صحيفة العار التونسية - جريدة العار التونسية - اخبار مجلة العار التونسية - يومية العار
بعد مظاهر العنف والانتهاكات في الحرم الجامعي
أخصائي في العلوم السياسية يحمل «النهضة» المسؤولية
تواصل الجماعات الإسلامية المتطرفة من الطلبة وغيرهم عمليات التصعيد داخل الحرم الجامعي فبعد تعنيف أستاذتين ومنعهما من دخول المعهد الأعلى للمحاسبة لأنهما غير محجبات، تم تقسيم المطعم الجامعي بقابس وفصل الذكور عن الإناث، هذا الى جانب السلوكيات التي يشهدها الشارع التونسي والتي تقوم على قاعدة تكفير وهرسلة ...لمن يختلف معهم.
ورغم خطورة ما يجري وردود الفعل التي ولدها في صفوف الأساتذة الجامعيين عبر الوقفات الاحتجاجية والتلويح بإضراب عام إلى جانب المسيرة النسوية التي نظمتها مستقلات في القصبة.. نجد أن كلا من الحكومة المؤقتة والأطراف المرجح أن تكون على رأس الحكومة القادمة والشخصيات التي تمكنت من الوصول الى المجلس التأسيسي اختارت الصمت والسلبية.
حول هذا المعطى الجديد الذي عرفه المجتمع التونسي اتصلت "الصباح" بحمادي الرديسي دكتور في العلوم السياسية الذي ذكر أن أبرز المستفيدين من الأحداث التي عرفتها الجامعة التونسية والشارع التونسي هي حركة النهضة وأضاف ان هذه الاستراتيجيا قد مكنتها من الفوز بنسبة هامة في الانتخابات، ومن المستبعد أن تتخلى عنها.
وأشار في نفس السياق أن التصريحات الصادرة عن قيادات الحركة نفسها تكون في الغالب سلبية باهتة على غرار "لست متورطة في ذلك وأرفض العنف.."
ويقول رئيس الحزب راشد الغنوشي "السلفيون إخواننا"...
أو قوله إن "هذه المظاهر هي قضايا مجتمع وهو القادر على حل مشاكله.."
وهذا غير كاف بالنسبة لحزب فائز من المنتظر أن يكون أغلبيا في رأس الحكومة.
كما رأى الرديسي أن السياسيين في حزب النهضة سيحافظون على نفس الخطاب فهم بصدد ممارسة السياسة وفي المقابل ستتشبث هذه الجماعات بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيبقى هذا السلوك محل صراع اجتماعي تترجمه الاحتجاجات التي انطلقت داخل الجامعات وخارجها...
واعتبر دكتور العلوم السياسية أن ما مهد الطريق أمام هذه الفئات هو هشاشة السلطة السياسية وعدم قدرتها على اتخاذ القرار وقال إن هذه المظاهر لها ان تختفي في حالة اتخاذ الحكومة القادمة قرارات حاسمة بشأنها.
وفي اتصال "الصباح" بنورالدين البحيري عضو المكتب السياسي والناطق الرسمي باسم حركة النهضة قال إن ما وصف بسلبية الحركة تعود الى انشغالها بالفيضانات التي يشهدها عدد من مناطق الجمهورية ويستدرك أن اعطاء الفيضانات الأولوية لا يعني أن ما وقع في حرم الجامعة لا يستحق الاهتمام لكن هناك أولوية فرضت نفسها وعبر في السياق نفسه عن رفض الحزب المطلق لهذه الممارسات ووجه نداء دعا من خلاله التونسيين للابتعاد عن العنف.
واعتبر أن الوضع أصبح أكثر خطورة نظرا إلى أن العنف كان مسلطا من طالب نحو أستاذه.
وأضاف البحيري أن مطالبة الحزب بموقف أكثر حزما غير منصف للنهضة التي تبقى حزبا من جملة الأحزاب كما أن الحركة تلتزم بحماية الحريات الشخصية ومكتسبات المجتمع الحداثي ولن تقبل بمساس المعتقد وحق الناس في التعبير عن أفكارهم وسيسعى الحزب الى تطبيق القانون مع الاستئناس بالحوار.