إن المتأمل في مباريات نيجيريا الودية و حتى في مشوار التصفيات يلاحظ
تباين المستوى في مختلف المقابلات من الآداء الجيد إلى الهزان و النفضان
كما هو الحال في مقابلته الاخيرة رغم الإنتصار الغير مقنع ...
و ربما قد لاحظ بعضكم أنه كلما كان مهاجمي الفرق المنافسة يصنعون اللعب
و يطلبون الكرة في المساحات وراء المدافعين و يهددون بجدية مرماهم
إلا و آرتبكت نيجيريا ... ليعود المهاجمون و لاعبوا وسط الميدان لمعاضدة
الدفاع ... و محاولاتهم المتعددة للخروج من وضعيات حرجة ...
إذا ما أضفنا لهذه العوامل ... دفاع الفريق المنافس الذي يكون متمركزا
جيدا دون أخطاء تذكر و خاصة في التحركات السريعة للمهاجمين النيجيريين
و متابعة تغيير المراكز ... و آستفاقة حارس المرمى للتعديل في آداء الدفاع
دون ترك مساحات يمكن أن تشكل خطرا على مرماهم بوجود مهاجمين
يصنعون أهدافا من أنصاف الفرص .
و عندما أعود للمنتخب التونسي سألاحظ و منذ الوهلة الاولى غياب خط
هجوم يمكن أن يكون له وزن على الدفاع النيجيري مما سيترك اريحية
للاعبي الوسط للتحرك و معضدة الهجوم النيجيري ...
خط وسط لازال يبحث عن توازنه في ظل تغييرات متعددة قد لا يغلق المساحات
أمام المنافس لتمر الكرة بسهولة نحو الكسراوي ...
خط دفاع هو الآخر لم تتضح ملامحه بعد ... و الذي يتسم بالبطأ
في تحركاته خصوصا إذا ما شارك المخضرم الجعايدي ( و الذي تبدو مشاركته
أكيدة ) و الذي لن يستطيع مجارات المهاجمين النيجيريين لا من ناحية السرعة
و لا من ناحية المراوغات الفنية و التي تمثل مشكلا بالنسبة له... خصوصا إذا
ما علمنا بأن الهجوم النيجيري لا يحبذ الكرات الهوائية بقدر ما يعتمد
التميريرات القصيرة وتبديل المراكز و التغيير المفاجأ لنسق التحركات .
إذا ما اضفنا لكل هذا ... الضغط الجماهيري بآعتبار أننا اصحاب الارض
و محاولتنا منذ البداية اللعب متقدمين نسبيا ... لترك مساحات شاغرة
قد تادي بنا إلى ما لا يحمد عقباه ... فإنني و حسب ما ذكرته سابقا ...
أعتقد أن هزيمة المنتخب التونسي و في رادس بالذات واردة ...
و في أفضل الحالات قد نخرج بتعادل سلبي صفر -اصفر .
في الختام الاكيد أنني سأشجع المنتخب ... كما أتمنى أن تكون حساباتي غالطة