لاول مرة اكون مترددا ..حين قررت الكتابة عن المدرب القدير" عبد الحق بن شيخة" ليس خوفا من قارئي الموضوع، ولكن خوفا من ان اتهم بالعديد من النعوت التي قد تاتي من البعض الذي يرى بان الكثير من جماهير النادي الافريقي بالخصوص كتبت ومازالت تكتب عن مسيرة هذا المدرب مع النادي وما لف ذلك من حيثيات كانت ولا زالت وستبقى لمدة طويلة كلام الشارع الرياضي في تونس ..وفي الاخير رايت من حق هذا المدرب ان اكتب لاجله موضوعا
هو الاول والاخر لتلك الفترة التي قضاها بيننا في تونس ,فهذا الشخص اعطى الكثير وجلب لنفسه العديد من الايجابيات على كل المستويات دون الدخول في تفاصيل مهنته التي كما سماها هو ذات يوم " المدرب كالدولار,يوم الى فوق ويوم الى تحت" وهكذا فها انا ارفع قلمي بسرعة وتلبية لاعضاء صحيفة النادي الافريقي وانا منهم ان اخط له هذه الاسطر البسيطة في محتواها والكبيرة في معناها والمعبرة عن مدى حبنا له وتقديرنا اليه لما قدمه من عمل جد محترم يليق به اولا ويشرف بلده العربي الشقيق الجزائر.
http://img44.imageshack.us/img44/4214/thanksg4.gifالمدرب القدير " عبد الحق بن شيخة " لم يكن ذلك الرياضي المعروف في الشارع الرياضي التونسي سواء عندما كان لاعبا او مدربا في الترجي الجرجيسي ,لكن اسمه سطع بقوة عندما قررت ادارة النادي الافريقي منح هذا الفني الجزائري الثقة فيه وتعاقدت معه لتدريب اكابر النادي الافريقي وياله من قرار في ذلك الوقت , لان نتائجه قد تنعكس على وضعية النادي ككل في نهاية كل الاسبوع بعد بداية الموسم الرياضي في تونس. فالكل يعرف قيمة جماهير النادي الافريقي الوفية وتاثيرها في حياة النادي وحتى على القرارات المصيرية في بعض المواقف والتاريخ يشهد بذلك.ومنذ اول يوم دخل فيه عبد الحق الى الحديقة ا ركز على العمل الجدي بالدرجة الاولى في فترة التحضيرات الصيفية والتي اعطت اكلها شيئا فشيئا مع نهاية الموسم وخصوصا في المرحلة الثانية التي حسم بها امر البطولة التي غابت عن النادي لمدة طويلة كانت سببا رئيسيا في التفاف اغلب "شعب" النادي الافريقي(تسميته التي اثارت جدلا كبيرا في الشارع الرياضي التونسي) حول شخصه وتعلقهم به بحيث ان الاغلبية رات فيه الشخص المناسب لقيادة النادي من جديد وعلى راسهم الهيئة المديرة بقيادة كمالايديروهذا ما حصل بعد تتويجه بلقب البطولة في يوم تاريخي بالنسبة له مع الافريقي والموافق ليوم 22ماي 2008.وبالرغم من فترة التشكيك التي رافقت المدرب والفريق ككل خصوصا في بداية الموسم الاول فان عبد الحق او الجنرال كما يسميه الاحباء فانه تغلب على منتقديه وعلى منافسيه بعدة وسائل لم تكن لها تاثير كبير في بطولتنا في السابق وهي التصريحات القوية والمختلفة ,فعبد الحق تميز ومما لايدع الشك بنوعية من التصاريح التي هي من اختصاصه والتي تكون موجهة وحسب الهدف الذي يقصده سواء كانت لللاعبين او المسؤولين او الى الصحافة وحتى للمنافسين والجماهير ,فانتقاء الكلمات وسرعة التعبير عن اي موقف يعترضه مع الفريق اثر بشكل ايجابي في تميزه واصبح المدرب الذي يثير جدلا واسعا مع كل كلمة او حرف ينطق به.
http://img44.imageshack.us/img44/4214/thanksg4.gif
مميزاته كمدرب :-قدرته الكبيرة على شحن همم اللاعبين خصوصا في الفترات الحاسمة-رفع المعنويات واللعب بروح قتالية-دوره الممتاز في تقريب وجهات النظر بين اللاعبين والادارة (هذا لا يمنع بعض الاستثناءات)-فرض درجة لاباس بها من الانظباط التي كان يفتقدها النادي الافريقي في الفترات التي سبقته .-اتباع طريقة عصرية في التدريب لبناء الفريق ..بمعنى ان عمله في اغلب الاحيان ليس حينيا وانما على المدى الطويل ..بالرغم من وجود عدة نقائص في الفريق .علاقته باللاعبين :بن شيخة له مميزات عديدة اهمها الطموح وحب العمل وبذلك شعاره لا للتراخي نعم للانظباط والجدية .. وبذلك لا وجود لاي لاعب قد لا يطبق تعليماته بالدرجة الاولى ..تعامله مع اللاعبين باسلوب محترم بالرغم من وجود بعض النقاشات بينه وبين بعض اللاعبين لكنها تبقى بينه وبيهم وهو عكس ما كان يحصل في النادي الافريقي في السابق .النصح الارشاد ..لاعبو الافريقي :بن شيخة اخونا الكبير وبعض تصرفاته ليس لها على علاقتنا اي تاثير وحتى الصفعة التي اتاها بن شيخة الى الذوادي لم تكن سوى في مصلحة اللاعب اولا والنادي ثانيا بالرغم من عدم رضا الاغلبية على الطريقة التي وقعت بها.علاقته بادراة الفريق :وعلى امتداد الفترة التي قضاها في الحديقة تكاد تكون ممتازة خصوصا مع رئيس النادي والمقربين و"كبار النادي " كما يحلو للبعض بتسميتهم ..هذا لا يمنع وجود بعض المشاكل الصغيرة والتي توجد في كافة انحاء العالم.هناك شعور بالاخربينه وبين ادارة النادي , والمشاركة في الافراح والاحزان من قبل الادارة والاطار الفني ككل.المشاركة ايضا في مقاومة الضعف .علاقته مع الفرق الاخرى :قد تكون في اغلبها ممتازة وهو الذي يقدره الكبير و الصغير في النوادي الاخرىعلاقته مع زملائه :يفرض الاحترام ويحترم عمل الاخرين ومن بينهم المساعد نبيل الكوكي الذي وعلى امتداد سنتين كاملتين لم نلاحظ سوى التفاهم والاحترام وتحمل المسؤولية في النجاح والفشل.
