجها وأنجبت منه خمسة أبناء منهم المرحوم حميدة بن تركية الذي كان حارس مرمى الترجي الرياضي التّونسي الذي عوّض الحارس الممتاز المرحوم العروسي التسوري عندما انضم هذا الأخير في أوائل الأربعينات إلى فريق الشرطة لكرة القدم (الأولمبي التونسي). ثم تزوّج بعد وفاة زوجته الإيطالية أخت المرحوم البشير المتهنّي الصغرى. وللمرحوم محمد بن تركية أياد بيضاء على المسرح التّونسي، من ذلك أنّه عندما قرّر الجوق التّونسي المصري تقديم باكورة أعماله [في جوان 1909] وهي مسرحية «نديم أو صدق الإخاء» تأليف إسماعيل عاصم كان عليه أن يعدّ ملابس لهذه المسرحية فتمّ شراء القماش في المغازة الجزائرية ووقع تقسيط الثمن لمدّة عام. وقرّرت كمبيالات أمضاها محمد بن تركية والهادي الأرناؤوط العاملان بالقنصلية الإيطالية لأنّهما كانا موظفين لهما جراية قارة يمكن حجزها عند الاقتضاء. ثم وقع إيفاد أحد العناصر المصريّة (وهو أحمد عفيفي) إلى مصر لإحضار مطرب وممثل فكاهي وقرّر التونسيون الاكتتاب لجمع الأربعمائة فرنكا معلوم السفر إلى الاسكندرية وكان قد انضم إلى الجوق شاب تونسي آخر هو الحبيب المانع. وبقي جانب من المال في صندوق الجوق ورغم حاجة ابن تركية إلى المال فإنّه استمرّ يسدّد ما يحل أجله من كمبيالات من ماله الخاص مع زميله ولم يطالب بسحب رصيد الفواضل الموجود بصندوق الجوق. وكان يتولى طبع عناوين المشتركين في الصحف (الزّمان، الصّواب، ولسان الشّعب والزّهرة) بمنزله الكائن بنهج المفتي ليتحصل على دخل إضافي. ولم تكن هذه التّضحية الوحيدة من نوعها التي تحمّل محمد بن تركية (وغيره من الرواد) في سبيل المسرح بل كان لا يتردّد في معاضدة جميع المشاريع الثقافية والاجتماعية.". ونضيف على معلومات الأستاذ المنصف شرف الدّين أنّ محمد بن تركية كان من مؤسسي الجمعية التمثيلية " النّجمة" سنة 1908 والجمعيّة التمثيلية " الشهامة" سنة1910. توفي محمد بن تركية بتونس العاصمة ودفن بها يوم 21 أكتوبر 1959.

المراجع: المنصف شرف الدّين، من روّاد المسرح التّونسي، المكتبة العتيقة، تونس1997، ص29-30، ولنفس المؤلّف تاريخ المسرح التّونسي، تونس1972، ص17، بوذينة، مشاهير التونسيين، 468. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· بن حمودة، آمنة

.../1939؟ هي آمنة بنت أحمد بن حمودة، المعروفة بلَلاّ منَا بن حمودة. وتعرف بأنها من أولياء الله الصالحين. ذكرها تلاميذ المدرسة العسكرية بباردو في سجلهم الذي دونوه سنة 1856 وقالو إن بالبلدة "مقاما للفقيرة آمنة". عاشت في مطلع القرن العشرين واشتهرت بالصّلاح، وكان الناس يزورونها ويتبركون بها ويستفسرونها في قضاء شؤونهم كالزواج أو السّفر أو عند الرّغبة في التّداوي ويقدّمون إليها بعض المبالغ الزّهيدة التي لا تتسلمها مباشرة وإنّما توضع تحت الحصير الموجود في غرفتها. وكانت أجوبتها تأوّل إما خيرا أو شرّا. وقيل إنّها كانت من التّقاة كثيرة الصّلاة والصّوم. توفيت على الأرجح سنة1939 ودفنت في منزلها الموجود في منطقة التّوارة بمساكن، وبقي الناس يزورونها مدّة من الزّمن. ومقامها في الوقت الحاضر بسيط جدا ولم ألحظ تواصل تردد الناس على زيارتها.

المرجع: دفتر تلاميذ المدرسة العسكرية بباردو لسنة1856. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· بن خُليفة، علي

1669/1758 هو علي بن خُليفة الشريف الحُسيني. فقيه مربي ومؤسس مدرسة. ولد سنة 1080هـ/1669م بمساكن. وعاش في آخر عهد البايات المراديين وبداية عهد خلفهم البايات الحسينيّين. حفظ علي بن خُليفة القرآن الكريم وتلقّى مبادئ العربيّة والفقه بمسقط رأسه. وأقد أظهر من النّبوغ والاستعداد لطلب العلم ما حمل والده على التّفكير في إرساله إلى مدينة صفاقس ليواصل تعلّمه هناك على الشيخ علي النّوري الصفاقسي (ت.1107هـ/1706م). ورحل إلى صفاقس سنة خمس وتسعين وألف من الهجرة (1095هـ/1684م) وأقام عند شيخه أبي الحسن النّوري خمس سنوات أخذ عنه فيها جملة من العلوم منها النحو والفقه وأصول الدّين وأصول الفقه والحديث. فقد قرأ عليه من كتب النحو: الأجرومية والقطر والألفية. ومن كتب التّوحيد: كتب الشّيخ السّنوسي وجمع الجوامع لابن السّبكي. وأجازه بكتب كثيرة بعد أن وثق من فهمه لها وقدرته على إفهامها. ومن هذه الكتب صحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح الموطأ وكتاب الشفاء للقاضي عياض وكتاب الشمائل للترمذي وكتاب الأربعين النووية وتفسير البيضاوي وتفسير الجلالين المحلّي والسيوطي. وكتاب معالم التّنزيل للبغوي وكتاب ألفيّة السّيرة العراقية وكتاب تذكرة القرطبي. وكان الشّيخ علي بن خليفة معجبا أشدّ الإعجاب بأستاذه علي النّوري مخلصا له وقال عنه إنه: "أوّل مشايخي الشّيخ الفاضل المربّي النّاصح الجامع بين الشّريعة والحقيقة سيدي علي النّوري الصّفاقسي" (مقديش، نزهة الأنظار، 2/363). ولم يكتف علي بن خليفة بما تحصّل عليه من علوم في صفاقس بل ارتحل إلى مصر على رأس القرن الثاني عشر من الهجرة واجتمع في القاهرة بعلمائها وأخذ عنهم العلوم. فقد قرأ على الشيخ محمد بن عبد الله بن علي الخرشي البحيري ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني وإبراهيم الفيومي و إبراهيم الشبرخيتي الذي أجازه بخطه لصحيح البخاري ومسلم والمختصر. وجمع الشيخ علي بن خليفة بين الصّلاح ومعرفة علوم عصره وقال في شأنه المؤرّخ محمود مقديش بأنّه: "كان رجلا صالحا تقيّا عفيفا فقيها متكلّما محدّثا مفسّرا واعظا عارفا بعلوم العربيّة بأسرها". وعاد الشيخ علي بن خليفة من مصر إلى مسقط رأسه مساكن واقتدى بشيخه علي النّوري وأسس مدرسة عام أربع ومائة وألف هجريّة (1104هـ/1693م). وأصبحت المدرسة قبلة لطلبة العلم من مساكن ومن غيرها من المدن التونسية. ومن تلاميذ الشيخ علي بن خليفة ابنه الشيخ أحمد الذي تولّى الإشراف على مدرسته بعد وفاته وابن عمّه الشيخ أحمد الصغيّر رزق الله والمفتي محمد الهدّة السّوسي ومفتي تونس قاسم المحجوب (ت1776م)، وعبد الرّحمان بن علي الغنّوشي السّوسي، وشيخ زاوية أبي إسحاق الجبنياني حسين الحلواني، والقاضي أحمد بن اللطيف من القلعة الصّغرى، وعبد الرحمان الجبنياني الذي ولّي وزارة القلم في عهد حمودة باشا وإبراهيم البقلوطي وغيرهم. ولم يقتصر نشاط الشيخ على الإشراف على المدرسة بل أسهم إلى جانب ذلك في ميدان التّأليف فوضع قصائد طويلة حملت أفكاره وهي:

· الرّياض الخليفيّة أو النّونيّة، وموضوعها التّوحيد على مذهب أهل السنّة يقارب عدد أبياتها الخمسمائة. وقد فرغ من تأليفها في آخر جمادى الثانية 1131هـ/1719م. ووقع تداولها بالبلاد التونسيّة وخارجها. وتوجد منها نسخ بدار الكتب الوطنية بتونس رقم1/2996،4706 وفي المكتبة الأزهرية ضمن مجموع (3/222)، وبدار الكتب المصريّة.

وبلغت هذه النّونية من الذّيوع حدّا بعيدا ذلك أنّ الشيخ علي الدمنهوري المنصوري (ت.1192هـ/1778م) شرحها شرحا وافيا. ويسمّى الشرح المنح الوفيّة على الرّياض الخليفيّة. وتوجد منه نسخ بدار الكتب الوطنية بتونس رقم 4713، 7896 (عبدلية2199) ونسخة بدار الكتب المصريّة، رقم159 ،229 توحيد. واختصر الشيخ محمد بن الحاج حسين منصور الورداني هذا الشّرح بتاريخ 14 جمادى الثانية سنة 1360هـ/1941م.

· قضاء الحاجة، وهي منظومة لاميّة في آداب قضاء الحاجة. وتوجد منها نسختان بدار الكتب الوطنية بتونس مكتبة حسن حسني عبد الوهاب رقم3855 ورقم18838.

· التّوسّل بسور القرآن: وهي منظومة أخرى تضمّ أربعة وخمسين بيتا شعريّا كلّها أدعية يقرأها التلاميذ طالبين من الله أن يسهّل عليهم حفظ القرآن. وتوالى ذكر كل سور القرآن مرتّبة عبر كامل القصيدة مع اقتران ذكرها بالدّعاء.

