لماذا نملك أذنين اثنتين وفماً واحداً ؟

لعلنا ندرك بفطنتا الحكمة من خلق الله لسان واحد مقابل أذنين اثنتين

قال أبو الدرداء رضي الله عنه
( أنصف أذنيك من فيك . إنما جعل لك أذنان وفم واحد لتسمع أكثر مما تتكلم )


- هل جربت الدخول في محاورة مع شخص كثير الكلام ؟‍‍!
ما هو شعورك وهو يتحدث إليك مسهباً ؟!



- وهل جربت محاورة أناس يستمعون أكثر مما يتكلمون ؟!
ما هو شعورك معهم؟!



- لاشك أنك تشعر أحياناً بأن الثاني قوي الشخصية والتأثير واسع المدى وواثق الخطى بينما الأول يشعرك بالمزيد من الملل والسأم وبالتالي لا يستطيع أن يحقق أهدافه المرجوّة .. لأن الكلام وسيلة للتعبير والتفاهم وخير الكلام ما قلّ ودل .



- فمن يستطيع الاستماع للآخرين يكسب في علاقته مع الناس أكثر من ذلك الذي يقاطع الآخرين ويخلط في حديثه



- و عندما نستمع بانتباه وهدوء إلى محدثينا محاولين فهم ما يقولونه فإن من الصعب أن نقع أسرى الإثارات والاستفزازات التي يمكن أن نتعرض لها



- فكيف إذا مارس الطرف الآخر الأساليب نفسها وقابلنا بالهدوء والثقة واستمع إلينا جيداً أيضاً ؟

وهذا اختبار " نيكلز" والذي يمكنكم استخدامه لتتأكدوا فيما إذا كنتم ستملكون صفات المستمع الجيد أم لا



1- يقال إن الإنسان يستطيع التفكير بسرعة تصل أربعة أضعاف سرعة كلام الآخر , هل تستغلون هذا الوقت بدون فائدة والتفكير في شيء آخر ؟



2- هل تثير فيكم بعض الكلمات أو العبارات أو الأفكار الحكم المسبق على المتكلم ؟



3- عندما يدهشكم شيء في كلام الآخر هل
تقاطعونه ؟



4- عندما تعتقدون إن التفاهم حول قضية معينة يتطلب منكم جهودا كبيرة ، هل تتوقفون عن الاستماع ام لا ؟



5- هل تبدأ بالتفكير في أشياء أخرى عندما تحسبون إن المتكلم ليس عنده شيء مهم يقوله ؟
6- هل تستطيعون الحكم على المتحدث بمظهره الخارجي وطريقة شرحه انه لا يستحق الاستماع ؟



7- عندما يتحدث معكم شخص ما هل تتظاهرون إنكم تستمعون إليه ، وفي الحقيقة أنكم لا تعيروه أي انتباه ؟



8- إذا كنتم تستمعون لحديث ما هل يستطيع المحيطين بكم التشويش عليكم ؟



إذا أجبتم " لا " على جميع هذه الأسئلة فان هذا يعني انك مستمع ممتاز

وكل " نعم " تعني أنك أثناء استماعك ترتكب خطأ ما

(وهذا منقول عن د/ محمد الخوالدة)




و روي عن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال : قلت يا رسول الله ما النجاة ؟ قال :
" أمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وأبكِ على خطيئتك "



وكان سهل بن سعد السعدي – رضي الله عنه – يقول : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم :
" من يتكفل لي بما بين لحييه ورجليه أتكفل له بالجنة "



وكان أنس يروي هذا الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم :
" لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه "



وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : جاء إعرابي إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال : يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة. قال :
" أطعم الجائع ، وأسقي الظمآن ، وأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر ، فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير "



وروي عن ابن مسعود أنه كان يقف على الصفا وهو يعتمر ويقول :
" يا لسان قل خيرا تغنم وأسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم "




استمع للآخرين , دعهم يعبرون عن أفكارهم ، وأرائهم ، ومشاعرهم ، خاصة مشاعرهم .
لا تكتف بمجرد منحهم فرصة كي يتحدثوا ، بل استمع لما يقولون , وكن منتبهاً لهم ، وحاول أن تفهم ما يقولونه ,


استمع .
استمع دون التربص لفرصة كي تتحدث ، أو تنقض على الشخص الآخر ، أو تصحح أخطاءه .
إن الحجج والمعلومات التي يأتي بها هذا الشخص الآخر لا بد أنها مليئة بالمغالطات والأخطاء ، وكذلك أنت .



استمع في صمت حقيقي , فذلك لن يقتلك , فقط استمع , إن الجميع يعتقدون أن المستمع الجيد شخص ذكي ,

استمع .
إن المستمع الجيد يستطيع سماع الأفكار غير الشفهية , لذا فحينما ينتهيالشخص الآخر من الحديث اذكر له تلك الفكرة الداخلية التي راودتك أثناءحديثه , حينئذ سيشعر المتحدث انك سمعت وفهمت ما يقول , حينئذ سيصبح الموقفهادئاً لأن الشخص الآخر سينصت إلى ما سمعته , وهكذا سوف يتلاشى الضغطوتستطيع الانسجام مع إيقاع الحياة , استمع , فلا شيء يعادل أن تكونمسموعاً .



خالص وأرق تحياتى


أبو مروان