البلاد التونسية : التاريخ
تاريخ البلاد التونسية منذ القرن xii ق م
- نشأة الحركة الوطنية التونسية : أ- المقاومة الفكرية والثقافية وبوادر العمل المطلبي :
* جماعة الحاضرة تجسيد للعمل النضالي الصحافي: كمثال جريدة الحاضرة
تاكدت حاجة التونسيين الى صحيفة تهتم بمشاغلهم كما هو الحال بالنسبة الى الصحف الاستعمارية أو صحف الجاليات الأروبية ، فظهرت بين 1888 و 1897 ثلاث صحف تونسية هي الحاضرة نسبة الى العاصمة تونس والزهرة وسبيل الرشاد .
صدر العدد الأول من جريدة الحاضرة بتاريخ 2 أوت 1888 . يعتبر على بوشوشة (1859 - 1917) وهو من أبرز مؤسسي جماعة الحاضرة والبشير صفر رائد حركة النضال الثقافي التونسي (1863 - 1917 ) المساهمين في بروز جريدة الحاضرة التي اتخذت من يوم الثلاثاء موعدا اسبوعيا لصدورها وظهرت لقرائها في ما لايقل عن 1111 مناسبة حتى موعد إيقاف صدورها في نوفمبر 1911 . لم يكتف جماعة الحاضرة بالنضال الصحفي بل ساهموا أيضا في تنشيط الجمعيات الموجودة وبعث جمعيات جديدة .
* جمعية الخلدونية : بحثا عن إذكاء تجربة المصلح الوزير خير الدين باشا (1873-1877) المتمثلة في تطوير مناهج التعليم الزيتوني بتدريس العلوم الحديثة استقر الرأي على إنشاء جمعية وطنية ثقافية تونسية تهدف إلى التعريف بالحضارة العربية الإسلامية وبث العلوم الحديثة وتم الاتفاق على تسميتها بالخلدونية نسبة الى العلامة عبد الرحمان بن خلدون وقد حضي المشروع بدعم المقيم العام لويس ريني ميي 1895 - 1900 Louis Réné Millet الذي كان معجبا بالحضارة العربية الإسلامية كما حضي برعاية الباي وكبار أعوانه لذلك وافقت الحكومة على تأسيس هذه الجمعية أواخر ديسمبر 1896 وتم افتتاحها في 15 ماي 1897 وقد أقبل على الدروس الليلية للخلدونية طلبة جامع الزيتونة المتعطشين للعلوم العقلية كالفلسفة والجغرافيا والتاريخ والطب والرياضيات .. وأدرك التونسيون من خلال إقدامهم على إنجاز هذه التجربة فضل الإسهام في هذا المجال لذلك أنشئوا جمعيات أخرى من أبرزها جمعية قدماء الصادقية في ديسمبر 1905 وقد ساهمت الأنشطة الجمعياتية في نمو الوعي الوطني من خلال التعرف على مبادئ الحرية وأفكار التنوير والوقوف على سلبيات نظام الحماية التي تم التنديد بها في عدة مناسبات من أبرزها خطاب البشير صفر بمناسبة افتتاح دار المعوزين أو التكية في 24 مارس 1906 والمشاركة في المؤتمر المنعقد بمرسيليا حول الاستعمار بين 5 و 9 سبتمبر 1906 مما أشر لبناء حركة جديدة وهي حركة الشباب التونسي
* حركة الشباب التونسي : (1907- 1918)
ظهرت هذه الحركة الإصلاحية في بداية القرن العشرين وبعد أن قضى الجيش الإستعماري على المقاومة المسلحة. وتمثلت في الفترة الأولى من مناهضتها للوجود الفرنسي في عمل نخبوي سرعان ما تحول من حركة مطالبة ذات صبغة ثقافية واجتماعية إلى عمل ذي بعد سياسي. واعتبرت سنة 1907 تاريخ انبعاث حركة الشباب التونسي وقد ساعد على تأسيسها عمل توعوي بعد سنوات قليلة من انتصاب الحماية بقيادة جريدة "الحاضرة" التي تأسست سنة 1888 وساهمت في ظهور جمعية الخلدونية (1896) وجمعية قدماء الصادقية (1905).
ورغم أن القانون الأساسي لكل من الجمعيتين "الخلدونية" و"قدماء الصادقية" كان ينص على عدم الخوض في المسائل الدينية والسياسية فقد كانت المحاضرات والمناقشات التي تليها تتناول العديد من المسائل السياسية مما ساهم في فتح الأذهان على عهد التنوير والمطالبة بوضع حد للسياسة الإستعمارية التي حولت معاهدة باردو من نظام حماية إلى استعمار مباشر كثرت فيه المظالم والتجاوزات على حساب المواطنين. بهذا النشاط تحولت الحركة الثقافية ضمن هذين الجمعيتين إلى حركة مطلبية معتدلةتمثل جريدة "Le Tunisien " (التونسي) والدفع الجديد لحركة "الشباب التونسي" .
