صحيفة العار التونسية - جريدة العار التونسية - اخبار مجلة العار التونسية - يومية العار

فوز حركة النهضة بين المد والجزر في صفوف المثقفين التونسيين





كانت تونس يوم 23 اكتوبر 2011 مع موعد تاريخي هام وهو انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي اعلنت فوز حركة النهضة الاسلامية التي حيث تكتسح الحركة اليوم الساحة السياسية وتمسك بزمام الحكم بعد سنوات من الاقصاء والتهميش ومثل هذا الفوز نقطة تحول في تاريخ الحركة التي منحها اغلبية التونسيين ثقتهم بالتصويت لها في اغلب ولايات الجمهورية.

وتبقى الآراء حول فوز حركة النهضة ذات التوجه الاسلامي بين مد وجزر في صفوف المثقفين التونسيين حيث تتراوح مواقفهم بين المتوقع والبديهي من جهة وبين المفاجئ والغير المتوقع من جهة اخرى. اليكم أراء بعض المثقفين التونسيين حول النتائج التي الت اليها انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ومواقفهم من مسك التيار الاسلامي بزمام الحكم في تونس وتداعيا ذلك على مستقبل الثقافة.

مثلت هذه النتائج السبب الرئيسي في بث المخاوف في اوساط المثقفين خشية من ان تكبل حركة النهضة ذات التوجه الاسلامي حرياتهم وتفرض قيودا على مجالاتهم الابداعية.

لا مساس بحرية الابداع ..

من جهتها صرحت الممثلة ليلى الشابي ان الوضع العام في تونس اليوم بعد فوز حركة النهضة غامض وليس واضح بالمرة ونتائج الانتخابات كانت بالنسبة اليها مفاجأة كبرى ولم تكن تنتظر ذلك ولكنها تطالب بعدم المساس بحرية المثقفين والعمل على تحسين الثقافة والمثقفين وضرورة ان تكون هناك فسيفساء من الاحزاب دون سياسة الحزب الواحد.

وتقول بانها ليست متفائلة خوفا على مستقبل الثقافة من ان تقمع حرياتهم الابداعية وترفض باسم الدين ان يتم قمعهم وتكبل حرياتهم فالثقافة ابداع والابداع حرية بالنسبة اليها ولا مساس بحرية المثقفين في كل القطاعات.

الوضع الحالي شبيه بالكاميرا الانتقالية..

وفي نفس الاطار يتخذ الممثل توفيق الغربي موقفا مساندا ويقول ان تونس لن تعود الى الوراء وان المرأة التونسية لا يمكن ان تعود الى الوراء وستبقى العاملة والمثقفة والسياسية ونرفض ان تقودنا النهضة الى جمهورية اسلامية لنبقى دولة ديننا الاسلام ولغتنا العربية ولكننا لن نصبح جمهورية اسلامية.

ويؤكد توفيق الغربي في موقفه انه دستوري ويرفض الرجعية ويناضل من اجل الحرية ومن اجل كل المبادئ ومن اجل الطاهر الحداد وابو القاسم الشابي كما ان الوضع من منظوره شبيه بالكاميرا الانتقالية لرؤوف كوكة ومستقبل تونس يسير نحو المجهول.

وقطاع الثقافة اصبح مهددا في حريته وخصوصيته حيث يقوم بالأساس على الابداع والتحرر المطلق.

وبين تخوف بعض المثقفين من حركة الاتجاه الاسلامي وامكانية ان تكبل حرية الابداع والثقافة لديهم باسم الدين وربما يكون هناك قمع للحريات وفرض رقابة تمنعهم من ممارسة الثقافة فان البعض الاخر لا يرى اي مبرر للخوف من حركة النهضة خاصة وانها لم تنطلق في اخذ القرارات والممارسة الفعلية لمهامها.

وفي هذا السياق يقول الممثل عبد المنعم شويات أن النتائج كانت متوقعة وواضحة والمجلس التأسيسي له اهداف محددة لصياغة الدستور يحكم البلاد وليس له اي تخوف بل يرى انه لا يوجد اي مبرر للتخوف من حركة النهضة خاصة وأن الشعب من اختار أن تكون ممثلة له في المجلس التأسيسي وناطقة باسمه و لا يمكن ان نكون متشائمين.

كما ان تونس حسب رأيه على ضوء ما حققته من ثورة 14 جانفي لن تعود إلى الخلف ولا خوف لا من حزب اسلامي ولا من حزب ديكتاتوري أما بالنسبة الى الثقافة فسوف يكون لها شأن كبير ذلك ان البرامج السياسية لحركة النهضة لا تحسب عليهم والواقع هو الذي سيحدد في ما بعد.

ومن جهته يؤكد المخرج والممثل محمد علي النهدي ان النتائج كانت متوقعة عكس ما يقوله البعض وذلك بحكم تواصله مع الجمهور من خلال أعماله كان على علم ان النهضة لها شعبية كبيرة لدى التونسيين وهذا التوقع يعود الى ان بعض الاحزاب الديمقراطية تظهر في شكل احزاب بورجوازية بينما الشعب التونسي من طبقة شعبية وبالنسبة اليه البورجوازية متواطئة مع بن علي ويقبل بالنهضة.
.
وليس هناك اي تخوف بالنسبة الى محمد علي النهدي لان التونسيين اليوم سيتعاملون مع النظام الجديد بكل حذر كل من موقعه حتى المثقفين من ممثلين ومخرجين وفنانين ..ويقول "سنكون بالمرصاد ندافع عن حريتنا وحقوقنا" وهو متفائلا ولا داعي للخوف من جهته من الاسلاميين لان النهضة فيها الاسلاميين المعتدلين في مواقفهم وليسوا متعصبين أو سلفيين ولابد ان تتعامل مع هؤلاء الذين يقفون ضد حريات الابداع والفكر لان الحرية هي جناح الابداع والمجلس التأسيسي لا بد ان تكون له ثقافة التحاور والاعتدال واحترام الحريات.