ونظرا لارتفاع مكانته الدينية فقد عيّنه الباي شيخ (أي أمير) الرّكب إلى الحج بمقتضى أمر عليّ بتاريخ سنة ستّ وأربعين ومائة وألف 1146هـ/1733م. إلا أن امتناعه عن المشاركة في الفتنة الحسينية الباشية جعلت حسين باي يأمر بسجنه مدة من الزمن بالقيروان ثم أطلق سراحه. وبقي وجيها لدى السلطات واستطاع أن ينقذ أهالي بلدته من بطش يونس باي الذي بعثه أبوه علي باشا -المنتصر في الحرب الأهليّة- للتنكيل بمساكن التي لم تناصره في نزاعه مع حسين بن علي. وتوفّي الشيخ علي بن خليفة ليلة الأربعاء في 25جمادى الأولى سنة 1172هـ/1758م عن سنّ عالية وعمره أربعة وتسعون عاما ودفن بمدرسته في غرفة مجاورة للمسجد وقبره من المزارات المشهورة في بلده مساكن.

المراجع: محمد محفوظ، فهرسة الشيخ علي بن خليفة المساكني، دار الغرب الإسلامي، 1992. وحسين خوجة، ذيل بشائر أهل الإيمان بفتوحات آل عثمان، تحقيق وتقديم الطاهر المعموري، الدار العربية للكتاب، ليبيا تونس1975، ص140-141. ومخلوف،شجرة النّور الزكية، التّرجمة رقم1372، 1/347. ومحفوظ تراجم المؤلفين التّونسيين، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1982، الترجمة رقم164، 2/233-235. ومحمود مقديش نزهة الأنظار في عجائب التّواريخ والأمصار، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1988، 2/363 و374-376.وبوذينة مشاهير التّونسيين، الطبعة الثالثة (2001)، ص377. والبغدادي، هديّة العارفين، 1/765. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· بن خليفة، محي الدّين

1938/1984 هو محي الدين بن محمد بن خليفة. الأديب القصّاص. ولد بمساكن يوم 6جوان 1938. أبوه عدل إشهاد عرف بحيازته لمكتبته ضخمة. وتعلم محي الدين بمساكن وحاز ثقافة مزدوجة عربية وفرنسية بعدما دخل المدرسة العربية الفرنسية. ثم التحق بالمعهد الصادقي بتونس بين 1953 و1954 لكنه انقطع عن الدراسة بعد وفاة والده ولظروفه الصحية الوعرة.

استفاد من شغله كحافظ مكتبة بمساكن (1963-1978) فاطلع على الكتب ومحتوياتها، كما استفاد من بقائه بالمهجر مدة سنوات فنمى معارفه الثقافية. كانت له مشاركة بارزة في جميع الأنشطة على الصعيدين المحلي والجهوي خاصة الاجتماعية منها والثقافية والسياسية وواكب أهم التيارات وعرف مختلف الأوضاع. يُعد محي الدين بن خليفة من أبرز الأدباء المعاصرين التونسيين بما خلفه من قصص منها التي نُشر ومنها التي ما زالت مخطوطة. وأهم قصصه المنشورة هي الشجرة (1972) والرماد (1975)، وسوق الكلاب (1976) وأشباح السوق (جزآن 1979). أما أعماله غير المنشورة فمنها القيد، التابوت، الملاّح، الشجرة 2-3-4-5، المرمرية، الكنز المسحور...
وتصور هذه الكتب الحالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لمساكن أثناء فترة الستينات مما يجعل كتاباته تمثل مصدرا تاريخيا لقرية من قرى الساحل التونسي عاشت تحولات عقب حصول البلاد على الاستقلال. والمعتقد أن قصص محي الدين بن خليفة توفر مادة مميزة صالحة للانتاج المسرحي والسنمائي. توفي محي الدّين بن خليفة في شهر فيفري 1984 ودفن بمقبرة بمساكن.

المراجع: جان فونتان، فهرس تاريخي للمؤلفات التونسية، تعريب حمادي صمود. جريدة الصباح 14 نوفمبر1983. جريدة الصدى، 22 فيفري 1984. م.بوذينة، مشاهير التونسيين، 622. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· البوجي،الدهماني

.../1864 هو الدهماني بن محمد البوجي، القائد العسكري الثائر وأبرز زعماء 1864.ولد بمساكن وتربى بها والتحق بالجندية واستفاد من تكوين المدرسة العسكرية بباردو التي كونها أحمد باي. كانت رتبة مترجمنا رتبة شاوش أي أنه لم يرتق في سلم الرتب العسكرية، وقد يكون ذلك لدخوله الجندية بصفة متأخرة. ساهم بشكل بارز في حوادث 1864 ضد حكم البايات. وتزعم ما عرف بـ"كتلة مساكن" التي ساهمت بدور فعال في الأحداث، وضمت الكتلة مجموعة من القرى الساحلية تساندها القبائل المجاورة وقامت بعمليات كبيرة مناهضة للبايات كمحاصرة مدينة سوسة لمنع وصول الإمدادات إليها من الباي ومفاوضة القناصل الأجانب لسحب سفنهم الحربية من السواحل التونسية. وكان الدهماني يلقب بـ"رئيس الخيالة" ويعمل مع شخص ثائر آخر أصيل بنبلة هو أحمد بن الماشطة المشهور بولد الماشطة والذي يلقب نفسه في رسائله بـ"كبير المحلة". وانهزمت "كتلة مساكن" أمام المحلّة العسكرية التي كان يقودها أمير الأمراء أحمد زروق. وأعلن زروق بداية ضدّ أهل الساحل جميعا. وتعقب زعماء الحركة فاستسلم له زعماء مساكن يتقدمهم الدهماني البوجي كما تعقب باقي الزعماء مثل أحمد ولد الماشطة الذي اعتبر قائد الحركة بالساحل وتم إلقاء القبض عليه بسلقطة. وتمت إحالة الموقوفين على المحاكمة العسكرية السريعة. ووجهت لزعماء الحركة تهم الفساد والعصيان والحرابة وكله تؤدي إلى الحكم بالقتل. وصدرت أحكام سريعة بالإعدام فأعدم يوم 16 أكتوبر 1864 -على الأرجح- رميا بالرصاص كل من ولد الماشطة ومحمد بن حفصية من مساكن بينما شنق الدهماني البوجي على مدفع معلق بباب البحر حسب مذكرات أحد الضباط العسكريين الفرنسيين وهو الكومندان هانيزو(الذي وضع تاريخ إعدامه يوم 7أكتوبر). المصادر والمراجع: أحمد ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان، ووثائق الأرشيف الوطني بتونس، وكتاب ب.سلامة، ثورة بن غذاهم، تونس 1967، ومقال منصف التايب، النّخب والحرب، 83-113وقد ذكر فيها عددا كبيرا من الكتب والمقالات التي درست ثورة 1864 كما أحال إلى كم مهم من الوثائق الموجودة بالأرشيف الوطني وأحال إلى أرقام تسجيلها وإلى نتف مما جاء فيها. ومذكرات الكومندان هانيزو بـالكراسات التونسية رقم137 و138 لسنة 1986. و م.بوذينة، مشاهير التونسيين، 219، رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· حشيشة، عبد العزيز

1929/1996 هو عبد العزيز بن يوسف بن عمر حشيشة. معلّم بالمدارس الإبتدائية، وشاعر. أصل جدّه الأوّل من حاضرة مدينة صفاقس. قدِم بلدة مساكن وبها استقرّ فتعدّد أولاده وأحفاده. وُلد في 23جوان1929 بمساكن وبها تعلّم حيث تحصّل على الشهادة الإبتدائية في سبتمبر1945 من مدرسة بطحاء السوق. وانتقل إلى العاصمة تونس وهناك انضم إلى طلبة جامع الزيتونة المعمور فتحصّل على شهادة الأهليّة في ذي الحجة1367هـ/ أكتوبر 1948م. ثم على شهادة التحصيل في العلوم في شوال1371هـ/جويلية 1952م. انتسب إثر ذلك إلى مدرسة الحقوق التونسية بالجامع الأعظم لكنه انقطع وعاد إلى بلده فانخرط في سلك التعليم حيث باشر مهنة التّدريس بالتعليم الابتدائي منذ سنة1956 إلى سنة1987 بمدرسة 18جانفي1952 بمدينة سوسة. وكانت له دراية بالأدب وبفنّ الشعر وعُرف عنه نظمه للشعر العمودي منذ الخمسينات عهد دراسته بالجامع الأعظم وقد تنوّعت الأغراض التي عرض لها في شعره بتنوّع المناسبات التي شهدها. فتناول مواضيع تخص الوطنية ومسألة فلسطين والمرأة وتاريخ بلدة مساكن وغيرها. (http://www.tunisia-cafe.com/vb) توفي الشاعر عبد العزيز حشيشة يوم 19ماي 1996 بسوسة ودفن بمسقط رأسه مساكن.

المراجع: رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.