كان لحركة الشباب التونسي برنامجها ووسائل عملها ومن بينها جريدة "" Le Tunisien (التونسي) الناطقة باللغة الفرنسية. وكان العدد الأول منها الصادر في 7 فيفري 1907 بقلم مديرها علي باش حانبة. وقد احتوى هذا البرنامج كل طلبات حركة الشباب التونسي بما فيها الطلبات والمسائل المطروحة منذ الخطاب الذي ألقاه البشير صفر، رئيس الأوقاف آنذاك، في 24 مارس 1906، بمناسبة تدشين مأوى العجز (دار التكية) بحضور المقيم العام. وتتلخض تلك الطلبات في جعل التعليم إجباريا ومجانيا وضمان تغطية اجتماعية واسعة وإرساء نظام قضائي عصري وعادل وحياة سياسية تضمن لكافة التونسيين ممارسة حقوقهم بواسطة تمثيل شعبي منتخب وهياكل دستورية. ورغم الفشل في التوصل إلى تحسين حالة التونسيين في نطاق علاقة مشاركة بين "الحامي" و"المحمي" لم يتوقف الشبان التونسيون عن نشاطهم بل دخلوا في مرحلة جديدة شهدت تصعيدا للحركة المطلبية. وحاولوا قصارى جهدهم توعية التونسيين وخاصة شباب العاصمة بشتى وسائل الدعاية : عن طريق الصحافة وعن طريق الاجتماعات بالمقاهي والمنتديات والنوادي الصيفية في ضواحي العاصمة في فصل الصيف والاقتراب تدريجيا من الجماهير.
مقال أصدرته الحركة بجريدة التونسي في العدد 32 بتاريخ 27 جوان 1910 : التونسيون والضرائب
تحدث المناضل عبد الجليل الزواش عن أزمة الضرائب في زمن الاستعمار :
" لا ينكر أحد أنه حدث تأثير كبير بين الوطنيين منذ عهد الاقتراع على إصلاح الضرائب وخصوصا حين تم البدء في تحصيل الصنتيمات الإضافية وقد عم هذا التأثير سائر طبقات المزارعين الذي صادف توحيد الأعشار وتقرير الضريبة على العقارات البلدية . وقد اتفق أن محصول الحبوب والزيتون في أواسط العمالة والجنوب في هذا العام كان قليلا جدا ولذلك فإن سكانها يوجدون في حالة قلق شديدة وصار المزارعون الذين شق عليهم الآن دفع الضرائب الموظفة عليهم يتساءلون كيف يمكنهم أن يؤدوا هذه الضرائب الإضافية .
أما أصحاب العقارات سواء الذين يسكنون العاصمة أو الذين انضموا إليهم من أعيان مزارعي جربة وصفاقس والمهدية فإنهم قد عهدوا بالدفاع عن مصالحهم إلى لجنة شكلوها من 5 أعضاء كلفوهم بمفاتحة الحكومة في هذا الموضوع بعد أن درسوا آراء كثير من المزارعين وبالأخص صغارهم حرروا عريضة ودفعوها إلى المقيم العام . وفي السبت الماضي دعا المقيم العام أعضاء الجمعية الشورية المقيمين بالعاصمة كي يتذاكر معهم في المسائل المختلفة المتعلقة بالضرائب ولما حضروا تلى عليهم المكلف بالإجابة على ملاحظات اللجنة السابقة وقد نشرناه في غير هذا المكان ثم بعد أن عرج لهم على تاريخ المجبى قال إن كافة مقرري ميزانية حكومة الحماية قد كانوا يرون لزوم إصلاحها وقد طلب ذلك جورج كوشري مرتين وكذلك النواب الوطنيون بالجمعية الشورية أثناء انعقادها خلال جلسات 1908 .
ثم قال إن حكومة الجمهورية كانت تود التخفيف من أثقال ما يتحمله السكان غير أنه لا سبيل إلى القيام بهذا الإصلاح مع بقاء العجز في الميزانية لأن للايالة مشروعات عديدة يستلزم القيام بإتمامها وهي قد شرعت في أشغال كثيرة لا يمكنها تركها قبل أن تنجزها ونحن لكي نحصل على 2500000 فرنك التي نقصت من مداخيل المجبى فاننا استعملنا أولا لسد هذا العجز 1000000 فرنك المتحصل من شركة فسفاط قفصة وكذا من الزيادة في المعاليم المختلفة التي تجبى من المواطنين والأوروبيين معا وهي تقدر بـ 1400000 فرنك فرأت الحكومة أنها بإمكانها أن تستوردها من المالكين وهذا هو السبب في توظيف الصنتيمات الإضافية وتوحيد الأعشار وقد صممت الإدارة على أن لا تأخذ من هذه الموارد الجديدة إلا المقدار الموازي لمبلغ العجز الناشئ عن تخفيض مقدار المجبى وإذا وجدت فواضل فإنها سوف تستعمل في تخفيض مبلغ الصنتيمات الزائدة.
