جمعة رحيل مبارك - تغطية شاملة جمعة الرحيل - جمعة الرحيل في ميدان التحرير

[FaReS_X2]

جمعة رحيل مبارك - تغطية شاملة جمعة الرحيل - جمعة الرحيل في ميدان التحرير




جمعة الرحيل


جمعة الرحيل من ميدان التحرير


القاهرة (رويترز) - احتشد مصريون في وسط القاهرة يوم الجمعة أملا في تنظيم مسيرة مليونية أخرى تعجل بخروج الرئيس حسني مبارك من السلطة بعدما حكم البلاد لاكثر من 30 عاما.

وتعمل أيضا الولايات المتحدة -التي طالما كانت حليفا وداعما للرئيس المصري البالغ من العمر 82 عاما- من وراء الكواليس لاقناعه بتسليم السلطة.

ويرى مبارك أن رحيله سيجلب الفوضى. لكن هذا التصريح الذي قاله ليل الخميس لم يثبط من عزيمة المتظاهرين الذين يضمون فئات مختلفة بدءا بشبان علمانيين من نشطاء الانترنت وانتهاء بأعضاء جماعة الاخوان المسلمين المحظورة أكبر جماعات المعارضة في مصر. وأطلق الجميع على يوم الجمعة "جمعة الرحيل".

وفي ميدان التحرير مركز الاحتجاجات العنيفة والذي شهد مواجهات بين المتظاهرين وبين موالين لمبارك خلال اليومين الماضيين كانت الأجواء ملتهبة وحرص المحتجون على حفظ النظام كما زار وزير الدفاع المصري المشير محمد حسين طنطاوي الميدان وتحدث مع جنوده.

ومع بزوغ النهار كان المحتجون ينتشرون حول ميدان التحرير وهم يحملون الرايات ويحشدون عزيمة زملائهم بترديد هتافات من مكبرات الصوت عن سقوط مبارك بينما ترددت في الاجواء أناشيد وطنية قديمة ومن بينها "مصر اليوم في عيد".

وينتظر أن تزيد الحشود بعد صلاة الجمعة.

ويأمل المتظاهرون وهم من قطاعات مختلفة من المجتمع المصري في تشجيع أعداد تفوق المليون على النزول الى شوارع مصر مثلما حدث يوم الثلاثاء الماضي.

وأعلن مبارك مساء الثلاثاء أنه سيترك الرئاسة لدى انتهاء فترة ولايته في سبتمبر أيلول.

ورغم أن كثيرا من المصريين يرون أن ما حدث منذ 25 يناير كانون الثاني جيد بما يكفي ويأملون في عودة الحياة الى سابق عهدها يريد كثيرون غيرهم أن يتنحى مبارك فورا.

ودعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الى البدء فورا في عملية نقل السلطة وان لم تقل صراحة ان مبارك يجب أن يتنحى.

ويبدو أن القوات المسلحة المصرية -التي تلعب دورا حاسما- تدرس خياراتها بعد أن سمحت بأن يقول المتظاهرون كلمتهم على نحو لم تشهده مصر من قبل. لكن الجيش لا يتحرك أيضا بشكل مباشر ضد مبارك وسمح هذا الاسبوع لموالين للرئيس يرتدون ملابس مدنية بالخروج الى الشوارع ومهاجمة المحتجين.

ويوم الخميس قال مسؤول امريكي كبير طلب عدم نشر اسمه ان واشنطن تناقش مع المسؤولين المصريين عدة خيارات من بينها استقالة مبارك فورا.

لكن الرئيس المصري قال يوم الخميس في حديث مع شبكة (ايه.بي.سي) التلفزيونية الامريكية انه يعتقد ان بلاده مازالت في حاجة اليه. وقال انه اذا تنحى عن السلطة الان فان مصر ستغرق في حالة من الفوضى وسيسيطر عليها الاخوان المسلمون.

وحين سُئل التعليق على النداءات بتنحيه قال "لا أهتم بما يقوله الناس عني. الآن همي هو بلدي."

وتناثرت الخيام في قلب ميدان التحرير وقضى البعض ليلته في العراء استعدادا ليوم المظاهرات الحاشد يوم الجمعة.