مدينة مساكن : بحث شامل عن مدينة مساكن

مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ


يتبــــــــع

FaReS_X2
03-18-2010, 01:42 PM
مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ








· حفصية، جليلة

1927- هي جليلة بنت حمدة حفصية. كاتبة صحفية وأديبة تكتب باللغة الفرنسية. أصيلة مساكن ولدت يوم 17 أكتوبر 1927 وأقامت بمدينة تونس طوال حياتها. لها مستوى التعليم الثانوي واشتغلت في عدة وظائف إدارية وثقافية منها توليها خطة مديرة ناديين ثقافيين بتونس يستقطبان المثقفين من كل الفئات وخاصة منهم الطلبة. وهما نادي الطاهر الحداد بوسط مدينة تونس و نادي سوفونسيبة بضاحية المرسى بتونس. تعتبر جليلة حفصية من رائدات الكتابة الصحفية النسائية. وقد نشرت مقالات باللغة الفرنسية في الجرائد التونسية ومنها خاصة جريدة لابراس La Presse.. وكانت من جيل مجموعة من النسوة المثقفات اللاتي كتبن في الصحافة التونسية مثل توحيدة بالشيخ وبشيرة بن مراد وفاطمة بن علي ودرة بوزيد ووحيدة بلحاج ونفيسة بن رجب. اعتبرت جليلة حفصية أول أديبة تونسية تنشر قصة باللغة الفرنسية وعنوانها (رماد في الفجر) ونذكرها لاحقا. وأهم إصدراتها الأدبية هي: Cendres a laube, 1975.- Visages et rencontres, Tunis1981. - -Soudain la vie, Tunis, Chama,1992.

المرجع: رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· خماجة، الشاذلي أنور

1925-1995 هو الشاذلي بن محمد خماجة. معروف بالشاذلي أنور. موسيقي وملحن. ولد بمساكن يوم5أفريل1925 وأخذه والده معه إلى تونس العاصمة التي يشتغل فيها ببيع الزهور فاستقر بتونس إلى آخر حياته. ترجم له الباحث محمد بوذينة صاحب كتاب مشاهير التونسييين قائلا: " الشاذلي أنور الموسيقي والملحن من رموز الأغنية التونسية. كان الشاذلي أنور قد ملأ الدنيا إبداعا وشغل الناس إمتاعا على مدى ثلاثين عاما من العطاء بكل سخاء من أجل دعم الموسيقى التونسية أصالة وإشعاعا. برز الشاذلي أنور في أول حياته الفنية كمطرب اكتشفه البشير الرصايصي صاحب أول استوديو تونسي لصناعة الاسطوانات وأطلق عليه لقب "أنور" [عوضا عن خماجة] بحكم تعاطيه مهنة آبائه في بيع الزهور إلى الجالية الأجنبية المقيمة بتونس. ثم دخل الرشيدية ليتخلى نهائيا عن مرحلة التقليد حيث كان يسجل بصوته أغاني محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش ثم يتولى البشير الرصايصي بيع هذه الاسطوانات. وبدأ الشاذلي أنور يبرز لا كمطرب بل كملحن مبدع مارس التلحين وخاض غمار إبداعه بالوصل بين المدرستين المشرقية والمغاربية. وفي الخمسينات أجرى الشاذلي أنور امتحان الدخول إلى الإذاعة وفاز في هذا الاختيار وألحق كمنشد في صلب المجموعة الصوتية لفرقة الإذاعة فملأ الوطاب بما لذ وطاب من المالوف الذي كان يلقنه الشيخ خميس الترنان، والموشحات الشرقية التي كان يلقنها عازف القانون المصري فهمي عوض. لكن الشاذلي أنور لمع نجمه كملحن مبدع وعازف بارع على العود فتعامل مع معظم الأصوات التونسية. وبرز أيضا في مجال الأغنية الوطنية حيث ستخلده تلك الملحمة الوطنية الرائعة "بني وطني" التي أبدع في تلحينها وهي من كلمات الشاعر عبد المجيد بن جدو [وغنتها الفنانة عُلية].". وخصص الباحث محمد بوذينة كتيبا للتعريف بالشاذلي أنور وجعله من مشاهير التونسيين والكتيب رقم 180 من السلسلة المخصصة لأعلام تونس. ومن خلال هذا الكتيب نعرف أن مترجمنا لحن ما لا يقل عن140 أغنية. توفي الشاذلي أنور يوم 27 مارس1995 ونعته وسائل الإعلام التونسية من صحافة وإذاعة وتلفزة. وتكريما له ولعطائه الفني الغزير رأت اللجنة الثقافية بمساكن أن تخصص له مهرجانا يحمل اسمه يتبارى فيه الفنانون من كامل البلاد التونسية ويفوز كل من يبدع في أداء أغنية من تلحينه بجائزة قيمة. وتم المهرجان الأول في أفريل 2002 وتتالت المهرجانات من بعده وحضرها كبار الفنانين بتونس.

المراجع: محمد بوذينة، مشاهير التونسيين، 251 وسلسلة مشاهير: الشاذلي أنور، رقم180. وعبد المجيد الساحلي، جريدة الصحافة، 30مارس1995. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· رزق الله، عبد المجيد

1923 / 2004 هو عبد المجيد بن العروسي رزق الله. الطبيب والمفكر ورجل السياسة. ولد بمساكن يوم 28 جانفي 1923 في عائلة ثرية ووجيهة حيث كان جدّه للأب الحاج أحمد رزق الله الصغير كاهية مساكن وهي نفس الخطة التي تولاها جده الأسبق الحاج أحمد الكبير. زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة "العربية الفرنسية" بمسقط رأسه، والثانوي بالمدرسة الصادقية بتونس العاصمة حيث كان من جملة أساتذته المرحوم علي البلهوان. وواصل تعليمه العالي بالجزائر العاصمة، ثم بباريس حيث التحق بكلية الطب إلى أن نال شهادة الدكتوراه في سنة 1951، وتخصص بعد ذلك في طب الأطفال. كان في العاصمة الفرنسية يحضر بكلية السربون بعض دروس التاريخ ويتتبع نشاط الأحزاب السياسية وخاصة منها نشاط الحزب الاشتراكي. وكان يحضر أيضا المؤتمرات السياسية الدولية وخاصة منها المؤتمرات المناوئة للاستعمار. التحق بالحزب الحر الدستوري التونسي منذ 1938 وساهم في جميع أطوار الحركة التحريرية السرية منها والعلنية. وواصل نشاطه السياسي بعد الإستقلال. كُلّف بمسؤوليات محلية ووطنية خلال فترة التعاضد بتونس التي تواصلت إلى أعقاب الستينات. وشغل في الستينات خطة مندوب الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري التونسي وكان نائب "مجلس الأمة" (أو مجلس النواب) عن مساكن في أربع دورات انتخابية. كما شارك في عدة مؤتمرات وطنية ودولية طبية وسياسية. ترأّس بلدية مساكن في دورات متعددة وكان وراء إنجاز تغييرات عمرانية كبيرة فيها. مارس مهنة طب الأطفال بسوسة وترأّس قسم الأطفال بمستشفى فرحات حشاد بسوسة مدة خمس وثلاثين سنة وكان يلقي بعض الدروس بكلية الطب خلال هذه الفترة، وساهم في تكوين العديد من الأطباء. وقد تميز عن غيره من الأطباء بكتابة الوصفة الطبية باللغة العربية مع الالتجاء أحيانا إلى وضع رسوم تبين طريقة استعمال الدواء. وكان يشجع على التداوي الطبيعي وخاصة منه الرضاع الطبيعي ويرفض مطلقا فكرة الرضاع الاصطناعي. إلى جانب نشاطه السياسي والمهني اختص الدكتور عبد المجيد رزق الله بإنتاجه الفكري الوفير. نشر عدة بحوث في في الجرائد والمجلات وشارك في الندوات الطبية والعلمية وأصدر عدة كتب في الطب والسياسة والحضارة باللغتين العربية والفرنسية. وتضمنت مؤلفاته أربعة كتب في الطب، وباقيها احتوت على أفكاره ورؤاه في الاشتراكية وفي كيفية رقي المجتمع وتنظيمه بالإضافة إلى إطلالة على قضية فلسطين... أولا: مؤلفاته الطبية:
Santé et médecine, problèmes actuels(1 Tunis 1994, 119p. « Essai » Eléments de sémiologie pédiatrique, Initiation à la pédiatrie, Sfax, (2Tunisie, s.d. , 136p.
( وهو موجه إلى الطلبة حيث كان المؤلف رئيس قسم الأطفال بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة) 3) تنظيم النسل، الشركة القومية للنشر والتوزيع، تونس 1963. 160 صفحة. 4) طفلك في سنواته الأولى. ثانيا: مؤلفاته غير الطبية: 5) عشرة أيام بين موسكو وطشقند، مكتبة النجاح للطباعة والنشر والتوزيع، تونس، د.ت.، 120صفحة. (وهي تقييدات رحلة قام بها المؤلف سنة 1963 إلى الاتحاد السوفياتي ضمن الوفد البرلماني التونسي). 6) نظرات في اشتراكيتنا، الشركة القومية للنشر والتوزيع، تونس 1963. 218 صفحة. 7) في سبيل مجتمع جديد ومستقبل أفضل، مطابع دار المعارف، سوسة، تونس، مارس 1987. 185 صفحة. ( جمّع فيه المقالات الصحفية التي نشرها بمجلة "الفكر" وجريدة "العمل" في الستينات والثمانينات).