والوزير يعتقد اعتقادا جازما بان هذه الصنتيمات الإضافية هي ثقيلة جدا لاسيما المضافة إلى الأعشار والقانون إلى أن قال ويمكننا من العام المقبل التنقيص نسبيا في مبلغ الصنتيمات الإضافية الموظفة على الأعشار والقانون وذلك بالنظر إلى الزيادة المقدرة بنحو 200000 فرنك المحصلة من الصنتيمات الإضافية المقررة على ضريبة عائدات الأملاك . و بالإمكان أننا سنحصل على زيادة من نفس توحيد الأعشار لكننا لا يمكننا أن نعتمد عليها في هذا العام بالنظر إلى قلة محصول الصابة في أغلب الجهات .
4- تطورها واشكالها وردود فعل سلطات الحماية الفرنسية:
-مرحلة التصعيد والمجابهة : شهدت الساحة التونسية في هذه المرحلة تحولا في التفكير وفي طرق العمل وتصعيدا في مجابهة الاستعمار. وقد مكنت القضايا المطروحة في هذه المرحلة الحركة الوطنية التونسية من تحقيق ما اعتَزمته. - وقع الغزو الإيطالي لولاية طرابلس على البلاد التونسية . اهتز التونسيون وفي مقدمتهم حركة الشباب التونسي بقرار إيطاليا ضم طرابلس في 5 نوفمبر 1911 واعتبروه تعديا على إحدى ولايات السلطان العثماني. كما نددوا بحكومة الحماية بعدم التزامها بموقف الحياد، كما نظموا حملات لتقديم الدعم المادي والبشري للسلطان العثماني. وكان في سقوط الشريط الساحلي من ولاية طرابلس بين أيدي الإيطاليين وقعه الشديد وساهم في تفجير أحداث الزلاج سنة 1911.
- أحداث الزلاج : انفجرت أحداث الزلاج إثر طلب تقدمت به بلدية العاصمة لدى إدارة الملكية العقارية لتسجيل مقبرة الزلاج باسمها، لحمايتها من محاولات الاغتصاب التي يقوم بها جيران إيطاليون من مستغلي مقاطع الحجارة. وكان على جمعية الأوقاف القيام بهذه المبادرة بنفسها لأن أرض المقبرة حبس لكن الباي كلف البلدية منذ 1884 بالقيام بصيانة المقبرة وحراستها. لذلك فإن طلب التسجيل كما جاء قد أحدث ضجة لدى سكان العاصمة لأنه لم يصدر عن جمعية الأوقاف ولا عن شيخ المدينة وهو تونسي ومسلم، بل صدر عن نائب رئيس البلدية وعن مديرالأشغال فيها، وهما فرنسيان. . وتجمع الأهالي أمام باب المقبرة صبيحة يوم 7 نوفمبر 1911 للحيلولة دون وضع علامات التسجيل. وكانت المجابهة مع رجال الشرطة ثم مع الجيش. وحصلت مجابهات في مساء ذلك اليوم وفي الغد في عدة أحياء من العاصمة. ووضعت هذه المجابهات قرابة 3000 من الأهالي ومئات الجنود والشرطة الاستعمارية وجها لوجه، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى في صفوف المنتفضين، وكذلك 10 قتلى من الأوروبيين أغلبهم من الإيطاليين. وحاولت السلطة الاستعمارية إدانة بعض الأعضاء من حركة الشباب التونسي ظنا منها أنهم وراء هذه الانتفاضة ومن مدبريها . لكن ذلك لم يثبت وبرأت ساحتهم. أما الأسباب العميقة لهذه الانتفاضة فهي بالأساس اقتصادية واجتماعية وتمثّلت في تدهور أوضاع التونسيين إثر توخي سياسة انتزاع الأراضي من أصحابها وإغراق السوق التونسية بالمنتوج الأجنبي. ولئن برأ علي باش حانبة ساحته وساحة أصحابه من تهمة تدبير هذه العملية فقد تبنى كامل المسؤولية في قيادة عملية مقاطعة "الترامواي".
