علاقة مشبوهة بين منصف المرزوقي والملياردير نصر شقرون

ما حقيقة العلاقة بين منصف المرزوقي والملياردر نصر شقرون





لم يتوانى رئيس تونس الذي انتخبه بالأمس أعضاء المجلس التأسيسي طوال الحملة الانتخابية عن الافتخار بأن حزبه لا يعوّل على المال السياسي المشبوه وعرف بمواقفه الحازمة حول ضرورة كشف مصادر التمويل وان المال السياسي سيهدد الديمقراطية الوليدة وشعاره المعروف "هذا المنتوج خالي من المال السياسي" وغيرها من الشعارات التي نالت اعجاب الناخبين وخاصة منهم الشباب على الفيسبوك.

ولكن هل أن هذا المنتوج خالي فعلا من المال السياسي خاصة إذا ما تتبعنا شبكة رجال الأعمال الذين كانوا إلى جانب المرزوقي في حملته بل منذ عودته إلى ارض الوطن حيث تابع المقربون من حزب المؤتمر العلاقة الوطيدة التي جمعت المرزوقي برجل الأعمال المعروف والمدير العام لشركة "قلوبال نات" الرائدة في مجال الانترنات نصر شقرون.

ربما استفاد نصر شقرون من العلاقة القديمة التي تجمع والده علي شقرون بالمرزوقي خاصة وانه كان المحامي الخاص لمنصف المرزوقي في منفاه بفرنسا ولكن الأكيد ان حزب المؤتمر سيكون المستفيد الأكبر من هذه العلاقة.

فالرجل لم يكن رجل اعمال "عادي" زمن بن علي وحظي بامتيازات لا تعطى إلا للمقربين من دائرة الحكم آنذاك فهو المدير العام لمزود الأنترنات الأول في تونس والذي يحقق رقم معاملات لا يقل عن 25 مليون دينار سنويا ويشغل قرابة 300 متعاون والاهم من ذلك ان "جينات" كان المزود الاول في تونس الذي يحصل على رخصة منذ سنة 1997 قبل حتى شركة "بلانات" التابعة لسيرين مبروك ابنة الرئيس السابق بن علي.

ولسائل ان يسأل كيف حصل شقرون آنذاك على هذه الرخصة المخصصة للاقارب فقط، ولا يقتضي تتبع خيوط العلاقة جهدا كبيرا فقط يمكن الرجوع لقائمة الشركاء في شركة قلوبال نات لنجد اسم علي بابو والذي يعرفه الجمهور بعشقه لنادي الترجي الرياضي التونسي وعلاقته الوطيدة بسليم شيبوب هذا الأخير الذي توسط لعلي بابو ومنحه الرخصة من بن علي مباشرة.

وبعد هروب بن علي سارع مالكوا "جينات" نحو تغيير بوصلتهم ودعم المرزوقي لحماية مصالهم الاقتصادية كما حافظوا على علاقات ودية مع حركة النهضة وهو ما يؤكده متابعون للشأن الاقتصادي و السياسي في تونس.

وكانت نتيجة السخاء المالي لشقرون وجماعته من شركة "جينات" ان حزب المؤتمر قد طرح اسم نصر شقرون كمرشح الحزب لوزارة تكنولوجيا الاتصالات التي من المرجح انه رفضها وفضّل أن يكون رجل ظل للحزب يدعمه في الخفاء فضلا على ان راتب الوزير لا يعني شيئا لملياردير.

هذه العلاقة التي تجمع المرزوقي بالملياردير شقرون ربما تفتح الباب امام عدة تساؤلات أخرى تخص حقيقة ميزانية المؤتمر وأملاك المرزوقي وحقيقة تاسيس هذا الحزب سنة 2001 الذي نشأ في فرنسا والرجل كان يقول ان دخله الوحيد من معاشه المتأتي من مهنته كطبيب كلها تساؤلات تفترض على رئيس اعلاقة مشبوهة , بين منصف المرزوقي والملياردير نصر شقرونلدولة الجديد التصريح بكل مداخيله.


المصدر حسام الطريقي الجريدة