مواقفه وتصريحاتهمن ابرز مواقفه وتصريحاته تلك التي توجه الى الجماهير بحيث ان مصطلح الشعب بقي متداولا في الاوساط الرياضية التونسية الى حد الان ..وفي هذا السياق لا باس من التذكير ببعض التصريحات التي قام بها في فترة تدريبه لاكابر النادي الافريقي :-كل ما عد به نفسي اولا ومسؤولي جماهير النادي الافريقي ثانيا اننا سنقاتل فوق الملعب من اجل اسعادهم.-اتالم للنقد الفارغ-حتى رونالدو سيخضع للاختبار-حبي لشعب الافريقي لا علاقة له بعالم التمثيل-الافريقي في دمي وكلمة شعب على يفهمها الكل-غياب المويهبي عقدني ..-لم اتفاوض مع ادريس وجلوسي مع شيبوب شرف كبير لي .-لست خائنا وايدير انقذ راسي في اكثر من مناسبة-المظالم حرمتنا من اللقب .-موقف قد يبقى عالق لكل "كليبستي " عودة بن شيخة من الجزائر لحضور الدربيبعد يومين من وفاة والدته وتاثيره على الفريق.وفي هذا الاطار ومن هنا فصاعدا فاننا سنفتقد مثل هذه التصريحات والمواقف التي ما فتىء بن شيخة يتحفنا بها والتي اثارت عديد المواقف المتباينة سوى على المستوى الداخلي للنادي وبين الجماهير او في الشارع الرياضي ومع الصحافة الرياضية بالتحديد .لا يختلف اثنان على ان كرة القدم هي اللعبة الشعبية الاولى في العالم ,بعد ان اصبحت تستقطب الملايين وتجذب المشاهدين ,الصغير والكبير ..فهم يجذبون ليس لفراغ !! انما للمتعة والتمتع وحب الفريق ومنه المنتخب والوطن ,فكرة القدم اصبحت من الضرورة بمكان فتصريح مدرب او مسؤول او حتى لاعب هنا قد يحدث رجة هناك وقرار غبي قد يحدث بلبلة في الصفوف ..ومن ذلك فانه من المستحيل ان تكون القرارت كلها سليمة ومن باب اللامعقول ان يكون عمل مدرب او اطار فني او اي عمل كان لا يخلو من الاخطاء وهذا ما حدث مع بن شيخة المدرب السابق للنادي الافريقي ..نعم قد اخطا في العديد من النقاط التي كانت مصيرية في حياة النادي ولكن المؤكد انها لم تكن مقصودة وانما كان فيها اجتهاد نحو الافضل من ناحية المجموعة ككل ..وبالتالي لم اشا الرجوع اليها لان هذا المدرب او هذا الشخص قد غادرنا اليوم الى موطنه الاصلي الجزائر للعمل هناك على النطاق الوطني .هكذ ااراد الزمان ..وهكذا ارادت الايام وما اردنا ولا احببنا ,هكذا يفعل بنا الزمان..عام وراء عام ,هكذا تمضي الاعوام ,,,فرح وسعادة وحزن ولكن يبقى النادي الافريقي منارة مثله مثل بقية النوادي التونسية التي لاتتوقف على مدرب او رئيس جمعية اوغيره مهما كانت درجات تاثيره في اي حقبة من الزمن .في الاخير يمكن التاكيد على شيء مهم مهما كان المدرب او رئيس النادي او اللاعب او الطبيب فان الحقيقة الثابتة للنجاح والتطور هي ان يكون العمل احترافي ومبني على صوابت وطرق صحيحة ومجدولة باوقات محددة ودقيقة ,مثمرة لكل مكونات النادي ,فكل الاطراف تساعد وتلتزم ببرنامج العمل من حيث اتباع الطرق الصحيحة لانجاز الهدف الذي يتمثل في الفاعلية والانتاجية مع خط النهاية التي انتهى فيها المكتوب بين المدرب عبدالحق بن شيخة والنادي الافريقي في هذه الايام .فحظ موفق للمدرب القدير "عبد الحق بن شيخة " في مسيرته التدريبية سواء كانت مع المنتخب الوطني الجزائري ام في المستقبل .وحظ سعيد للنادي الافريقي في المستقبل .