- عملية مقاطعة "الترامواي"
انطلقت عملية مقاطعة الترامواي في 8 فيفري 1912 على اثرحادث تعرض له طفل تونسي بعد ان داسته عربة يقودها سائق ايطالي أودت بحياته بين السكة الرابطة بين باب سويقة وباب سعدون.وقد عملت السلطة الإستعمارية على البحث عن حل للأزمة بتكليف وزير القلم الطيب الجلولي باستدعاء بعض الأعيان ممن رأت فيهم الرأس المدبر لهذه المقاطعة ومنهم علي باش حانبة الذي كان يقود هذه العملية. وكان هذا التدخل فرصة للمطالبة بعدة حقوق تتعلق بأوضاع العمال التونسيين بشركة الترامواي.وأدت هذه المقاطعة إلى الحصول على العديد من التنازلات من قبل الشركة وإلى إدخال بعض التحسينات على وضع العمال التونسيين. غير أن إضافة طلب جديد على الطلبات السابقة يتمثل في تمكين التونسيين من حق الاقتراع هو الذي زاد من سخط السلطة الاستعمارية التي عمدت إلى إيقاف 7 من العناصر الذين رأت أنهم وراء هذه المقاطعة وإلى نفي أربعة منهم. ومنهم علي باش حانبة ثم حاولت بعد مدة تهدئة الوضع باتخاذ عدة إجراءات لتحسين وضع الأهالي ووضع العمال التونسيين بالشركة وكذلك إلغاء ضريبة المَجْبى. كما قررت العفو عن الموقوفين وعن المبعدين الذين عادوا كلهم إلى حياتهم العادية سوى علي باش حانبة الذي بقي في اسطنبول يساند كل عمل مناهض للهيمنة الإستعمارية إلى أن توفي هناك سنة 1918.
ب- تونس في العشرينات وانطلاق النضالين السياسي والنقابي:
* النضال السياسي : * من تأسيس الحزب التونسي سنة 1919 الى الحزب الحر الدستوري التونسي سنة 1920
ساعدت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الداخلية إضافة الى الأوضاع العالمية على توفير المناخ الملائم لنشأة الحزب الحر الدستوري التونسي .
* الظرفية الداخلية والعالمية : استغلت النخبة المثقفة الأوضاع الداخلية المتأزمة لانتقاد السياسة الاستعمارية الجديدة في محاولة لتحسيس الرأي العام التونسي بخطورة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي باتت تهدد المواطن التونسي دون غيره . ولم يقتصر غضب التونسيين على ضعفاء الحال فقط بل شمل حتى الأعيان وكبار الملاكين العقاريين الذين تأثروا بدرهم بالأزمة المذكورة . كل ذلك ساعد على نمو الشعور الوطني لدى جميع شرائح المجتمع التونسي .
كان أيضا لبعض العوامل الخارجية دورها في دعم هذا الشعور من ذلك نجاح الثورة البلشفية في أكتوبر 1917 مع مجموعة المبادئ التي أعلنها الرئيس الأمريكي ويلسن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى من أهمها حق الشعوب في تقرير مصيرها مع تطور النضال الوطني في كل من تركيا بقيادة مصطفى كمال أتاترك ومصر بقيادة سعد زغلول كل هذه الأحداث وفرت الاطار الملائم الذي شجع بعض أعضاء حركة الشباب التونسي على العودة الى الساحة السياسية والتفكير في تأسيس حزب جديد .
* من الحزب التونسي الى الحزب الحر الدستوري التونسي : تمثلت الخطوة الأولى في تأسيس الحزب التونسي في ربيع 1919 من قبل ثلة من المحامين والاطباء والصحفيين وبعض قدماء حركة الشباب التونسي . بادرت هذه المجموعة التي تصدرها عبد العزيز الثعالبي ببعث رسالة الى الرئيس الأمريكي توماوودرو ويلسن في مارس 1919 هذا نصها " ... ففي خضم المطامع الامبريالية المختلفة الأغراض رفعتم صوتكم للدفاع عن الشعوب المضطهدة والمطالبة بحقها في الحياة الحرة ... لقد ضحى الشعبان الجزائري والتونسي بدمائهما السخية في سبيل فرنسا ورغم ذلك فهو محروم دائما من حقوقه المشروعة ومستعبد من طرف قلة من المعمرين . لهذا فإن مواطنينا يطالبون بحقوقهم في إرسال ممثلين عنهم لحضور مؤتمر السلم ليدافعوا عن قضيتهم ويظفروا بما يمكنهم قانونيا من ممارسة حقوقهم كاملة ... إن الشعبين الجزائري والتونسي يضعان آمالهما فيكم سيدي الرئيس لاسترجاع حقهما في التحكم في مصيرهما بنفسهما ." ثم رسالة الى مؤتمر الصلح الملتئم أنذاك بباريس مطالبين بتطبيق مبدأ حرية الشعوب في تقرير مصيرها بالنسبة الى تونس . كما سعى الحزب التونسي الى كسب عطف الأحزاب اليسارية الفرنسية . وكلف الثعالبي بمعية أحمد السقا بالقيام باتصالات في فرنسا لبلوغ الأهداف.
