ما فشل فيه بوش تحقق لأوباما و البداية من تونس ؟؟ النظام العالمي الجديد

العولمة او النظام العالمي الجديد هي السياسة المستقبلية الجديدة للتعامل الأمريكي مع دول العالم وخصوصاً دول الشرق الأوسط وهي أيدلوجية تسلطية عدوانية هدفها المعلن مصلحة الشعوب ولكن المخفي هو السيطرة وبسط النفوذ و الترويج لمفهوم العولمة و الاتصال بين الدول و الابتعاد عن مفهوم السيطرة الإمبريالي العولمة ظاهريا هي إبعاد لمفهوم التسلط الإمبريالي وهذه أولى المخادعات المطلوب ترويجها . كما أن مفهوم العولمة يجب أن يسبق مفهوم الديمقراطية التي يرى أنها الحل الأمثل للمشاكل العالقة التي تمنع اتصال الشعوب وتطورها واكتساب المعرفة العلمية الغربية والعولمة كما يرى المنظور الأمريكي أنها هبة أميركية لشعوب فقيرة . ولكنها نظرة إسرائيلية تبنتها أميركا وصقورها أصحاب القرار الداعمين لإسرائيل ومشاريعها التوسعية في منطقتنا العربية والمعروفة بعدائها للإسلام وللتاريخ و الحضارة العربية وتتسم بالكيل بمكيالين ونرى ذلك من خلال معرفتنا القديمة بسياسة أمريكا و السياسة الحالية .‏



ترتكز نظرية المحافظين الجدد في الولايات المتحدة على الدعوة الحقيقية إلى بناء إمبراطورية أمريكية وشن حروب استباقية في دول ومناطق تعاني من حالات الضعف وبالتالي احتلالها وفرض نظام جديد عليها وتخليصها من التفكك و التخلف و الفقر كما تدعي النظرية الأمريكية الجدية في ظاهرها ولكن العكس هو الصحيح أن أمريكا تريد استيعاب واحتواء هذه الدول وربطها بالنظام العالمي الجديد الخاضع للسيطرة الأمريكية وبدواعي واهية و كاذبة للتخلص من العنف و الإرهاب الصادر من هذه الدول الفقيرة دول ( الفجوة) كما تسميها .‏



إن الهدف الفعلي هو نشر العولمة الرأسمالية الهادفة للسيطرة على مكونات الاقتصاد العالمي ومنابع النفط وتأمين سلامة إسرائيل و إمداد الدول الكبرى الصناعية المتطورة (النواة) بالوقود . أما الدعوة إلى نشر الديمقراطية وإيصال ثورة المعلومات للدول المفككة الفقيرة هي نكتة يراد تمريرها وكأنها حقيقة على الشعوب الرافضة للهيمنة الأمريكية , وما انتشار القوات الأمريكية في مناطق بعيدة عن الدول المتطورة إلا من أجل السيطرة على اقتصاد ومنابع الثروات في الدول التي تريد السيطرة عليها بحجة القضاء على الإرهاب و الفقر ونشر الديمقراطية و المعرفة المعلوماتية من خلال التواصل بين دول ( النواة ) ودول ( الفجوة) .‏



أن التهم الأمريكية الموجهة للدول وخاصة الدول العربية هي إدعاءات من أجل إيجاد مبرر للسيطرة و الهجوم العسكري من أجل الاحتلال . وهذه دعوة لانفراد الولايات المتحدة باستخدام القوة العسكرية الهائلة لجعل العولمة عالمية وتحقيق هذه النظرية التي تدعو لنشر العولمة بشن الحرب على الدول التي ترفض الانضمام إلى نظام العولمة . أن النظرية الأمريكية الجديدة هي السيطرة على الشعوب ذات التاريخ و الحضارة القديمة و الدعوة إلى تحويلها أدوات منفذة لثقافة جديدة و نظريات مستوردة وضعت لفترة تاريخية تختلف عن ثقافة هذه الشعوب الأصلية و الرافضة للهيمنة الأجنبية .‏



أن احتلال العراق هدف رئيسي لنشر العولمة ودخول بقية الدول المشابهة للعراق في هذا النظام طواعية خوفاً من وقوع الحرب عليها فالعراق مثال يجب على الآخرين أخذ العبرة منه .‏



إن النظرية الأمريكية الجديدة تتمحور حول السيطرة العسكرية من أجل تحقيق أهداف اقتصادية كبرى ونشر ثقافة العولمة , إنها نظرية ليست لنشر الفضيلة وإزاحة الفقر و التسلط كما يدعون , فأهدافها هي إبعاد المجتمع عن قيمه وثقافته. . من هنا نتساءل أين إذاً النظرية الإنسانية التي تقوم على الترابط الاجتماعي واعتبار العلاقات البشرية علاقات ديمقراطية بمواصفات أخلاقية تسمح لتطور الشعوب ورقيها حسب تاريخها ومفاهيمها .‏


أن انتهاء الصراع الدولي بين الشرق و الغرب دفع أمريكا لرسم خطط جديدة للصراع كي يكون بمثابة القوة المحركة لخطط عدوانية على المدى البعيد وها هو العدو الجديد بعد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) أنه الإرهاب ولا ندري كيف تم تنظيمه بهذه القوة . وإن تدخلها في يوغسلافيا و دول البلقان وأفريقيا و الفلبين و أفغانستان وباكستان و اندونيسيا و العراق هذا التدخل الواسع في مختلف أنحاء العالم ما هو إلا تطبيق لإيديولوجية الهيمنة الامبريالية الجديدة و السيطرة على مقدرات الشعوب .‏



ان العولمة او النظام العالمي الجديد هي دعوة لإغراء الآخرين للحاق بالركب الأمريكي حيث أن مصالح الدول وترابط حضاراتها تصنع بالسلام واحترام إرادة الشعوب وليس بالاحتلال و القهر. وهنا يبرز تضارب الأفكار واستخدام أسلوب الترغيب و الترهيب لإخضاع الشعوب. إنها نظرية إحكام السيطرة على العالم و الترويج لإقامة العالم الجديد عالم أمريكي معادي لثقافة وفكر الشعوب في المنطقة العربية ومخالف لتقاليدها وتعالم دينها وحضارتها العريقة الممتدة إلى أعماق التاريخ .‏