8) أيّ ديموقراطية، أيّ مجتمع، مؤسسة سعيدان، سوسة، مارس 1990. 102 صفحة.
9) طريق العودة أو قضية فلسطين بين الأمس واليوم، منشورات الطيب قاسم، سوسة 1964، والطبعة الثانية في التسعينات دون تاريخ محدّد. آثر الدّكتور عبد المجيد رزق الله السّكنى والاستقرار بمدينة سوسة في آخر حياته إلى أن توفي في 8أوت2004 ودفن في مساكن. وحضر جمع غفير جنازته يتقدمهم رجال السياسة بتونس وجمع من الأقارب والجيران والأصحاب من بلدته ومن خارجها. المرجع: رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· رُوِيس، محمد الطاهر

1928 /2005 حياته: هو محمد الطاهر بن بلقاسم بن محمد رُوِيس. الأستاذ والإمام الخطيب و والمؤرخ. ولد في غرّة محرّم 1347هـ/20جوان1928م ببلدة مساكن من منطقة الساحل بالبلاد التونسية. نشأ في أسرة محافظة محبة للعلم. توفي والده وهو في سن الثامنة فكفلته أمه وأشرفت على تعليمه حتى أتمه. وكان والده عدل إشهاد امتلك مكتبة متميزة في وقته. بدأ التعليم بمسقط رأسه ودخل الكتاب وتعلم القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية ثم دخل المدرسة الابتدائية العربية الفرنسية وأحرز الشهادة الابتدائية. ثم انتقل إلى الفرع الزيتوني بسوسة وتحصل على شهادة الأهلية بملاحظة حسن سنة1947. وواصل دراسته بجامع الزيتونة بتونس إلى أن تحصل على شهادة التحصيل في العلوم بملاحظة حسن سنة1950. ومن الأساتذة الذين تتلمذ عليهم في جامع الزيتونة الشيوخ محمد الفاضل بن عاشور ومحمد بوشربية والطاهر القصار وأحمد بن ميلاد ومحمد الحبيب بلخوجة والطيب التليلي ومحمد لخوة وعلي بن مراد ومصطفى المؤدب ومصطفى بن جعفر ومحمد العروسي المطوي وعبد الوهاب الكرارطي ومحمد التارزي ومحمد مطيبع ومحمد النابلي ومحمد السويسي ومحمد الشاذلي النّيفر ومحمد النيفر. وكان شديد الإعجاب برجل العلم والإصلاح الشيخ محمد الفاضل بن عاشور(1909-1970) الذي أشرف بوصفه رئيس الجمعية الخلدونية على تنظيم محاضرات بصفة منتظمة في قاعة مكتبة الجمعية. وكان مترجمنا يحضر هذه المحاضرات باستمرار طوال أربع سنوات قضاها بالعاصمة. وتناول المحاضرون موضوعات تتعلق بالتاريخ الإسلامي وبالحضارة العربية الإسلامية وعرضوا أفكارا إصلاحية منها تجديد التعليم الزيتوني وتغيير طرق التدريس وأساليب تأليف الكتب. وهي الأفكار التي وجدت صدى في فكر صاحب هذه الترجمة. ومن الأساتذة المحاضرين في الخلدونية رئيس الجمعية المذكور والشيوخ محمد الحبيب بلخوجة ومحمد العروسي المطوي ومحمد الصالح المهيدي ومحي الدين القليبي. اشتغل بالتعليم منذ 24سبتمبر1951 لما نجح بتفوّق في مناظرة المعلّمين، وباشر مهنة التدريس بالمدارس الابتدائية بصفة معلّم عربية. ثم تحوّل بداية من السنة الدراسية1967-1968 إلى المعاهد الثانوية لتدريس اللغة العربية وارتقى إلى رتبة أستاذ تعليم ثانوي وبقي في عمله إلى سنة1982. وجمع خلال هذه المدة بين عمله في التعليم وعدة نشاطات اجتماعية. فتولى الخطابة والإمامة بجامع ببلده مدة طويلة من فيفري1961 إلى أفريل1989. وزاد نشاطه في الميدان الديني لما عينته إدارة الشؤون الدينية بالوزارة الأولى أستاذا متفرغا للشؤون الدينية ببلده من سنة 1982 إلى سنة1987. و كان خلال هذه الفترة يلقي الخطب والدروس والمحاضرات بفصاحة واقتدار. كما كان يعتني بدراسة كتب التفسير والسيرة النبوية والفقه مما كون لديه زادا معرفيا متميزا أهله للتأليف فيما بعد. هذا وقد حمل الشيخ محمد الطاهر رويس حسا وطنيا متميزا وواكب نضال تونس من أجل الاستقلال ثم ساهم في بناء البلاد بعد استقلالها وانخرط في العمل الجمعياتي ووظف طاقاته للصالح العام. فكان ضمن المجالس البلدية لبلدته في عدة دورات ونشط ضمن اللجنة الثقافية المحلية. وأسس وترأس محليا جمعية المحافظة على القرآن الكريم وترأس جمعية التضامن الاجتماعي. ولما أحيل على التقاعد المبكّر ابتداء من غرّة أكتوبر 1987 انصرف إلى التّأليف، وقام بتجميع الجذاذات التي كان يكتبها أثناء نشاطاته الفكرية وأثراها بالرجوع إلى المصادر والمراجع وصارت أعماله مؤلفات. مؤلّفاته: ألف الشيخ محمد الطاهر رويس في الدين فكتب في الفقه والدعاء والمواعظ، كما ألف في التاريخ فدون سيرة لنفسه ولتاريخ التعليم الزيتوني في وقته وأرّخ لبلدته ولرجالها. ويمكن تقسيم إنتاجه إلى قسمين أولهما مطبوع ومنشور وثانيهما مخطوط وهو إما في شكل مقالات أو في شكل كتب.

· الأعمال المطبوعة:

- «تعليم الجغرافيا بالمدرسة الابتدائية»، مقال نشرته مجلة النشرة التربوية، العدد18، مارس1962، تونس، من صفحة 53إلى57. وهو أوّل عمل مطبوع ومنشور أبدى فيه رأيه في تطور التعليم عامة وتعليم الجغرافيا خاصة. - «الدّعوة إلى الخير»، مقال في كتاب على منابر الجمعة في الدّين والمجتمع، نشر مجلّة الهداية، وإشراف الإدارة العامة للشؤون الدّينية بتونس سنة1985، من صفحة 74إلى81. - «الشّورى» مقال بنفس الكتاب المذكور على منابر الجمعة، من صفحة157إلى 163. - الفقه الواضح في أحكام الطهارة والصلاة، طبع دار المعارف للطباعة والنّشر، سوسة، تونس1990. (256صفحة). وطبع ثانية بنفس الدار سنة2005. - الفقه الواضح في مناسك الحج والعمرة وآداب الزّيارة، ومعه في الكتاب نفسه الأدعية المختارة في الحج والعمرة والزّيارة، دار المعارف للطباعة والنّشر، سوسة، تونس2001. (223صفحة).

· الأعمال المخطوطة:

- الفقه الواضح في أحكام الزّكاة. (تحت الطبع). - الفقه الواضح في أحكام الصيام. - خطب منبريّة مختارة: وعددها أربعون ومائتا خطبة منظمة حسب مناسبات إلقائها وكلها نصوص من القرآن والحديث واجتهادات العلماء وأقوالهم. وقد تمّ انتقاؤها من جملة ستّمائة خطبة كتبها بخطه أثناء قيامه بالخطابة والإمامة بالجامع. - الفتاوى المختارة: وهو كتاب يتضمن أجوبة عن تساؤلات الناس في إشكاليات اعترضتهم في دينهم ودنياهم. وتناولت مواضيع الصلاة والزكاة والحج ومواضيع الطلاق والميراث والرضاعة وغيرها. وكان يُنهي كل فتوى بذكر أسماء المراجع التي اعتمدها و يضع أحيانا جواب مفتي الديار التونسية في المسألة إذا وقع اللجوء إليه عند صعوبة الوصول إلى الحكم الشرعي المناسب. -محبّة رسول الله. وهي مقال مطول في دواعي حب الرسول صلى الله عليه وسلم وفي علامات حبه، وفي تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بتونس وفي طرق الاحتفال به. - المختار الميسّر من الدعاء والذكر. وهو كتاب يتكون من أدعية وأذكار جمعها مؤلّفها من القرآن الكريم والسّنة النبوية ومن أقوال عدد من العلماء. ورتّبها حسب المناسبات التي تُقال فيها. ودوّن تاريخ الانتهاء من كتابتها بالتاسع من شهر ذي الحجة1425/19جانفي2005 أي شهر واحد قبيل وفاته. - ذكريات حياتي: وهو كتاب مطول دون فيه ذكرياته التي بدأ كتابتها في تاريخ 5شوال1415هـ/7مارس1995 وانتهى من كتابتها في تاريخ 10محرّم الحرام 1417هـ/28ماي 1996م. وتطرّق فيها بالأساس إلى ظروف نشأته ومراحل تعليمه في المدرسة الابتدائية وفي الفرع الزيتوني وفي جامع الزّيتونة المعمور. وترجم لأبرز معلّميه وأساتذته الذين أخذ عنهم العلوم في كلّ مراحل حياته، فذكر أصولهم ومعارفهم ووصف لباسهم وأخلاقهم وعلاقاتهم ببعضهم البعض. كما تطرّق إلى برامج التعليم وكيفيّة تقويم نتائج التّلاميذ وتدرُّج نجاحهم. وضمّن مذكراته البحث الذي قدمه في آخر مدة التربص بمدارس الترشيح سنة 1952 وعنوانه التعليم الزيتوني والتربية العقلية بإشراف الأستاذ أحمد بن ميلاد واقترح فيه مزيد العناية بالعلوم العقلية إلى جانب العلوم النقلية. وتعتبر ذكرياته مرجعا مهما حول التعليم الزيتوني في تونس في وقته وقد استخرج منه نجله المختص في التاريخ الدكتور منير رويس كتاب ذكريات طالب زيتوني وقدم له ونسخه وهي في طريق النشر. - نُبذة من تاريخ "مساكن". وهو كتيّب في التاريخ المحلي لخص فيها تاريخ البلدة التي نشأ فيها طول حياته كما ترجم لأعلامها بإيجاز. اشتهر الشيخ محمد الطاهر رويس بالاستقامة والصلاح وحب العلم وخدمة الغير وبقي كذلك طوال حياته إلى أن لقي الله في يوم الاثنين 12محرم1426/21فيفري2005 ودفن بمسقط رأسه وشيّعه جمع غفير من الناس ووقع تأبينه ورثاه الشعراء.