في بداية 1920 صدر في باريس كتاب تونس الشهيدة باللغة الفرنسية بغية التنديد والتعريف بالنتائج السلبية لنظام الحماية مركزا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للتونسيين بسبب افتكاك أراضيهم واقصائهم من المناصب الإدارية والتمييز بينهم وبين الجاليات الأخرى . وعلى المستوى السياسي أكد الثعالبي على تردي الأوضاع السياسية بسبب تعدد انتهاك الحريات الأساسية وقام الثعالبي بمقارنة هذا الوضع وما كانت عليه البلاد التونسية قبل انتصاب الحماية كما قارن بين وضع التونسيين ووضع المعمرين الذين تحسنت ظروفهم على حساب الأهالي . وبتأكيده على التجربة الدستورية التي عرفتها تونس سنة 1861 أراد الثعالبي أن يضفي نوعا من الشرعية التاريخية على المطالب التونسية التي من أهمها المطالبة بدستور للبلاد .
إن الأفكار الواردة في كتاب تونس الشهيدة مهدت لنشأة الحزب الحر الدستوري التونسي في مارس 1920 ووضوح برنامجه انطلاقا منها مع بعض التعديلات لجعل المطالب متناغمة مع الظرفية الجديدة المتمثلة في فشل الأحزاب اليسارية الفرنسية بعد سنة 1919 وعدم اعتبار المبادئ الويلسنية في مقررات مؤتمر الصلح بباريس .
توخى الحزب الحر الدستوري التونسي استراتيجية جديدة تمثلت في توسيع قاعدته لتشمل كل الشرائح الاجتماعية على خلاف الحزب التونسي الذي اعتمد على النخبة المثقفة .
* برنامج الحزب الحر الدستوري التونسي ونشاطه : كانت للحزب أهداف بعيدة تتمثل في تحقيق استقلال البلاد ودستور لها إلا أن الظروف التي أحاطت بنشأته جعلت قادته يعدلون مطالبهم لتبدو وكأنها مطالب إصلاحية في ضل الحماية . غير أنه رغم هذا التوجه الإعتدالي المطلبي فقد اعتبرت السلطات الفرنسية أن الثعالبي أصبح يشكل خطرا على فرنسا ومصالحها .
- برنامج الحزب الحر الدستوري التونسي : اتصف بالشمولية حيث تطرق إلى مختلف الميادين الهامة المؤثرة في حياة التونسيين :
- سياسيا : المطالبة بتعديل نظام الحماية المنبثق من معاهدتي باردو والمرسى وتوسيع تمثيل التونسيين داخل المجلس التفاوضي مع التركيز على مبدأ الفصل بين السلطات وضمان الحريات الأساسية .
- اقتصاديا : المطالبة بعدم إقصاء التونسيين من اقتناء الأراضي المخصصة للمعمرين .
- اجتماعيا : تحسين أجور الموظفين التونسيين وتعميم التعليم الإجباري...
* طريقة العمل : عمل الحزب من خلال اعتدال مطالبه على كسب عطف وتفهم الباي وكذلك السلطات الفرنسية بتونس وفرنسا . لذلك اعتمد نشاط الحزب على إعداد عرائض ممضاة من طرف التونسيين وتقديمها من طرف وفود تشكل للغرض سواء الى الباي محمد الناصر( وفد الأربعين في 18 جوان 1920 ) أو المقيم العام لوسيان سان بقيادة أحمد الصافي في جانفي 1921 . كما تشكلت وفود أخرى توجهت في عدة مناسبات إلى فرنسا للتعريف بالقضية التونسية لدى الرأي العام الفرنسي وبرلمانه وبعض أوساطه السياسية ( سافر الوفد يوم 6 جوان 1920 ووصل يوم الخميس 10 جوان لباريس ثم في يوم 31 جويلية باتجاه وزارة الخارجية التي قدمت لها المطالب ) .
اعتمد الحزب أيضا على الصحافة التي تعددت عناوينها منذ ربيع 1920 وساهمت في نشر الوعي بين التونسيين ليرتفع عدد المنخرطين بالحزب الى 45000 سنة 1924 تؤتطرهم 70 شعبة دستورية . أما على مستوى القيادة فقد تكونت اللجنة التنفيذية للحزب في 29 ماي 1921 وأعضاءها كانوا من العاصمة ينتمون إلى الشرائح الاجتماعية الميسورة بينما القواعد تنتمي إلى فئات اجتماعية مختلفة موزعة على كامل البلاد .
* النتائج وردود فعل سلطات الحماية : تمكن الحزب من كسب عطف الباي محمد الناصر وابنه المنصف على اثر مقابلة وفد الأربعين الباي .
