-
الموسيقى والطب
العلاج
بالموسيقى
أسلوب قديم أستخدمه العراقيون القدماء في حضاراتهم القديمة باعتبار الموسيقى جزءا من عمل إلهة الخير و الحب و ذلك لاعتبار ديني. كذلك أستخدمها العرب في الحضارة العربية الإسلامية و تحديدا في العصر العباسي على يد الفيلسوف الكندي حيث أوجد
العلاج
للكثير من الأمراض و خصوصا النفسية و العقلية منها. و صاحب كتاب نفح الطيب يذكر:جاء أحدهم إلى دكان عطار كان مجاورا لبيت الكندي و على علم بكل يومياته، يسأل عن علاج لابنه الذي أصابه مرض الصرع الدماغي بعد أن عجز عن الحصول على شفاء من جميع الأطباء، فرد العطار: و هل يوجد في بغداد من يلبي حاجتك سوى (أبو يعقوب). يقصد الكندي. و لابن سينا تجارب عميقة و مهمة أيضا و هو الفيلسوف الطبيب العارف
بالموسيقى
حيث رتب العيدان و أساليب عزفها و كذلك نوع المقامات التي تعزف، حسب حالة المريض.
و مازالت التجارب و الاختبارات جارية في هذا الصدد منذ ذلك الحين. و اليوم تقوم الكثير من المجموعات الطبية بدراسات عدة وتوصلوا إلى نتائج مهمة، و أخرها في الولايات المتحدة و ألمانيا و اليابان و ذلك عبر دراساتهم المكثفة حول القدرة العلاجية للموسيقى و كيفية تخفيف الألم عند الإنسان، و قد اكتشف الاطباء ان حالة الأطفال في الحضانات مرتبطة بانبعاث صوت الموسيقى (بالمناسبة جرب هذه الطريقة الفنان منير بشير مع أطباء أوربيين أيضا).
أما أطباء الأسنان فقد استخدموا الموسيقى في التخفيف من الألم حيث زودوا عياداتهم بنظام صوتي تسري منه الموسيقى بهدف تقليل آلام المرضى. و أمتد استخدام هذه الوسيلة لمساعدة مرضى السكتة الدماغية. و يوجد في الولايات المتحدة مستشفى يعد الأهم في استخدام هذا النوع من العلاج، و المريض في هذا المستشفى يجد نفسه في أستوديو كامل، إذ يجد أضافة إلى أجهزة التنفس و القياس و المراقبة الطبية، ست قنوات تبعث الموسيقى بأنواعها فيختار المريض ما يفضله أثناء أجراء العملية وذلك عن طريق السماعة.
و أكدت الابحاث على أن العلاقة كبيرة بين حاسة السمع و الإيقاع، حيث يبدأ الإنسان و هو جنين بالاستماع إلى ضربات قلب الأم بوصفها ايقاعا منتظما، و يأنس و ينفعل لذلك حسب تحول حالات الأم. و أكتشف الباحث الدكتور (مايكل تاون) أن المخ البشري سريع للغاية في تلقي الإيقاعات الخارجية بحيث يحولها إلى حركات داخلية.
و قد توصل الدكتور(تاون) إلى نتائج مذهلة عند استخدامه
العلاج
الإيقاعي. حيث مكن الإيقاع المنتظم مرضى الجلطة الدماغية الذين يعانون من عدم قدرتهم على تحريك الساقين من تنظيم خطواتهم، و استطاعوا رفع أقدامهم و المشي تدريجياً. و قد برر الباحثون ان هذا التحسن جاء نتيجة لسماع الموسيقى. ويذكر الدكتور (تاون) " أن المريض لا يتعلم المشي .. لكن المخ يستجيب لإيقاع و حركة الساقين".
في الحقيقة ان
العلاج
الايقاعي يأتي من تمرين المريض على استبطان الموسيقى إذ تدخل الأذن الداخلية و منها إلى المخ. و تتحول أستجابة المخ إلى حركات. و مع التكرار تنشط الاطراف بحيث يمكن للمرضى أن يحركوا أطرافهم من دون سماع الموسيقى فيما بعد. و من جانب أخر تفيد نتائج الأبحاث أن الموسيقى أدت إلى تحسين و تنظيم القدرات الحركية و زيادة قدرة المخ على المثابرة.
أوجه دعوتي لمعرفة الموسيقى عن عمق و التعامل مع الموسيقى الباطنية و الغوص في غاياتها النبيلة وأعني الموسيقى التي تلامس الروح الجمالية للمتلقي.
أما الإيقاع فله فكرة عميقة استخدمها الصوفيون و الفلاسفة لحد يومنا هذا بأعمق الأشكال.
الدعوة هنا إلى فهم الموسيقى الجمالية التي تتميز بجودة الصنعة و الإلهام أي من الروائع. و باستطاعة كل من يملك حساً جمالياً أن يميز موطن التألق أو السقوط في الموسيقى و يميز بين الموسيقى العميقة و الموسيقى السطحية، وذلك ليس حكرا على المتخصصين فهنالك البعض من المتخصصين لا يستطيعون الوصول إلى ذلك لانهم تقنيون فحسب ولا يعتمون الحس الجمال و الإنصات في فهم الموسيقى، وهنا لابد من ان نفرق بين الانصات و الاستماع .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى