حكومة البهامة والفشل التام تسلم البغدادي المحمودي الى ليبيا - فضيحة تسليم البغدادي المحمودي من طرف حكومة البهامة والعمالة التونسي - تونس ترحل رئيس وزراء القذافي المحمودي إلى ليبيا





حكومة البهامة والفشل التام تسلم البغدادي المحمودي

بعد فضيحة طرد السفير السوري، تطل علينا حكومتنا الموقرة بفضيحة تسليم البغدادي المحمودي التي أذلت كل التونسيين وستجعلنا نطأطئ رؤوسنا خجلا.. ففي الوقت الذي كانت فيه العيون نائمة سربت حكومة حمادي الجبالي من لجأ اليها طالبا الحماية مكبلا فوق سرير المرض ليصعد به طائرة تنقله مباشرة نحو ليبيا حيث لا دولة قائمة ولا مؤسسات تعمل ولا محاكم ولا غيرها.. سلمته تحت جنح الظلام دون حتى علم الرئيس المؤقت للبلاد الذي استغل سابقا ملف المحمودي لممارسة القليل من صلاحياته مدعيا في كل مرة أنه الوحيد القادر على تسليم رئيس الحكومة الليبية السابق وأنه بالتأكيد لن يفعل ذلك. وأكد كلامه هذا في كل مرة تمنح فيها الفرصة للرئيس المؤقت للظهور والتصريح آخرها ما كان صرح به في برنامج " الصراحة راحة" الذي بثته قناة حنبعل والذي أكد خلاله المرزوقي معارضته لترحيل البغدادي المحمودي وانه لا يمكن ان يوقع على الترحيل بحق شخص قد يتعرض للتعذيب أو للقتل .مشيرا الى انه ورغم الضغوط فانه يرفض قبول ترحيل المحمودي..
واليوم وقد تم الضرب بكلام ووعود الرئيس المؤقت عرض الحائط ليخرج الناطق الرسمي باسمه ( وهنا استغرب كيف لرئيس غير رسمي أن يكون له ناطق رسمي) مشيرا أن المرزوقي لم يوقع على أمر التسليم مثلما تنص على ذلك صلاحياته بل أنه لم يتم إعلامه بالتسليم أصلا. وقال لو صح خبر التسليم فإن رئاسة الحكومة عليها أن تتحمل مسؤوليتها في ذلك لأن المسألة تمت دون موافقة رئيس الجمهورية. وأكد ان تداعيات العملية ستكون خطيرة وأن أزمة سياسية مرتقبة في تونس وأن الرئاسة مستاءة من تسليم المحمودي وتعتبر أن الأمر غير شرعي..
وبعد هذه المهزلة التي ستذل كل التونسيين، أي موقف سيكون للدكتور الحقوقي المرزوقي وكيف ستكون ردة فعل في ظل التهميش الذي يعانيه واحتقاره من قبل الحكومة التي تحالف معها من أجل الوصول الى كرسي قرطاج ولو دون صلاحيات؟؟ الشعب وحتى أنصارك ينتظرون منك الاستقالة وهي الشيء الوحيد الذي ربما يحفظ لك ماء الوجه سيدي الرئيس المؤقت.. نعم الاستقالة وحتى سحب وزراء حزبك من الحكومة باعتبار ان تحالف "الترويكا" ظهر هشا وان النهضة استغلت هذا التحالف فقط لتحقيق الاغلبية داخل المجلس وتمرير ما ترغب في تمريره...
فضيحة تسليم البغدادي المحمودي مثلت كذلك خيبة أمل في شخصية حقوقية ثانية وهي مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التاسيسي تلك الشخصية التي جلبت دائما الاحترام بمواقفها المدافعة على حقوق الانسان والديمقراطية والحريات الى حين انضمامه للتحالف الحكومي وتقليده مهمة رئاسة المجلس التأسيسي والمسك بمطرقته وبزر التحكم في النقاش.. للحقوقي بن جعفر نقول.. خسارة لقد افتقدناك منذ مدة واليوم افتقدناك نهائيا والخوف كل الخوف أن تكون أنت كذلك مثل المرزوقي "غلطوك" ولم يعلموك بتسليم المحمودي!!!
فالقضية تحولت من موقف دولة الى مسألة صلاحيات ومعركة عن من يصدر القرار ومن يصدر الاوامر.. مهزلة ما بعدها مهزلة !!!
الصفقة واضحة وجلية لكن السؤال من استفاد منها؟ فالصفقة أبرمت خلال زيارة الوزير الأول الليبي عبد الرحيم الكيب إلى تونس والتي أثمرت جملة من الاتفاقيات الهامة ومذكرات التفاهم في مجالات النفط والاقتصاد من بينها إسناد قرض مالي وهبة مالية (لا نعرف لمن للدولة أم لحركة النهضة) ، إلى جانب الاتفاق على دعم المدفوعات التونسية وتسهيل تزود تونس بالنفط الليبي...والمقابل بيع الضمير وتجاهل حقوق الانسان وبيع البغدادي المحمودي... لكن غاب عن موقعي الصفقة والمستفيدين منها أن قبيلة المحاميد التي ينتمي اليها البغدادي تقطن على الحدود مع تونس وجزء منها في داخل تونس وهم اهل رغم اختلاف الجنسية وهؤلاء سبق لهم ان حذروا من تسليم ابنهم الى السلطات الليبية. و لمن يعرف طبيعة القبائل عليه الا يستغرب ردود فعل نخشى أن يدفع الثمن فيها اهلنا ان لم تكن اراضينا ومنشآتنا.
وفي الاخير نقول للثنائي المرزوقي وبن جعفر، أيها الحقوقيان حقوق الانسان تبكيكما وصلاحياتكما تنعاكما.
نور الدين بن تيشة