في فرنسا لم يتمكن الوفد الدستوري الأول من مقابلة المدير المساعد للشؤون الافريقية بوزارة الخارجية الا يوم 31 جويلية 1920 بعدما قدم عريضة الى رئيس مجلس النواب ولم يضفر هذا الوفد بما يستحق الذكر بل ان سلطات الحماية قد عمدت الى إيقاف الشيخ الثعالبي وقدمته الى المحاكمة بتونس بتهمة التآمر على أمن الدولة .
أيضا أوقفت السلطات الاستعمارية عن العمل كل الموظفين الذين كانوا ضمن وفد الأربعين الذي قابل الباي .
أما الوفد الثاني الذي توجه الى باريس في أواخر 1920 والذي ترأسه الطاهر بن عمار فقد استقبل من طرف رئيس الحكومة الفرنسية وقد تحصل على بعض الوعود باصلاحات سيتولاها المقيم العام الجديد لوسيان سان الذي رفض فكرة الدستور . فكان ذلك حافزا على مراجعة طريقة عمل الحزب الذي سعى الى توسيع قواعده وتوعيتها بشرعية المطالب التونسية .
أمام كثرة المضايقات التي انتهجتها السلطات الاستعمارية اضطر الثعالبي الى مغادرة البلاد في جويلية 1923 متجها نحو الشرق كما وقع ايقاف العديد من قادة الحزب وسن مجموعة من القوانين الزجرية وقع عليها الباي محمد الحبيب في 29 جانفي 1926 منها الحد من حرية الصحافة وايقاف عدة صحف ناطقة باسم الحزب والحد من حرية التعبير والاجتماعات ... وهكذا دخلت الحركة الوطنية فترة ركود تواصلت حتى نهاية العشرينات .
* انطلاق النضال النقابي مع نشأة جامعة عموم العملة التونسيين الأولى وردود الفعل الاستعمارية :
تكونت المنظمة والتي تعتبر أول مركزية عمالية في العالم العربي نتيجة الظروف الصعبة التي كان يعيشها الأجراء . ولم تكن السلطات الفرنسية ولا النقابات الفرنسية (س.ج.ت) لترضى بوجودها وذلك تخوفا من احتمال انتمائها الى الأممية الشيوعية الثالثة بموسكو .
* ظروف النشأة : تميزت ظرفية أواسط العشرينات بنمو الوعي السياسي الذي تجسم في تزايد عدد المنخرطين بالحزب الحر الدستوري الذين كان جلهم من الطبقات المتوسطة والضعيفة من عمال وحرفيين تأثروا أكثر من غيرهم من جراء تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بعد الحرب العالمية الأولى خاصة من جراء سياسة التمييز بين الأهالي والجاليات الأجنبية التي توختها فرنسا والتي لم تزدها اصلاحات جويلية 1922 الا تناقضا فقد ساهم الارتفاع المشط في الأسعار في اندلاع اضرابات كان العديد منها عفويا شارك فيها العمال غير المنخرطين في النقابات الفرنسية ومن أهم هذه الاضرابات اضراب عمال الرصيف بتونس يوم 13 أوت 1924 .
* تأسيس جامعة عموم العملة التونسية : تأكد العمال التونسيون اثر التحركات المذكورة من عنصرية النقابات الفرنسية وعدم اهتمامها بقضاياهم ومطالبهم . من ناحية أخرى أعطى التحرك العمالي الفرصة لبعض المثقفين التونسيين أمثال محمد علي الحامي والطاهر الحداد قصد تأطير حركات الاعتصام العمالية . التي اتسعت لتشمل عملة مرسى بنزرت وعديد المعامل الأخرى . يعتبر إضراب 13 أوت 1924 بداية تأسيس النقابة المستقلة إذ تحولت لجنة الإضراب التي |أطرته الى نقابة مستقلة عن النقابة الفرنسية يوم 17 أوت 1924. وتشكلت اللجنة التنفيذية للجامعة النقابية من عناصر تمرست على العمل النقابي في الاتحاد الإقليمي س . ج . ت للنقابة الفرنسية أمثال المختار العياري .
* تنظيم الجامعة وطريقة عملها : استمدت الجامعة طرق عملها من الـ س . ج . ت الفرنسية . كما أعلنت أنها مفتوحة لكافة الأجراء دون استثناء أما في ما يتعلق بمنخرطيها فيمكن اعتبار قطاع النقل أهم قطاع وفر نسبة كبيرة من قواعد الجامعة النقابية التونسية ( عمال رصيف تونس وبنزرت وسوسة وصفاقس وعمال السكك الحديدية ) كما تمكنت الجامعة من استيعاب العديد من الحرفيين فيما عجز محمد علي عن تأطير عمال المناجم رغم تنقله شخصيا إلى قفصة والمتلوي وذلك بسبب العراقيل التي وضعتها السلط الاستعمارية .