ومع تحول التحدي غير المسبوق لحكم مبارك الى أعمال عنف متصاعدة حثت واشنطن المسؤولين المصريين على بدء عملية نقل السلطة والاعداد لانتخابات.

وقال مسؤول كبير بادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما ان الولايات المتحدة تناقش مع المسؤولين المصريين "مجموعة من السبل المختلفة" للتحرك قدما نحو انتقال السلطة من بينها اقتراح باستقالة مبارك فورا.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "هذا أحد السيناريوهات. هناك عدد من السيناريوهات لكن من الخطأ القول اننا ناقشنا خيارا واحدا فقط مع المصريين."

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين عرب ان واشنطن تناقش اقتراحا بأن يسلم مبارك السلطة الى حكومة انتقالية يرأسها نائبه عمر سليمان بدعم من الجيش المصري.

لكن الصحيفة نقلت أيضا عن مسؤول مصري كبير قوله ان الدستور لا يسمح بذلك. واستطرد "هذا ردي الفني اما ردي السياسي فهو أن عليهم أن يهتموا بشؤونهم الخاصة."

ولمح سليمان أيضا الى ضيقه من التدخل الامريكي خلال حديث تلفزيوني يوم الخميس وقال ان هناك أساليب غريبة تدخلت بها دول أجنبية من خلال تصريحات صحفية وبيانات وقال ان هذا كان غريبا جدا نظرا "لعلاقات الصداقة بيننا وبينهم".

ويرفض كثير من المتظاهرين أن يكون سليمان بديلا لمبارك.

وحرص اوباما وكبار مسؤوليه على تجنب الدعوة لاستقالة مبارك وان أكدوا على ان عملية انتقال منظم "يجب ان تبدأ الان".

وذكرت الامم المتحدة أن نحو 300 قتلوا في الاضطرابات التي أعقبت احتجاجات في تونس أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي الشهر الماضي قبل أن تمتد الى مناطق اخرى في الشرق الاوسط.

وفي ذروة اعمال العنف هاجم موالون لمبارك المحتجين في ميدان التحرير يوم الاربعاء واندلعت معارك بين الجانبين. ونفت الحكومة المصرية اتهامات المحتجين ونشطين دوليين بانها حرضت على هذا الهجوم.

وعرضت الحكومة إجراء حوار بشأن الاصلاح لكن هذا لم يرض المحتجين الذين يطالبون برحيل مبارك.

وترفض المعارضة التي تضم في صفوفها الليبرالي محمد البرادعي والاخوان المسلمين الدخول في حوار الى ان يتنحى مبارك. وتقول المعارضة أيضا انها تريد الديمقراطية لا استبدال مبارك بآخر يجيء من الجيش الذي يهيمن على مصر منذ الاطاحة بالملكية عام 1952

وقال محمد البلتاجي القيادي في جماعة الاخوان المسلمين في حديث هاتفي مع قناة الجزيرة التلفزيونية يوم الجمعة ان جماعته لا تطمع في الترشح للرئاسة بمصر.

وقال "ليس لنا اجندات خاصة ونحن عازفون عن اي مطامع او مغانم وتحدثنا اننا لسنا طامعين في الترشح للرئاسة ولا طامعين في مناصب حكومية في حكومة ائتلافية."

وأضاف أن ممثلي الحكومة الذين وجهوا دعوة للجماعة لاجراء محادثات عن الاصلاح السياسي ألمحوا الى أن الجماعة المحظورة يمكن أن تلقى اعترافا بها كحزب رسمي.

ومصر التي وقعت معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979 حليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الاوسط. وبرر مبارك استخدامه قانون الطواريء كضرورة للتصدي للاسلاميين المتشددين.

وتقدم واشنطن مساعدات للجيش المصري تقدر بنحو 1.3 مليار دولار سنويا.

وفي حديثه مع شبكة ايه.بي.سي وصف مبارك الرئيس الامريكي بأنه رجل طيب للغاية لكنه تردد عندما سُئل ان كان يشعر ان الولايات المتحدة قد خانته.

وأضاف أنه قال لاوباما "انت لا تفهم الثقافة المصرية وما سيحدث اذا تنحيت الان."