المراجع: رويس، محمد الطاهر، ذكريات من حياتي، (مخطوط). والتّرجمة الذاتية التي أوردها بكتاب الفقه الواضح في أحكام الحج، ص223. ومجلة الآداب العربية، تونس2/2003، عدد192.البدوي، محمد، تراجم المؤلفين والمبدعين في ولاية سوسة، 1/271-273. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· الشطي، الحبيب

1916 / 1991 هو الحبيب بن الحاج خليفة الشطي. مناضل ورجل سياسة. ولد بمساكن يوم 9 أوت 1916. زاول تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه مساكن وفي مرحلة ثانية بالمدرسة الصادقية بتونس العاصمة. دخل الميدان الصحفي سنة1937 وكتب بجريدة الزهرة ثم تولى رئاسة تحرير جريدة الصباح اليومية منذ نشأتها سنة1951. ساهم في النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي واعتقل سنة1952 و1955. تولى إدارة ديوان رئيس الوزراء الطاهر بن عمار. واختير في عام 1955 مديرا للإعلام في أول وزارة تونسية تكونت بعد الاستقلال الداخلي. ومن سنة1958 إلى سنة1972 تولى مهام سفير للبلاد التونسية في عدة دول. ثم تولى في بداية السبعينات إدارة ديوان رئيس الدولة الحبيب بورقيبة. وفي14 جانفي سنة 1974 عُيّن وزيرا للخارجية التونسية وبقي في منصبه إلى 24جانفي سنة1977. ثم انتخب بالإجماع أمينا عاما لمنظمة المؤتمر الإسلامي –ومقرّها جدّة بالمملكة العربية السعودية- منذ أكتوبر 1979 إلى سنة1984. ومن نشاطه عقد مؤتمري قمّة أوّلهما بمكة المكرمة سنة1981 وثانيهما بالدار البيضاء سنة 1984. كما عقد ما لايقلّ عن عشرة مؤتمرات لوزراء الخارجية. وبعث أثناء فترته عدّة مؤسسات متخصصة في الميادين السياسية والإقتصادية والثقافية والعلمية. والمشهور عنه أيضا خلال توليه أمانة المؤتمر الإسلامي محاولاته الصلحية بين العراق وإيران في بداية الحرب التي دارت بينهما، واشتهرت أحاديثه مع الإمام الخميني (زعيم الثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه إمبراطور إيران). كما تولّى منذ 1984 رئاسة جمعية الإسلام والغرب ومقرها باريس. ساهم الحبيب الشطي في النهضة الثقافية بالبلاد التونسية، وزيادة على نشاطه الصحفي فقد اشترك في ترجمة كتاب افريقيا تسير للمؤرخ الفرنسي شارل أندري جوليان. وأصدر كتابا جمع فيه مختلف خطبه التي ألقاها وهو رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي وأطلق عليه عنوان الأمّة الإسلامية في مواجهة تحدّيات العصر-خطب وكلمات-، نشر الشركة السعودية للأبحاث والتسويق، جدّة. وفي آخر حياته كتب مذكّرات شخصيّة حدّثني أحد أقاربه عن محتواها. فقد كتب عن تجاربه الوطنيّة والعالميّة، وسمّى الجزء الأول منها "من مساكن إلى جربة". ومما جاء في مذكّراته رؤيته إلى الوَحدة مع ليبيا وخاصّة أنّه كان طرفا فاعلا –إلى جانب الوزير الأول الهادي نويرة- في إيقاف المعاهدة المبرمة بين الرئيسين الحبيب بورقيبة ومعمر القذافي الوحدويّة بجربة المؤرخة بـ12جانفي1974. ومنها أيضا حديثه عن تجربته الصّلحية بين إيران والعراق... ولا شك أنّ طبع هذه المذكّرات مفيد جدّ نظرا لخبراته وتجاربه في الميدان السياسي داخليا وخارجيا. أمّا نشاطه المحلّي فيتمثل في تولّي رئاسة مجلس بلدية مساكن بين 1975و1980. توفّي الحبيب الشطي يوم الأربعاء 6 مارس1991 بمستشفى لابيتيي سالباتريار بباريس إثر عملية جراحية على القلب المفتوح. وأعيد جثمانه إلى تونس ودفن بمقبرة سيدي عبد العزيز بالمرسى.

المراجع: الترجمة الواردة في كتابه الأمّة الإسلاميّة في مواجهة تحدّيات العصر، وعدّة مقالات بجريدة الصباح، وبوذينة، مشاهير التونسيين، 166-167، وفي مواضع متعدّدة من كتاب الطاهر بلخوجة، الحبيب بورقيبة، سيرة زعيم، تونس، دون تاريخ. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· الشطي، محمد الصّادق

1894/1945 هو محمد الصادق بن محمد بن محمد الشطي. الفقيه الفرضي والأستاذ بجامع الزّيتونة بتونس. ترجم له أكثر من واحد ومنهم الباحث محمد محفوظ الذي أورد له في كتابه تراجم المؤلفين ترجمة ضافية، نقلها بدوره من مقدمة الطبعة الثانية لكتاب لباب الفرائض بقلم الكاتب الصحفي تلميذ المترجم الشيخ المرحوم محمد المنصف المنستيري في سبع صفحات، وأهم ما جاء فيها ما يلي مع إضافات: ولد بمساكن بلدة الأشراف (سنة 1312هـ/1894م) واستظهر القرآن وتلقى مبادئ العلوم العربية والشرعية والفرائض والحساب، وحفظ كثيرا من المتون على المؤدّب في الكتّاب الذي لبث فيه ثماني سنوات، وفي هذا الطّور أبدى عناية خاصة ونجابة ملحوظة في دراسة الحساب والفرائض على خلاف المألوف في مثل سنّه. بلغ في الحساب إلى إتقان الكسور العشريّة وتمرّن تمرينا طيبا على العمل بالفرائض. ولمّا بلغ سنّ الرابعة عشرة التحق بجامع الزيتونة في سنة 1325/1907 وأخذ عن أعلامه كمحمد الطاهر بن عاشور ومحمد العزيز جعيط وبلحسن النجار وصالح المالقي ومحمد الخضر حسين ومحمد رضوان ومحمد بن يوسف ومحمد النخلي ومحمد جعيط ومحمد الصادق النيفر وصالح الهواري وعثمان المكي التوزري وعلي الشنوفي وسعيد بن فطوش السطيفي وغيرهم. وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع في سنة 1331/1912، وبعد ذلك درّس بجامع الزيتونة بصفته متطوعا مع متابعة دروس التعليم العالي، ثم شارك في مناظرة التّدريس من الطبقة الثالثة، فكان النجاح حليفه. وفي سنة 1340/1921 نجح في مناظرة التدريس من الطبقة الثانية، وفي سنة 1342/1932 نجح في مناظرة التّدريس من الطبقة الأولى بعد وفاة شيخه –المصلح- محمد النخلي. قرن الشيخ محمد الصادق بين التّدريس والتّأليف. وكتب في علم الفرائض الذي برع فيه وفي علوم التّربية وفي الفقه ومؤلّفاته هي: - لباب الفرائض وجمع فيه بين الفقه والحساب والعمل، وألحق به من الجداول والتمارين ما يعين الطالب ويوضح له الموضوع تمام الوضوح، كان مقررا تدريسه على طلبة المرحلة الثانوية من التعليم الزيتوني. طبع للمرة الأولى بتونس سنة1353/1934، وطبع مرة ثانية بمطبعة الإرادة سنة1370/1951، وبمطبعة المعارف بسوسة، وبدار الغرب الإسلامي ببيروت لبنان سنة1988. - الغرّة في شرح فقه الدّرّة وهو شرح على قسم الفرائض من منظومة الدرة البيضاء للشيخ عبد الرحمان الأخضري الجزائري، وجعل لها خاتمة في تصحيح الفرائض بأسلوب سهل، وكان مقرّرا تدريسه على طلبة السّنة الرّابعة من تعليم المرحلى الإبتدائية الزيتونية، وطُبع بتونس سنة1355هـ. - روح التّربية والتّعليم، وقد كُلّف بتدريس هذه المادة في وقت كانت المؤلفات فيه قليلة باللغة العربية وهي على قلتها يعز ورودها إلى تونس، فرجع إلى ما كتبه الأقدمون في ثنايا مؤلّفاتهم مما له صلة بهذه المادة ومستفيدا من تجاربه في التدريس مدة تفوق الثلاثين عاما. وقد طُبع هذا الكتاب بتونس دون ذكر تاريخ ويبدو أنّه سنة1363هـ/1944م. - تهذيب وتحرير إيضاح السالك في قواعد الإمام مالك للونشريسي صاحب المعيار. طغى عليه المرض في السنوات الأخيرة من عمره إلى أن أودى بحياته في 21ربيع الثاني 1364هـ/4أفريل1945م ودُفن بتونس.