وبالتالي لم تشمل هذه التجربة النقابية التونسية الأولى سوى مناطق محدودة نسبيا وهي المنطقة الصناعية بتونس وبنزرت مع تواجد محدود جدا بسوسة وصفاقس حيث اقتصرت على عمال الرصيف . ارتبط هذا الضعف بمحدودية نمو علاقات الإجارة على المستوى الاجتماعي مع ضيق الوقت باعتبار أن التجربة لم تعمر طويلا .
* نهاية جامعة عموم العملة التونسية: وقع التصريح بنشأة الجامعة في 31 أكتوبر 1924 خلال اجتماع عام دعت إليه الـ س.ج.ت وحضره ليون جوهو كاتب عام الكنفدرالية الذي أتى خصيصا لتجنب بروز هذه النقابة التونسية وفي 3 ديسمبر 1924 تكونت لجنتها التنفيذية وفي 5 فيفري ألقي القبض على أهم قادتها محمد علي الحامي الذي نفي إلى خارج الوطن وتوفي في ظروف غامضة سنة 1926 .
نجحت السلط الاستعمارية في عزل المنظمة النقابية التونسية بعدما فقدت تأييد الحزب الحر الدستوري التونسي الذي كان من أبرز مؤيديها ودخل الحزب تكتلا مكونا من المعتدلين مثل الحزب الإصلاحي والجامعة الاشتراكية طمعا في الفوز ببعض الإصلاحات من طرف حكومة كتلة اليسار التي وصلت إلى الحكم بفرنسا منذ جوان 1924 .
ج - الحركة الوطنية في الثلاثينات وتأسيس الحزب الحر الدستوري الجديد:
تعتبر فترة الثلاثينات هامة في تاريخ تونس المعاصرة والحركة الوطنية وذلك لما شهدته من تحولات نوعية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا مما أثر وبصفة واضحة على العمل السياسي بشكل خاص .
* الظروف الداخلية والخارجية : انعكاسات أزمة الثلاثينات العالمية على الأوضاع في تونس
كانت تونس في أوائل الثلاثينات تحت وطأة أزمة محلية اجتاحت القطاع الفلاحي بالخصوص تفاقمت مع انعكاسات أزمة الثلاثينات العالمية لارتباط الاقتصاد التونسي بالاقتصاد الفرنسي
تتمثل أسباب الأزمة في انعكاسات أزمة 1929 على المستوى الداخلي خاصة على القطاع الفلاحي الذي كان يعاني في نفس الوقت من بعض الكوارث الطبيعية كالجفاف وزحف الجراد فنتج عن ذلك تراجع في الانتاج وأيضا تراجع في أسعار المواد الفلاحية . أما مظاهرها فقد شملت الازمة مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى فتأثر قطاع المناجم مع تراجع انتاج الفسفاط والحديد والرصاص بين 1930 و 1932 وتراجع عدد عمال المناجم حوالي 3 مرات بين 1930 و 1935 . كذلك الحرف ( تراجع عدد عمال الشاشية ) من 350 عاملا سنة 1928 إلى 80 عاملا سنة 1933 . وتبعا لذلك تقلص حجم المبادلات التجارية وتراجعت قيمة الصادرات إلى النصف بين 1928 و 1933 فيما كسدت السوق الداخلية خاصة مع منافسة البضائع الأجنبية للبضائع التونسية . أما نتائج الأزمة فتتمثل في تغيرات عديدة شملت المجتمع والاقتصاد وظروف العيش ... فقد تضررت أغلبية المجتمع التونسي باعتباره مجتمعا فلاحيا ريفيا بالأساس كما شملت البطالة سكان المدن والمناطق المنجمية كما تراجعت الطاقة الشرائية وانتشرت المجاعة والأوبئة ومات الكثير من التونسيين سنة 1932 خاصة بتونس وقرمبالية والساحل . كما عمت ظاهرة النزوح وانتشار ظاهرة الأحياء القصديرية حول المدن الكبرى .
هذه الظروف أنتجت مناخا ملائما لتحولات اجتماعية وسياسية جديدة .
* التحولات الاجتماعية والثقافية : - التحولات الاجتماعية : تأثرت مختلف الفئات الاجتماعية بفعل أزمة الثلاثينات إضافة إلى الأزمة التقليدية بسبب الكوارث الطبيعية وقد كان هذا التأثر متباينا حسب الأوساط المهنية والاجتماعية . تأثر صغار الفلاحين من جراء انخفاض أسعار الحبوب والزيت وعجزوا عن تسديد ديونهم والتجأ بعضهم إلى بيع ممتلكاتهم خاصة بالساحل. كما تسبب انتشار الأزمة في القطاع الحرفي في إفلاس عديد الحرفيين وصغار التجار واستفحلت البطالة في صفوف العمال فقد قدر عدد العاطلين عن العمل بالعاصمة تونس سنة 1935 بـ 30000 . فيما عرف بقية العمال انخفاضا هاما في أجورهم . نتيجة لذلك تدهورت المقدرة الشرائية وأصبحت المجاعة تهدد أغلب السكان فتعددت عمليات النهب بتونس والقيروان وباجة ...
