بسم الله الرحمان الرحيم
امام الاحداث المتسارعة التي يعيشها الوطن العربي اليوم يقف العالم مذهولا امام معجزة تونس ، التي ابى شعبها الا ان يكسر قيود الظلم و الطغيان ، ليطيح باعتى النظم البولسية في العالم ثم ليتمكن في وقت قياسي من تركيز اسس دولة ديمقراطية معاصرة.
و اليوم و بعد تسلم الحكومة المؤقتة مقاليد الحكم بعد مخاض مرير ، يعبر شعب نتونس من جديد انه صاحب السلطة و السيادة وحده لا شريك له ، و ان كافة الحكومات مؤقتة و انه لن يتخلى ابدا عن ممارسة حقه في ادارة هذا الوطن الحبيب و تسيير شؤونه ، و ينذر كافة الحكام و المسؤولين انه قادر على ان يقلتعلهم من جذورهم كلما سولت لهم انفسهم التلاعب بمصالح الوطن او التهاون في اداء الواجب.
شعب تونس اخذ اليوم على عاتقه مسؤلية البناء و التحديث نبراسه في ذلك الايمان بالله الواحد الاحد ، و انه لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا ، متخليا بذلك عن عقلية الخوف و الخنوع التي سعى النظام البائد الى غرسها لمدة عقود خلت ، فلا خوف بعد اليوم و لا استكانة بعد اليوم و لا خضوع بعد اليوم.
كما يقف شعبنا خاشعا مجلا لارواح شهدائنا الابرار الذين ضحوا بحياتهم من اجل الحق و الحرية و الكرامة ، معاهدا الله اتعالى على احياء ذكراهم و ذلك بالحفاظ على مكاسب هذه الثورة و عدم التخلي عنها تحت اي ظرف.
شعب تونس الذي رفع شعار الكرامة و الحرية امام جبروت النظام البائد و طغيانه يقف اليوم اقوى من اي وقت مضى بتلاحم ابنائه و وقوفهم جنبا الى جنب وقفة الرجل الواحد في مسيرة مضيئة لتاسيس مجتمع فاضل اساسه العدالة و الحرية و الحق في العيش الكريم.
و اليوم و لتحقيق هذه الغاية وجب التصدي اولا و بالذات الى محاولات التفرقة و البلبلة التي يحاول اذيال النظام البائد نشرها بين افراد الوطن و ذلك باحياء الجهويات و اذكاء نار الفتنة.
تونس لكل التونسيين دون تمييز و تذكروا ان رصاص النظام البائد قد اراق كل الدماء
دون تمييز