المراجع: الزركلي، الأعلام، 6/162، محمد الصالح المهيدي، في مجلة الثريا بتونس ربيع الآخر 1364م، محفوظ، تراجم المؤلفين التونسيين، رقم292، 3/196-197، بوذينة، مشاهير التونسيين، 525، محمود شمام ومحمد العزيز الساحلي، شيوخ الزيتونة في القرن الرابع عشر الهجري، تونس1421/2000، والترجمة كتبها محمد العزيز الساحلي بين ص45وص50. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· العذاري، مَحمد

1796/1865 هو مَحمد بن الحاج علي بن الحاج حسين العذاري. فقيه زاهد وإمام خطيب. ولد بمساكن ونشأ بها وتعلم في مساجدها وقرأ على شيوخها ومنهم الشيخ أحمد بن الصغير الذي انتفع به وقام مقامه في التدريس. برع في الكتابة ونسخ الكتب وقد اطلعت على نسخة من مختصر خليل مكتوبة بيده يقول إنها إنّها كتبها لنفسه وتاريخ نسخ الجزء الثاني من الكتاب هو آخر شهر شوال لسنة1222هـ أي ما يوافق 1807م، أي أنّ عمره آنذاك كان اثنتين وثلاثين سنة. ونظرا لمكانته العلمية فقد اختاره أهل بلده في خطة إمامة الجامع الكبير خلفا للشيخ محمد بن عبد الكريم الذي تنازل لفائدته عن خطة الخطابة. وواصل مهمة الخطابة في الجامع الكبير إلى أن توفي وخلف ابنه محمد في نفس الخطة. وإلى جانب الخطابة كان الشيخ العذاري يدرّس بالجامع الأوسط ويلقي الدروس في الحديث والفقه، وكان يُعرف بحبه لتدريس كتاب مختصر البخاري، وكتاب رسالة ابن أبي زيد القيرواني في الفقه. اشتهر الشيخ العذاري بالصلاح والزهد حتى اعتقد الناس في بركته. إلا أنه لم يتمكن من منع مشاركة عدد من أهل مساكن في الثورة ضد الباي عام 1864 رغم وعظه للثائرين وتحذيرهم من أخطار الفتن وويلاتها. ونقل المؤرخ ابن أبي الضياف في كتابه إتحاف أهل الزمان في الجزء الثامن قول الثائرين الرافضين لوساطته: «لو يأتينا نبي ما نقبله». وقالوا أيضا لما أتاهم الشيخ عبد الوارث المدني يعظهم ويحذرهم من الثورة: «ما بال هؤلاء يرسلون إلينا في البباصين وفي بلدنا بباص يبكي كل يوم في الجامع». توفي الشيخ العذاري يوم 3 رمضان 1281هـ/1865م بمساكن وقد أخطأ ابن أبي الضياف في تحديد الوفاة بسنة 1282للهجرة. ودفن في مقبرة جنوب المدينة صارت تُعرف به إلى الوقت الحاضر. وواصل الناس الاعتقاد في بركته فبنوا قبة على قبره وكثفوا من زياراته خاصة في المواسم الدينية.

المراجع: ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان، 8/140، محمد مخلوف، شجرة النور الزكية، ص391. محمد محفوظ، تراجم المؤلفين التونسيين، 5/245. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.

· القزاح، محمد

1822- 1905 هو محمد بن علي بن عمر بن أحمد بن حسن القزاح. الفقيه الزاهد المعروف بالشيخ القزاح. وتختلف المصادر في ذكر اسمه والصحيح ما أثبتّ. ولا بدّ من تصحيح ما ذكره ابن أبي الضّياف في إتحافه من أنّه أبو عبد الله محمد ابن الشيخ محمد القزاح. ولد بمساكن سنة 1238هـ/1822م في عائلة متعلّمة إذ يلقّب جدّه علي بالفقيه، وأبوه عمر بالقارئ. تعلّم بمساكن وقرأ على الشيخ محمد -الذي ترجمت له في هذا الكتاب- وسلك منهجه في الزهد والصلاح. برع في الفقه والنحو وبقي يدرّس كتاب مختصر خليل في الفقه بالجامع الأوسط، ويقال إنه كان يحفظه رغم ضخامته مما يدل على قدرة فائقة في الحفظ والفهم. وكان يدعو الله أن يعينه على حفظ هذا الكتاب وعبّر عن ذلك في الأبيات التالية من قصيدته: تفضّل على المحجوب بالكشف للغطا على قلبه حتى يلذّ بذوقتـي فذا العلم مقر وما بثمرته التــي تكون دواه من ذنوب عظيمة خصوصا بعلم الفقه في الدّين كلـه فيا فرحتي إن جاد لي ببغيتي خصوصا بتأليف الإمام الذي بـدا لنا نفعه شرقا وغربا ببثّتـي عنيت به محبوبي وهو خليلهــم فيا حسن ما خلّ وزائد فرحتي تكرّم عليّ يا إلهي بجمعــــه حفظا وفهما واتّباعا وخدمتي وقيل إنّ الشيخ محمد القزاح ختم تدريس كتاب مختصر خليل أربع مرّات في حياته، وتوفّي أثناء تدريسه له في المرّة الخامسة. فأتمّه تلميذه الأكبر محمد بللونة. كما كان الشيخ محمد القزاح يدرّس كتاب السنوسية في التّوحيد ولمّا جلب له تلميذه محمد بللونة كتاب الجوهرة وأعجب به، صار يلقي دروس التّوحيد منه. وقيل إنّه أتمّه ستّ مرّات.

فاقت شهرة الشيخ محمد القزاح مدينة مساكن لتعمّ كامل منطقة الساحل حيث كان يأتيه الناس يستفتونه في المسائل التي تعترضهم في حياتهم. وأورد الشيخ محمد مخلوف في كتابه القيم شجرة النور الزكية معلومة تدل على مكانة الشيخ القزاح في نفوس أهل الساحل. ووجدنا المعلومة في الترجمة المخصصة للشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي زيد المنستيري الفقيه العالم الصالح الذي كان يقوم بشؤون القصر بالمنستير. وقال الشيخ مخلوف: "توفي (الشيخ المنستيري) سنة 869هـ/1464م ودفن بمقبرة المنستير قريبا من شاطئ البحر عليه بناء حفيل. ولما خشي عليه من البحر نقل لموضع آخر بالمقبرة وبني عليه بناء حفيل. أما البناء الأول فأخذه البحر بعد النقل ولم يبق له أثر. وكان الذي تولى نقله هو الشيخ الصالح محمد القزاح المساكني سنة 1310هـ/1892م.".
خلّف الشيخ القزاح آثارا مكتوبة لا زالت لم تطبع ذكرها محمد بوذينة في مشاهير التونسيين وهي كتاب كبير نظم فيه أغلب المسائل الفقهية. وشرح فرائض الدرة البيضاء للشيخ عبد الرحمان الأخضري الجزائري. وكنّش دوّن فيه رحلته إلى الحج. كما أنّي عثرت له على نسخة من قصيدة شعرية مخطوطة تداولها تلاميذه من بعده وهي قصيدة في التوحيد والزهد تعدّ حوالي مائة بيت شعري، وسأوردها كاملة في آخر الكتاب ومطلعها التّالي: حمدت الذي من قال أدعوني أستجب أنا الرّب فعّال لما في مشيئتــي حمدت الذي من في السماء بقهـره على كل خلق في الوجود وسطوتي حمدت الذي من هو في المُلك واحد ومن فضله قد عمّ أهل البسيطـة وصلّيت يا ربّ على خير من مشى وأفضل مبعوث إلى خير أمّـــة فنسألك اللهم علما وحكمــــة وحفظا وتوفيقا لما فيه طاعـــة ونطلب منك اللطف والعفو في الذي قضيت علينا ليس للعبد حيلتــي وقد نظّم قصيدة في علم النّحو وجعل منها أبياتا فيما تبدأ به الجملة العربيّة وقال فيها: ملازم صدر الكلام يا فـتى لام ابتداء ثم شرط قد أتـى ما في التّعجّب والاستفهام مَن مضافا للذي له الصدر اعلمن كذاك كم بشرط كونها خبر موصولنا يكون مقرون الخَبر بالبا وزد لها ضمير الشـان ثمانية تمّت بلا نقصـــان وكان الشيخ القزاح قد وضع منظومة أخرى في الفقه نذكر منها الأبيات التّالية: مستحسنات مالك وهي أربع من غير سبق أحد بها فعُوا أولها الشفعة في الثمــــار ثانيها في البناء والأشجار إن حبست أرضهما، قل وكذا معارة أيضا قلهم وخـذا ثالثها القصاص في النّفس تلي بشاهد مع يمين تقتــل رابعها أنملة الإبهـــــام قل فيها خمس إبل سيـام فهذه مستحسنات للإمــام والله يختم للجميع بالإسلام كما أنّ الشيخ القزاح وضع منظومة شعريّة يتوسل بها إلى الله عزّ وجلّ لإصلاح ولده (عبد القادر). وقد نقل والدي هذه القصيدة من كنّش مخطوط بخط المرحوم محمد الزبيدي الذي نترجم له أيضا في هذا الكتاب. وأذكر بيتين من هذه المنظومة وهما البيت الأول والحادي عشر، وإنّني سأوردها كاملة في ترجمة ابنه الشيخ عبد القادر القزاح. سألتك يا الله يا فرد يا صَمــد تمنُّ على عبد فقير بما قصــد وبالعرش والكرسيّ وما ثمّ من ملَك وبالنّور والفرقان أصلح لنا الولد وترك الشيخ محمد القزاح العديد من التّلاميذ منهم الشيخ محمد بللونة المتضلع في علوم التوحيد والحديث والنحو والصرف، والشيخ علي قلولو الذي تولى الخطابة بالجامع الكبير بمساكن مدة تزيد عن أربعين عاما، وابنه الشيخ عبد القادر القزاح المتضلع في علم الفقه والذي تولى الخطابة بالجامع الكبير والتدريس بالجامع الأوسط مدة من الزمن، وكذلك الشيخ محمد شبيل المؤدب الذي كان يدرس بجامع هلال بمساكن وغيرهم كثير. توفي الشيخ محمد القزاح يوم 5شوال سنة 1323هـ/1905م وكانت جنازته مشهودة حضرها أهل بلده وعدد من علماء الساحل التونسي.

المراجع: مخلوف، شجرة النّور، 258و417-418، محفوظ، تراجم المؤلفين التونسيين، رقم 439، 4/77-80، بوذينة، مشاهير التونسيين، 564-565. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.