لم تتخذ السلطات الاستعمارية الإجراءات اللازمة لتخفيف وطأة الأزمة عن التونسيين مما صعد نقمتهم على الأوروبيين الذين لم يتأثروا كثيرا من الأزمة نظرا إلى الدعم الذي قدمته السلطات الاستعمارية لهم دون غيرهم ومن خيرات البلاد .
- التحولات الثقافية : لم تكن الحركة الفكرية والأدبية والفنية بتونس في الثلاثينات في معزل عن ذلك الواقع المتأزم لغالبية الشعب التونسي بل ان تلك الحركة باتت تعكس بأمانة مشاغل ومعاناة هذا الشعب الذي أصبح واعيا أكثر بواقعه ومتطلعا إلى الانعتاق ومقاومة الركود فظهرت الجمعيات والنوادي الأدبية وتعددت الصحف وتنوعت وساهمت في تثقيف عامة الشعب وتوعيتها وكانت بذلك عرضة إلى إجراءات قمعية فهناك على سبيل المثال صحيفتان ناطقتان باللغة العربية هما " النهضة (يومية) والوزير (أسبوعية ) تم منعهما بقرار من المقيم العام صادر في ماي 1931 وصحيفة ثالثة ناطقة بالعربية هي الزهرة تلقت انذارا مع تهديد بالمنع ...
- ظهور الجمعيات والأندية الثقافية : عبرت النخبة المثقفة أدبيا وفنيا عن الواقع في مقالات أدبية وأشعار وموسيقى ومسرح فتأسست جمعيات ونوادي من أهمها جماعة تحت السور . كما ظهر العديد من المبدعين تناولوا وعالجوا قضايا وطنية دقيقة من أبرزهم على سبيل المثال الشاعر أبو القاسم الشابي شاعر الحرية والإنعتاق مؤلف قصائد الجبار وإرادة الحياة
" إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي *** ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة *** تبخر في جوها وأندثر
وخاطب المستعمر قائلا :
ألا أيها الظالم المستبد *** حبيب الظلام عدو الحياة
سخرت بأنات شعب ضعيف *** وكفك مخضوبة بدماه
كما حرك جمود الشعب قائلا : أيها الشعب ليتني كنت حطابا *** فأهوي على الجذوع بفأسي .... ليتني أهد القبور رمسا برمس ... أيها الشعب أنت طفل لاعب بالتراب والليل مغس
فأشعاره الوطنية ألهبت حماسة شعب طامح إلى التحرر وكسر قيود مستعمر كبله وقيد فيه إرادة الحياة .
أيضا من الأدباء الروائيين علي الدوعاجي والطاهر الحداد وزين العابدين السنوسي ومحمد بيرم التونسي وعبد الرزاق كرباكة وأحمد خير الدين وغيرهم ...
- دور الصحف في نشر الإنتاج الفكري والأدبي : إضافة الى الجرائد السياسية التي كانت تخصص مساحات للانتاج الفكري والأدبي وهو من أشكال النضال الذي كان هدفه المحافظة على الهوية التونسية ، استطاع بعض الأدباء إصدار جرائد أخرى مثل جريدة السرور لعلي الدوعاجي سنة 1936 ومجلة العالم الأدبي التي أسسها زين العابدين السنوسي والتي تواصل صدورها بين 1930 و 1936 . كانت تلك الصحف والمجلات تشكل حافزا هاما للانتاج الفكري والادبي الملتزم بالقضايا الوطنية الذي تصدى إلى محاولات المستعمر طمس الهوية العربية الاسلامية ومحاولات الاعتداء على الشعور الوطني .
* السياسة الاستعمارية وتحدي المشاعر الوطنية :
- المؤتمر الأفخاريستي:
- الاحتفال بخمسينية الحماية :
* موقف الحزب الحر الدستوري من هذه السياسة الاستعمارية
* قضية التجنيس والحركة الوطنية :
* انشقاق الحزب الحر الدستوري التونسي ونتائجه :
- بوادر الانشقاق بين الدستوريين :
- مؤتمر قصر هلال ونشأة الحزب الحر الدستوري الجديد:
* إحياء العمل النقابي مع جامعة عموم العملة الثانية :
- علاقة الجامعة العمالية الجديدة بالحزب الحر الدستوري الجديد :
- نشاط جامعة عموم العملة الثانية :
* تجذر الحركة الوطنية وأحداث 9 أفريل 1938 :
- المقيم العام بيروطون وسياسته المتصلبة :
- من الانفراج السياسي الى أحداث 9 أفريل 1938 :
يتبع
البلاد التونسية : التاريخ
تاريخ البلاد التونسية منذ القرن xii ق م