لم يقلها "الباجي القائد السبسي" و لا أعضاء حكومته الذين برهنوا أنهم لا يطمحون إلى ركوب الكراسي عندما تعهدوا بأن لن يترشحوا لتولي أي منصب بعد الانتخابات. ليس كغيرهم الذين عندما سمعوا هذا القرار هربوا هروب الجبناء. أنا أعذر الوزير الأول عندما لم يتخذ العديد من القرارات التي تخص ملاحقة قتلة الشهداء فقد وجد "المسكين" نفسه أمام خيارين الاستجابة لمطالب عائلات الشهداء أو "تمرد" رجال الأمن نصرة لمن سيتم محاكمته مثلما جرى في بعض المحاكم...

بل قالها "رجال الأعمال" الذي تعودوا بمناخ الفساد و لن يرضوا له بديلا. يفوز من يفوز و لكن لا تفوز النهضة فضمائر أعضائها و قادتها لا تباع ولا تشترى. لذلك أعلنوا الحرب عليها في قنواتهم و في منتدياتهم و خير دليل أحداث قاعة السينما . فلا تتخيلوا أن البوليس السياسي يعمل من تلقاء نفسه و بدون أوامر من هؤلاء . الأمر نفسه جرى في مصر فمن بعث "البلطجية" إلى ميدان التحرير هم أشباه هؤلاء و الذي تتم الآن محاكمتهم . بينما إلى حد الآن في تونس لم نسمع بمحاكمة رجل أعمال واحد من خارج عائلة " بن علي". و كأن الفساد أختزل في هؤلاء و الآخرين ضحاياهم . فكيف تفسرون غناهم الفاحش بينما الاقتصاد التونسي "مهلهل "؟
أنا أفسره بامتيازات جبائية كبيرة و باستعباد العملة و خاصة النساء إلى درجة أن الواحدة منهن في بعض المناطق لا يتعدى أجرها 5 دنانير فاسألوا الأوصياء على المرأة أين كانوا وقتها و أين كان "الاتحاد العام التونسي للشغل "...

أتعرفون أخر ما يقومون به الآن ؟ يقومون الآن بتسريح العمال الذين تجاوزت مدة عملهم 30 سنة إلى التقاعد المبكر. ستقولون هدفهم هو تشغيل الشباب و لكن هذا غير صحيح لأن بقرارهم هذا سيزيدون معاناة وزارة الشؤون الاجتماعية بمصاريف إضافية. هي إذن ورقة ضغط يمارسونها على"المسكين " الوزير الأول الذي أستغرب قبوله المهمة المستحيلة في وجود هؤلاء أحرارا. فكيف سيصلح الاقتصاد و هؤلاء مازالوا و مازالت معهم كل منظومات الفساد ...
هذا التحليل الوحيد الذي وجدته لأبرر هذا الكره الشديد للنهضة دون سواها...