مدينة مساكن : بحث شامل عن مدينة مساكن

مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ


يتبــــــــع

FaReS_X2
03-18-2010, 01:46 PM
مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ







محجوب، سالم
.../توفي بعد سنة 1826 هو سالم بن أحمد محجوب أصيل مدينة مساكن. فقيه وقاضي بتونس. وهو ابن عم رئيس الإفتاء المالكي الشيخ محمد بن قاسم محجوب المتوفى سنة 1827 والذي ترجمنا له في هذا الكتاب. ولد وتعلم بمدينة تونس. سُمي قاضيا في مدينة بنزرت سنة 1814. ثم في عين قاضيا في باردو ومكث في خطته مدة خمسة أعوام ونيف. وكان مقربا من الباي حمودة باشا (1814-1824) فانتخبه لقضاء الحاضرة تونس عوضا عن الشيخ إسماعيل التميمي الذي وقعت ترقيته إلى خطة الإفتاء. واستمرت ولايته لقضاء الحاضرة مدة سبعة أعوام حصلت له فيها خلافات مع زملائه أعضاء المجلس الشرعي المالكي حتى آل الأمر إلى رفع شكاية به إلى الباي حسين بن محمود (1824-1835) من أعضاء المجلس لعدم رجوعه في أحكامه إلى رأي أهل العلم من المفتين وتصميمه على ما يظهر وإن خالف النص في نظرهم. يقول ابن أبي الضياف في إتحاف أهل الزمان: "ومن لفظ مكتوب الشكاية الفقرة التالية: هذا وإن قاضيك الذي قدمته لفصل الخصام قد غير الأحكام تارة عمدا وأخرى لاتباع الأوهام. وحسبنا إنهاء ذلك لحضرتكم. والسلام.". واستجاب الباي حسين لهذا المطلب وأخره عن الخطة يوم 10جوان1826 وأسند خطة قضاء الحاضرة إلى الشيخ عمر بن المؤدب. وكان سالم محجوب إماما خطيبا بجامع باب الجزيرة الدخلاني المعروف بجامع حرمل أو جامع القنطرة. وتولى ابنه إمامة نفس الجامع من بعده. لا ندري سنة وفاة الشيخ سالم محجوب بالتحديد وكل ما نعرفه أنه عاش بعد سنة 1826 وهي سنة تأخيره عن خطة القضاء.
المراجع: ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان، 3/158.محمد بن الخوجة، معالم التوحيد، .- محمود شمام، أعلام من الزيتونة، 23-24. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· محجوب، قاسم
.../1776 هو قاسم محجوب. فقيه مفتي بتونس. ترجم له الشيخ محمد مخلوف في كتاب شجرة النّور الزكية فقال هو: "أبو الفضل قاسم المحجوب المساكني مولدا ودارا التونسي قرارا، الفقيه العلامة المحقق الفهامة القدوة الأمين الحامل راية المذهبين باليمين. قرأ ببلده (مساكن) على الشيخ علي بن خليفة ثم رحل إلى تونس وأخذ عن الشيخ محمد زيتونة وغيره. وعنه أخذ أبناء محمد وعمر والشيخ صالح الكواش ومحمد بن سعيد الحجري وجماعة. تولى خطة التدريس مدة الباشا صاحب المدارس ثم الفتيا ثم كبير المفتين مدة الأمير علي باي". وذكر الشيخ علي النيفر في كتاب عنوان الأريب أن قاسم المحجوب كان يملك كنشا في النوازل الفقهية ورثه ابنه محمد قبل أن يأخذه ابنه الآخر عمر وهو الذي كان قد تولى قضاء الجماعة والإفتاء بتونس. توفي الشيخ قاسم محجوب سنة 1190هـ/1776م ودفن بمدينة تونس وخلف أولادا وأحفادا من العلماء والمتعلمين وأشهرهم ابنه محمد المفتي وابنه عمر قاضي الجماعة وحفيده الموثق محمد بن محمد وحفيده الموثق كذلك سليمان بن عمر ووردت تراجمهم في جملة تراجم هذا الكتاب.
المراجع: محمد مخلوف، شجرة النور الزكية، 1/348، علي النيفر، عنوان الأريب، 1/644. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· محجوب، عمر
.../1807 هو عمر بن قاسم محجوب. فقيه وقاضي الجماعة بتونس. بلغ مرتبة عالية من الرقي في القطر التونسي، وكان يقيم بالعاصمة تونس، ويفخر بانتمائه إلى مساكن. ترجم له الكثيرون منهم الشيخ محمد مخلوف في كتاب شجرة النّور الزكية فقال هو: " قاضي الجماعة أبو حفص عمر بن الشيخ قاسم المحجوب الإمام العلامة العمدة الفعامة الفقيه البارع في المعقول والمنقول الماضي القلم. أخذ عن والده والشيخ حمودة بن عبد العزيز والشيخ الغرياني وغيرهم. وعنه الشيخ ابراهيم الرياحي والشيخ اسماعيل التميمي وغيرهما...". كما ترجم له محمد النيفر في كتاب عنوان الأريب ونقل عنه أخبارا عديدة تبرز مكانته في المجتمع وعلاقته بالدولة ننقل منها مقتطفات لأهميتها وطرافتها.تحدث عنه صاحب عنوان الأريب وقال: "له الباع المديد في سائر العلوم خصوصا علم التوثيق، والمنزلة السامية في التطبيق. يؤثر أن الأمير حمودة باشا استفتى أهل الفتوى في مسألة عرضت له وكان الأمراء لا يقدمون على شيء حتى يستفتون العلماء المفتيين فيه. فأُفتي بغير غرضه. واطلع صاحب الترجمة (عمر محجوب) على نص معتمد يوافق الأمير في مطلبه. فتحدث بذلك وبلغ الأمير فأرسل إليه يسأله فأبى أن يخبره إلا أن يعطيه أربعمائة محبوب ذهبا، ولم يكن إذذاك صاحب خطة شرعية حكمية فوجهها إليه فحينئذ كتب له النص". ويواصل الحديث عنه الشيخ محمد النيفر قائلا: "ولي قضاء الجماعة وإمامة الخمس بجامع الزيتونة وكانتا متلازمتين فقام بأعبائهم أحسن قيام. وكان الأمير حمودة باشا معجبا بخطبه كثيرا ما يصلي الجمعة خلفه لسماعها. كانت له همة منوطة بالثريا. ولما ولي قضاء الجماعة طلب من أخيه وشيخه أبي عبد الله محمد المحجوب رئيس المفتين كنش أبيه في النوازل الفقهية ليستعين به، فوعده بتفتيشه في خزائن كتبه وتسليمه إليه. ثم لم يفعل فلم يحل العام من ولايته حتى أتى صاحب الترجمة لأخيه المذكور بكنش قد جمعه ي مهام النوازل يعرضه عليه، فلما طالعه أعجب به وقال لصاحب الترجمة: إني لم أبخل عليك بكنش أبيك، ولكن خشيت أن تعتمده فأحببت أن تكتب مثل هذا الكنش عنوان اجتهادك واضطلاعك بالخطة وسلّم إليه حينئذ كنش أبيه. أخّره الأمير حمودة باشا عن الخطتين المذكورتين. وسبب ذلك أن الأمير كانت له أخت عاضلا لها وطمع صاحب طابعه يوسف خوجة في تزوذجها وطال عليه الأمر. فأسرّ إلى صاحب الترجمة بذلك ورغب منه أن يخطب في العضل فأعد صاحب الترجمة خطبة في ذلك وأودعها جيبه ينتظر ورود الأمير ليخطب بها كأنها على جهة الصدفة لعله يتعظ فيزوج أخته ولا يجد له أولى من يوسف خوجة فيبلغ المرام. فلما كانت جمعة من الجمع أتى الأمير حمودة باشا للصلاة فأخبر به صاحب الترجمة فخطب بها. فلم يخف عن الأمير مغزاها وتغيّظ حتى همّ بالخروج قبل الصلاة. ثم ملك نفسه وأسرّها حتى بلغه تخلّف صاحب الترجمة عن الصلاة بالجامع الأعظم والحكم بدار الشريعة لمرض به. فقال إنّ الخطتين لا يليق بهما من يتخلّف، فأخره عنهما لكن بقيت له رئاسته العلمية التي لا يمكن لأحد أن يبتزّه ثوبها." وأشار محمد النيفر بعد ذلك إلى آثاره المكتوبة فذكر رسالته "التي أجاب بها الوهابي وردّ بها شبهاته جمعت بين الوجازة والإفادة" وهي الرسالة الموجودة في كتاب إتحاف أهل الزمان لابن أبي الضياف. ثم تحدّث عن إبداعه الأدبي شعرا ونثرا وننقل فيما يلي البعض من أدبه اعتمادا على نفس الكتاب أي عنوان الأريب. ومن نثره ما كاتب به أمير عصره يعلمه بثبوت هلال رمضان ونصه: أدام الله المجلس العالي، يبشّر بتجدّد الأهلة، ولا زالت غيوث التهاني على أرجائه منهلة. أما بعد السلام التام اللائق بذلك المقام فلتهنَ مولانا بالهلال الجديد والطالع السعيد والمقدمة التي نتيجتها العيد. فلقد ثبت لدينا الثبوت الشرعي المحرر المرعي، أهّله الله عليكم وعلى المسلمين باليمن والبركة، وقران الخير في حالي السكون والحركة. فليأذن مولانا في إطلاق البشير وإسماع النّذير. والسلام. بُشرى فشهر الصوم لاح هلاله وبدا سناه مشرقا وكمالـه فليعلن المولى المؤيد أمـــره إذ صحّ شرعا لا ارتياب يناله لا زلت في عز وتوفيق لمــا يرضاه ربّ الناس جل جلاله ومن شعره يعتذر عن إطفاء شمعة: لا تلوموا نديمكم حين يطفئ شمعة قد أراد منها صلاحـا بهرته أنواركم بسناهـــا فرأى الشمع لا يفيد صباحا وله من الشعر كذلك: انظر إلى الأمواج كيف تجمعت إذ قابلت شمسا تلوح بمشرق فكأنها سلك من الياقوت قـد نثرته خود في بسـاط أزرق كما كان يقول الشعر في أغراض ومواضيع متعددة فيكتب في التهاني ويكتب في الرثاء عند الوفاة. فقد ترك شعرا يهنئ فيه الأديب محمد الدرناوي بتوليه رئاسة الكتاب في دولة الأمير علي باي. وترك رثاء في الشيخ محمد بن حسين بيرم المفتي الحنفي الأول المتوفى سنة 1214هـ(1799م) ورثاء الشيخ محمد بن حسين البارودي المفتي الحنفي المتوفى سنة1216هـ(1801م). ونشير في النهاية إلى أنّ الشيخ عمر محجوب تخلّد ذكره أيضا بابنه سليمان الذي اشتغل بالتوثيق ووصار مكينا في قصر البايات وبلغ درجة كاهية رئيس الكتبة. لكنه امتحن بسبب تراكم الديون وسجن ببيت الضياف بباردو مدّة وانفصل عن قلم الإنشاء ثم لازم داره مدة قبل أن ينخرط في سلك المفتين. وذكره ابن أبي الضياف ولقبه بالشريف واختصر مكانته بقوله: " وكان فقيها كاتبا، ناثرا خيرا عفيفا وجيها ماجدا ذا وقار إلى أن توفي سنة 1267هـ سبع وستين ومائتين وألف (1850-51م)". توفي الشيخ عمر محجوب موفى محرم سنة 1222هـ/أفريل1807م ودفن بتونس.
