صحيفة حركة النهضة - صحيفة حزب النفاق وازدواجية الخطاب - اخبار متجددة يوميا عن النهقة

سيصيب تونس الخراب ان وصل الزنديق راشد الغنوشي الى الحكم


خفايا وأسباب تخلّص راشد الغنّوشي من القيادي صالح كركر في حركة النّهضة


فهل يعقل أن تؤتمن مثل هذا الزنديق راشد الغنزشي وجماعته على إقامة العدل بين أبناء الشعب في البلاد لو قدر لها أن تصل إلى الحكم ؟ ؟ ؟





في شهر ماي 1989 يختار راشد الغنوشي الفرار من تونس والتخلّي عن أنصار وأتباع حركة النهضة بعد أن ورّطهم في المواجهة الميدانية والصدام مع أجهزة السلطة . وقف القيادي صالح كركر ضد خيار الجبن والغبن بهروب راشد الغنوشي من البلاد وتوتّرت العلاقة بينهما خاصة بعد أن قام صالح كركربفضح فشل محاولة الانقلاب النهضوي سنة 1991 على نظام بن علي في غياب أطر النّجاح وآليات قيادة البلاد . حاول راشد الغنوشي إلقاء المسؤوليّة على صالح كركر المعروف بمواقفها الراديكالية وشنّ ضدّه حملة تشويهية عبر أزلامه من مرتزقة البترودولار.

في أكتوبر 1993 يجتمع راشد الغنوشي بشلّته الطّائفيّة في ألمانيا ويقرّر طرد غريمه صالح كركر من حركة النهضة إلاّ أنّه كان هنالك عائقا في الإعلان عن هذا الخبر : كان وزير الداخليّة الفرنسي شارل باسكوا يقوم بزيارة رسميّة إلى تونس التي رجع منها بقائمة أربعين لاجئا نهضويّا مطلوبين لنظام بن علي وعلى رأسهم القيادي صاح كركر الذي وقع وضعه عند عودة الوزير تحت الإقامة الجبرية في جزيرة أوسّانت دون تسليمه إلى السلطات التونسيّة .

لم يكن هنالك مجالا لزيادة الطّين بلّة بعد هذا الإجراء المخابراتي إثر تهميش القيادي صالح كركر .

في نفس السّياق يقوم راشد الغنوشي بنشر قرار طرد صالح كركر من حركة النهضة بعد مدة طويلة من الحسم النهضوي في وضعيّته التنظيميّة ... يبقى السؤال المطروح يتمحور حول نوعيّة المقايضة التي قامت بها قيادة حركة النهضة الغنوشيّة في المهجر مع الأجهزة المخابراتيّة الفرنسيّة وعلى رأسها وزير الداخليّة شارل باسكوا للتخلّص من القيادي صالح كركر وتفادي تسليم باقي القائمة المطلوبة للسلطات التونسية ؟

في الرابع و العشرين من شهر أكتوبر 2002 إتخذت حركة النّهضة الإسلاميّة بالمهجر قرارا من أهمّ وأخطر القرارات التي إتخذتها منذ نشأتها. وقد تمثل هذا القرار في فصل صالح كركر من صفوفها التّنظيميّة . والجدير بالذكر أن هذا الأخير هو أحد المؤسّسين الثمانية للحركة الإسلامية في تونس و يعتبر بدون منازع الأب التنظيمي للحركة و أحد أهمّ المنظّرين لها و رجل المؤسّسة الأول فيها.

و قد كان أول مسؤول عن المؤسّسة التّنظيميّة بالحركة، وبقي على رأسها طيلة العشريّة الأولى التي عقبت تاريخ التّأسيس. وتحمّل لمدة طويلة نيابة رئاسة الحركة ورئاسة مجلس الشورى فيها ثم رئاسة الحركة سنة 1987 وقاد صحبة ثلّة طيبة من إخوانه المواجهات التي حصلت بين الحركة والسّلطة والتي انتهت بسقوط بورقيبة من الحكم على إثر انقلاب قام به ضده وزيره الأول الجنرال بن علي.

وإذا استثنينا السيد صالح بن عبد الله البوغانمي، أحد المؤسّسين الثمانية، و الذي لا نعرف وضعيّته التّنظيمية الحقيقيّة في الحركة حاليّا، يعتبر السيد راشد الغنوشي، بعد فصل صالح كركر، هو آخر الأعضاء المؤسّسين الذي بقي في الحركة رغم أنّ كلّ المؤسّسين لا يزالون على قيد الحياة.

فهل يعني ذلك أنّ السيد راشد الغنوشي قد حصل بشكل أو بآخر على كلّ أسهم المشاركين له في التّأسيس، وحوّل الحركة إلى ملكيّة خاصّة له أم أن الأمر لا يعدو أن يكون أكثر من مجرّد صدفة بعيدة عن كل إرادة تصفويّة مبيّتة أو غير مبيّتة ؟

فمنذ تأسيس الحركة بقي صالح كركر وفيّا لطبيعته كمؤسس، مهموما بمسألة التّجديد والإبداع في الحركة ، وجعلها حركة حديثة ومتطوّرة وقائمة على مؤسّسات عصريّة قويّة وعلى أسس علميّة أصيلة، وجعلها متمشّية دائما مع واقع المجتمع، قريبة منه، مستجيبة لمطالبه وهمومه، وهو ما أكسب الحركة شعبيّة واسعة فريدة من نوعها في البلاد.

و لم تكن مهمّة صالح كركر في هذا التّوجه و في هذه المجالات سهلة فقد واجه منذ وقت مبكّر صعوبات جمّة ومعارضة شديدة من قبل القيادة وأعوانها المقرّبين مما اضطرّه في أكثر من مناسبة إلى الاستقالة من المسؤوليّة التي يتحمّلها. فأمام إستحالة التّناغم بينه و بين رئيس الحركة اضطرّ إلى
الاستقالة من نيابة رئاسة الحركة، وكذلك من رئاسة مجلس الشورى.



25-11-2002

افتتاحية المناضل:العدد الثاني عشر

منقول عن الدكتور الصحبي العمري