المراجع: ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان، 7/52 ومحمد مخلوف، شجرة النور الزكية، 1/366، محمد محفوظ، تراجم المؤلفين التونسيين، رقم 503، 4/250-251، و4/250-251. ومحمد وعلي النيفر، عنوان الأريب عما نشأ بالمملكة التونسية من عالم أديب، 1/ 643-648، محمد بوذينة، مشاهير التونسيين، 412. وحول سليمان بن عمر محجوب، انظر ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان 8/81. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· محجوب، محمد
.../1827 هو محمد بن قاسم محجوب. فقيه إمام وخطيب بتونس. أصله من مساكن وولد وعاش بتونس العاصمة. والده الشيخ قاسم هو الذي تحوّل من مساكن إلى تونس واستقرّ بها. وقد ترجم له الشيخ محمد مخلوف في كتاب شجرة النّور الزكية فقال هو: «أبو عبد الله محمد ابن الشيخ قاسم المحجوب الإمام الألمعي العلامة المحقق اللوذعي الفهامة المتفنن في العلوم الفقيه الحافظ لمسائل المذهب، تقدم للفتيا مع أبيه أيام الباشا علي بن حسين باي ثم رئيس المفتين. أخذ عن والده والشيخ الشحمي والشيخ الغرياني وغيرهم وعنه الشيخ محمد بن سعيد وغيره». وكان محمد بن قاسم المحجوب مستقرا بالعاصمة ليس له علاقة بمساكن إلا علاقة حب مسقط رأس الآباء والأجداد. واشتهر أيضا بابنه محمد الذي برع في الفقه وتصدر للتوثيق وتقدم لخطة الفتوى وحافظ على مكانة عائلته العلمية. واختصر ابن أبي الضياف مكانة ابنه العلمية والاجتماعية بقوله: «وكان وجيها مشاركا ماجدا من بيت علم وشرف كريم النفس عالي الهمة مهيبا. ولم يزل على حاله مقتديا بآله إلى حين انتقاله أواخر ذي القعدة من سنة 1263هـ ثلاث وستين ومائتين وألف (أوائل نوفمبر1847م) رحمه الله تعالى». توفي الشيخ محمد بن قاسم المحجوب سنة 1243هـ/1827م وترك أبناء وأحفاد بلغوا أبلغ درجات المجد العلمي.
المراجع: محمد مخلوف، شجرة النور الزكية، 1/370 وحول محمد بن محمد بن قاسم محجوب، انظر ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان 8/63. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· المقرون، حسن
.../1872 هو حسن بن عمر المقرون. قائد عسكري شهير في عهد البايات. تحدث عنه ابن أبي الضياف في إتحاف أهل الزمان وخصص له ترجمة مطولة نذكرها هنا لأنها أشمل ترجمة تخص هذه الشخصية السياسية المساكنية. « الأمير الشريف أبو محمد حسن ابن الشريف الوجيه أبي حفص عمر المقرون المساكني. هذا الفاضل من أعيان بيوت الشرف بمساكن، من كبار بلدان الساحل، ولوالده رفعة وسمعة بها. واختير للخدمة العسكرية ليكون أسوة لأمثاله من الأعيان، وخدم بالمحمدية من أنباشي وتدرج في سلم الخدمة إلى أن صار أمير لواء. وأقبل في مبادئ أمره على تعلم الصناعة الحربية بجد واجتهاد حتى صارت هذه الصناعة طبيعة من ذاته، والاشتغال بها أكبر لذاته. وكان المشير أبو العباس أحمد باي يعرف منزلته ويوليه ما يناسبها من الحظوة والتقريب زيادة على حظوة أبيه المعروفة المسلمة في بلاده. وأعطاه المشير أبو العباس أحمد باي الدار التي بناها الوزير شاكير صاحب الطابع ببلد مساكن. وله في خدمة الدولة آثار مشهورة وأخبار مذكورة. ووجهه الباي صاحب القانون إلى بلده مساكن في فتنة الاثنين والسبعين...وخرج منها خائفا يترقب لأن الأمر يومئذ بيد العامة وأخوه وأمثاله يومئذ تلعب بهم أيدي العامة وأهل البطالة، حتى ما كان لطف الله بهذه الإيالة وخروج الوزير أبي العباس أحمد زروق بالمحلة وقهره للعامة بالساحل. وربما يقول القائل إن هذا اللطف من الله نعمة لكن في طبها نقمة أبادت الساحل وثروته وتركته كأمس الدابر، وهرب أخوه، لما سل سيف انتقام المحلة، إلى دار قنصل الأنقليز بسوسة، ووراءه عقارب السعايات ، وانتاشه القنصل وأجاره من ذلك العدوان، وطولب بعين من المال يدفعه معجلا، وتلونت الأقوال في ألقاب جوره، وهو السبب في خروجه من هذا القطر. وكان في أيام القانون تقدم رئيسا على ضبطية الحاضرة، فزانها وضبطها ورتب أسباب الأمن والراحة، فقصرت الأيدي العادية وأمنت الساحة، وكان تقدمه لهذه الرئاسة في شعبان سنة 1278 ثمان وسبعين ومائتين وألف (فيفري1862م) بإشارة الوزير المنصف أبي محمد خير الدين... وكانت ولايته من ألطاف الله بهذا القطر. وذلك أنه في فتنة الاثنين والسبعين والهرج الذي وقع في البلاد، وكانت سفن الفرانسيس يومئذ بحلق الوادي، وطلبوا النزول للبر للإعانة، ولم يوافقهم الباي، وقع من بعض الأوباش من سفلة العامة التي إذا اجتمعت ضرت وإذا افترقت نفعت، وفيهم جم غفير ممن له رغبة في فتنة تقع في البلاد لفائدة تخصه، وحرك بعض الصبيان لخطف شيء من ثياب بعض اليهود قرب باب البحر، فطار إليه الخبر وهو بالدريبة، فخرج في الحين راجلا ومعه غالب الضبطية إلى باب البحر، وتمكن ببعض الصبيان وأنفار من الذين انخرطوا في سلكهم وأتى بهم للدريبة وحكّم في أبشارهم الضرب بالعصي أمام الدريبة في شارع المارة، ليرى مبصر ويسمع واع. وبات تلك الليلة يدور في البلاد راجلا وملأ السجن من هؤلاء، ومنهم من أعاد له الضرب. وكان الضرب يومئذ محجورا، فكاتب الباي بأنني الآن أضرب بالعصا على خلاف القانون، ارتكابا لأخف الضررين، وأنا بين يديك غدا والآن. وأنجى الله هذه الحاضرة على يد هذا الشريف من نهب وسفك دماء، وسفن الفرانسيس بشاطئها ويعلم الله ما وراء ذلك. ومن الغد شكره كل ساكن في البلاد من أهلها ومن غيرهم، وشكره الباي ورجال دولته. ولو لم يكن له من المآثر إلا هذه لكفته في دينه ودنياه. ومع ذلك لزمه الهروب إلى دار قنصل الأنقليز ارتكابا لأخف الضررين. وسافر مع أخيه على يد القنصل إلى طرابلس ومنها إلى مصر واستقر بها. وكاتبه الباي وأمّنه، فرجع يقوده إيمان حب الوطن. واستعمله الباي على بنزرت فسار فيها بحزمه وإنصافه وما يحمد من أوصافه.
وكان يقرب إلى الأمية شغلته العلوم العسكرية عن إتقان الكتابة وتوابعها، ثم أنهكه ضعف البدن وشيخوخة السن وألجأه ذلك إلى الاستهفاء وقبل منه.
ولم يزل على مقامه واحترامه، وامتحن قبيل وفاته بقطع رجله لمرض أصابه، وخرج الأطباء يومئذ متعجبين من ثباته وصبره، قريبا من قطع رجل عروة بن الزبير. وكان شهما حازما، نقي العرض، بعيدا عن التصنع، نزيه النفس عن المطامع التي تدنس النفس والخطط والرئاسة، عالي الهمة يقدم أدنى مصلحة عمومية على أعظم مصلحة تخصه، ناهيك عن أخلاق علوية، ونفس عظامية عصامية، وهمة من المطامع برية.
ولم يزل على جميل حالاته، رافلا في جميل صفاته، إلى آخر ساعاته، وذلك في أشرف الربيعين من سنة 1289 تسع وثماني ومائتين وألف (ماي 1872م)، وعزم أخوه على حمل جسده الشريف إلى تربة آله ببلد مساكن، فمنعه الباي خوفا على بدنه من التغيير بحر الصيف، وإكرام الميت الدفن. ودفن بالسلسلة كأمثاله، قابله الله بالرحمة والرضى.».
المرجع: ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان، 8/177. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.





مدينة مساكن : بحث شامل عن مدينة مساكن

مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ

Yahoo Tunisiana
05-20-2015, 01:25 AM
مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ

شكرا لكم على هدا المجهود

Yahoo Tunisiana
03-17-2016, 12:36 AM
مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ

شكرا لكم على هدا المجهود